طوارئ بـ «مترو الأنفاق ومحطة مصر» استعدادا لزحام العيد

«قبلة المواطنيين فى العيد» هكذا توصف محطة مصر برمسيس قبل بدء أجازة عيد الأضحى، التى من المقرر أن تبدأ اليوم الخميس 25 أكتوبر، وعلى مدار 3 أيام بدء من الثلاثاء وحتى الخميس، إستقبلت محطة مصر آلاف المواطنيين من الركاب المسافرين إلى مختلف محافظات مصر لقضاء أجازة عيد الفطر مع أسرهم وأقاربهم، وشهدت المحطة تواجدا أمنيا مكثفا من قبل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات حيث انتشر العشرات من الضباط وأفراد الأمن على أرصفة المحطة ووسط الركاب للحفاظ على أرواح المواطنيين وتفاديا لحدوث اية مشكلات قد تقع أو أعمال تخريبية قد تحدث خلال تكدس المئات من الركاب على الأرصفة، وتواجد وسط الركاب اللواء وجيه صادق مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات واللواء نبيل عبدالفتاح مدير إدارة شرطة النقل والمواصلات بالسكة الحديد.
«التحرير» رصدت توافد مئات الركاب على محطة مصر فجر أمس الأربعاء وحتى مثول الجريدة للطبع، لحجز أماكنهم بالقطارات خاصة قطارات الوجة القبلى التى تعانى من قلة عدد الكراسى وزيادة عدد الركاب، ووسط تزاحم المئات من الركاب على أرصفة محطة مصر أكد المواطنون ان محاولات التكثيف الأمني من شرطة السكة الحديد لمنع تهريب التذاكر في السوق السوداء والاحتياطات والتدابير التي اتخذتها السكة الحديد للقضاء علي الزحام ومنع تهريب التذاكر فشلت جميعها، نتيجة حصول بعض تجار السوق السوداء علي نسب كبيرة من التذاكر بمعاونة بعض الصرافين يقومون ببيعها خارج المحطة والشوارع المحيطة بها بسعر مضاعف لثمنها الحقيقي لدرجة ان سعر تذكرة قطار الوجه القبلي من القاهرة الي اسوان بلغت حوالي 200 جنيه بدلا من سعرها الرسمي الذي يبلغ ٥٥ جنيها للدرجة الثانية وواضافوا انهم يتعرضون في كل المناسبات للابتزاز من قبل المتاجرين بالتذاكر في محطات السكة الحديد بعد اختفاء هذه التذاكر من منافذ التوزيع الرسمية والمعلنه.
وعبر عدد من الركاب عن إستيائهم وغضبهم نتيجة ما عانوه أثناء حصولهم على التذاكر وعدم قدرة الكثير منهم الحصول على التذكرة رغم ترددهم على شبابيك الحجز أكثر من مرة، متهمين الصرافين ببيع التذاكر فى السوق السوداء، وحمل الركاب المسئولين بهيئة السكة الحديد مسئولية هذه الأزمة نتيجة قصر فترة الحجز قبل تحرك القطارات لـ 7 أيام بدلا من 15 يوما على حد تعبيرهم، مما أدى إلى تكدس الآلاف بأماكن بيه التذاكر بالمحطة، فضلا عن تجاهل المسئولين وضع أى ضوابط على التذاكر لمنع السوق السوداء.
وتجمهر عدد كبير من الركاب أمام مكتب مدير المحطة ومكتب الشرطة العسكرية، مطالبين بزيادة عدد عربات القطارات المتجهه إلى الوجه القبلى، حيث أن عدد العربات والكراسى لا يتناسب مع زيادة عدد الركاب، وحاول مصطفى مهران مدير محطة مصر إقناع الركاب بأن الهيئة أعلنت فى وقت سابق عن مواعيد حجز التذاكر والتى انتهت منذ يومين بنفاذ كافة التذاكر المطروحة للبيع ولم يتبقى تذكره واحده، بالاضافة إلى انه أثناء العودة سيتم الحجز من خلال منافذ بيع التذاكر داخل كل محطة على حدة، لكن الركاب لم يقتنعوا بكلام مهران، مما استدعى بعض قيادات شرطة والنقل والمواصلات المتواجده بالمحطة من التدخل لإقناع الركاب بأن مدير المحطة ليس له ذنب وان هذه تعليمات من قبل هيئة السكة الحديد، وحاولت القيادات الامنية إحتواء الموقف لكن دون جدوى، حيث أصر الركاب على توفير كراسى لهم، متعللين بقولهم «إزاى هنقف 10 ساعات على رجلينا واحنا دافعين ثمن التذكرة».
وقال مصطفى مهران مدير محطة مصر، أن عدد الركاب هذا العام يتجاوز أضعاف عدد الركاب العام الماضى، نظرا للإقبال الشديد من المواطنيين على إستقلال القطارات بدلا من وسائل المواصلات الأخرى، وذلك لثقتهم فى قطارات السكة الحديد بإعتبارها الوسيلة الأكثر أمنا من أى وسيلة أخرى، واضاف أنه نظرا للإقبال المتزايد على المحطة، فقد قمنا بإضافة قطار مخصوص قوامه 16 عربة مميزة، متجه من القاهرة إلى أسوان، كما قمنا بزيادة عدد العربات المكيفة لمعظم القطارات المتجة إلى بعض المحافظات البعيدة عن القاهرة، لافتا أن هناك إتصال دائم عن طريق شبكة اللاسلكى بين قيادات الهيئة وبين الرقابة للتشغيل على القطارات، للتبليغ عن اى عطل مفاجئ قد يحدث والعمل على توفير أقصى درجات الأمان للركاب .
وقال المهندس مصطفى قناوى رئيس هيئة السكة الحديد لـ«التحرير» أن مشكلة نقص التذاكر ستظل موجودة مع كل مناسبة وخلال الأعياد، لأن الطلب في الأعياد يكون أضعاف الطلب في الأوقات العادية، لافتا أن الهيئة ستدفع بصرافين إضافيين على القطارات لمواجهة الأعداد الكبيرة من الركاب التى ستستقل القطارات بدون تذاكر، حيث يستقل كل قطار صراف إضافى ليعمل مع الصرافين الاثنين الآخرين الموجودين بالقطار.
من جانبه أكد الدكتور رشاد المتيني وزير النقل، ان اجراءات صرف التذاكر التي اتخذتها الهيئة هذا العام والتي تمنع تسريبها الي السوق السوداء هي السبب الرئيسي في الزحام الشديد الذي تشهده المحطات، وقال ان الوزارة ممثلة في هيئة السكك الحديدية اتخذت هذا العام العديد من الاجراءات التي تساهم في تشديد الرقابة علي شبابيك التذاكر نظراً للإقبال الشديد علي تذاكر القطارات أثناء إجازة عيد الأضحي سواء في الذهاب أوالعودة، وأضاف المتينى انه أمر بتشغيل قطارات إضافية وكذلك توفير عربات إضافية بالقطارات.
على جانب آخر، أعلن وزير النقل عن بدء استعدادات الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو لاستقبال عيد الأضحى المبارك، من خلال إعلان حالة الطوارئ القصوى بجميع محطات المترو بخطوطه الثلاثة، للارتقاء بمستوى الخدمة للمواطنين خلال فترة العيد، والتى تقبل إقبالاً متزايداً من جمهور الركاب، خاصة لمرتادى مناطق الزيارات من الحدائق والمنتزهات والمناطق الأثرية.
وطالب المتينى، بمتابعة غرفة العمليات الخاصة بتلقى شكاوى وبلاغات واقتراحات المواطنين، وكذلك العمل على سرعة تذليل جميع العقبات أو المشاكل التى قد تحدث خلال العيد، واتخاذ قرارات فورية مباشرة للقضاء عليها، كما أوصى وزير النقل بالتيسير على المواطنين وحسن التعامل معهم.
وكلف المهندس على حسين، رئيس مجلس إدارة شركة مترو الأنفاق، المسئولين بمتابعة غرف العمليات والتحكم المركزى «CCP – PCP» لسير القطارات بخطوط المترو، بحل أى مشاكل تحدث فى أسرع وقت، كما تقرر تشغيل الخط الساخن يومياً خلال إجازة العيد لتلقى جميع الشكاوى والاقتراحات لمستخدمى المترو برقم تليفون «16048».
وأشار المهندس على حسين، إلى أنه تقرر تشغيل مكاتب اشتراكات المترو يومياً من السـاعة الثامنة صباحاً حتى السـاعة الثالثة عصراً يومياً «عدا أول أيام العيد»، كما تم التنسيق مع قيادات «شرطة مترو الأنفاق» لدعم الجهات الأمنية وتواجدها بخطى المترو على مدار اليوم، للحفاظ على الأمن والنظام، والقضاء على أى ظواهر سلبية من شأنها التأثير على النظام العام داخل المترو.
وأكد رئيس شركة المترو، أنه تم عمل جداول للنوبتجيات خلال هذه العطلة لضمان تواجد القيادات والمسئولين على خطوط المترو يومياً خلال فترة تشغيل القطارات لتلافى حدوث أى أعطال خلال أيام العيد ومتابعة الأداء والحفاظ على استقرار تشغيل خطوط المترو الثلاثة، وتحقيقاً للالتزام الكامل بالمواعيد وزمن التقاطر، كما تقرر انتشار فرق الصيانة المختلفة بخطوط المترو الثلاثة للعلاج والإصلاح الفورى لأى عطل مفاجئ يمكن أن يؤثر على حركة وانتظام القطارات.
كما تم التنبيه على قائدى القطارات بزيادة زمن التوقف بالمحطات المزدحمة طبقاً لجداول التشغيل، ولإتاحة فرصة أكبر للركاب فى النزول والصعود، وبما لا يتعارض مع جداول التشغيل.
التحرير