«تحكيم الشريعة» فى الدستور يسيطر على خطب العيد.. والقوى السياسية تستغلها للدعاية

 

كتب : هبة أمين ومحمد عبدالوهاب ومحمد عمارة وأحمد غنيم ومحمد أبوحجر وحسين العمدة وسمر نبيه

استحوذت الجمعية التأسيسية للدستور، على النصيب الأكبر من خطب العيد أمس، ونالت هجوماً حاداً واتهامات بأنها تسعى لكتابة دستور يخالف الشريعة الإسلامية لعرقلة المشروع الإسلامى فى مصر، وبلغ الأمر حد تهديد البعض بأنه لو لم يتضمن الدستور الجديد صراحة الحكم بالشريعة فإنه سيُرفض تماماً.

وقال الشيخ عبدالحفيظ الغزالى، إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس، إنه لا يتخيل أن يرفض أعضاء «التأسيسية» الاحتكام للشريعة الإسلامية، وشدد على أن مصير أى دستور لا يعتمد على الشريعة الإسلامية كمصدر أساسى هو «التجاهل والرفض».

وشهدت الخطبة غياباً كاملاً للقوى السياسية تحديداً الدعوة السلفية وحزب النور المعروفين بسيطرتهم على مسجد الفتح، ولم يشهد محيط المسجد توزيع أى منشورات دعائية من قبل القوى السياسية.

وفى مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على الأمور، بداية من إزالة آثار الحريق الذى نشب إثر حدوث ماس كهربائى بإحدى اللوحات الإعلانية، ليلة العيد، فى سرادق الصلاة.

وتولى حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، تنظيم عرض فنى للأطفال بالاستعانة بـ«أراجوز الحرية والعدالة»، أمام مصلى المسجد عقب أداء صلاة العيد وتوزيع الهدايا التذكارية والدعائية على المصلين.

واكتظت ساحة المسجد بالعديد من اللافتات والمطويات الدعائية للقوى السياسية المختلفة من بينها حزب الحرية والعدالة الذى ركز على التعريف بأنشطته، وعلى رأسها تكريم أسر الشهداء والمصابين وعمل معارض للسلع الغذائية وحملات لدعم السياحة والمشاركة فى خطة الـ 100 يوم وحملات «اعرف دستورك»، للتوعية بمسودة الدستور، فضلاً عن عدد من الأحزاب المدنية أبرزها «الدستور، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، والوفد، وحركة شباب 6 أبريل»، الذين أكدوا رفضهم لمسودة الدستور وأعمال الجمعية التأسيسية من خلال المطويات الدعائية الخاصة بهم، بالإضافة لحزبى «العمل الجديد، ومصر القوية، تحت التأسيس، ومنتدى الوسطية للفكر والثقافة».

وخصص الشيخ جمال عبدالستار، خطيب مسجد مصطفى محمود، خطبة العيد التى حضرها الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، للحديث عن مفاهيم الرحمة والسلام فى الإسلام، مكتفياً بحث القوى السياسية المختلفة على التوحد ونبذ الخلافات.

وعن مفهوم الحرية، قال: إن الشريعة الإسلامية تكفل المعنى الحقيقى والمنضبط للحرية، واعتبر أن الحرية المطلقة التى تطالب بها بعض النخب السياسية والفكرية لا تصلح لمجتمعنا نظراً لإفرازها بعض الأمور اللاأخلاقية.

من جانبه، طالب الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، خلال خطبة العيد بميدان التحرير، بتحقيق القصاص للشهداء، وأشار إلى أن دماءهم ما زالت فى رقاب المسئولين رافضاً الخروج الآمن للمتورطين فى جرائم قتل المتظاهرين، كما طالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والأمن.

وانتقد شاهين، الغارات الأخيرة على السودان، مطالباً الحكومة المصرية بتوضيح إذا ما كانت الطائرات الإسرائيلية عبرت من خلال الحدود المصرية، وشدد على أن السودان جزء من الأمن القومى المصرى.

وطالب الشيخ محمد عمر عبدالرحمن، نجل الدكتور عمر عبدالرحمن، وخطيب صلاة العيد بمقر الاعتصام أمام السفارة الأمريكية بجاردن سيتى، الرئيس محمد مرسى بتنفيذ وعده بالإفراج عن والده الذى يقضى عقوبة السجن فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1993، خصوصاً أنه كان أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين.

وشنّ عبدالله عمر عبدالرحمن هجوماً حاداً على أجهزة المخابرات المصرية وأمن الدولة، متهماً إياها بتلفيق التهم الموجهة لوالده من أجل اعتقاله، مضيفاً: «النظام السابق أراد التخلص من والدى لأنه كان دائم المعارضة لهم فلجأوا لحيل أمن الدولة والمخابرات العامة».

وقال الدكتور عادل المراغى، خطيب مسجد النور بالعباسية، إن المسلمين ضلوا الطريق أثناء كتابة دستورهم رغم أنهم يمتلكون دستوراً ربانياً بين أياديهم، واستشهد بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبداً، كتاب الله وسنتى».

وأضاف: «دستور الأمة هو كتاب الله»، وتابع موجهاً حديثه للمصلين: «أى دستور يخالف الشريعة اضربوا به عرض التحرير»، وأكد المراغى أن كثيراً من المنتفعين -حسب وصفه- يريدون ضرب المشروع الإسلامى كلما نجح، وأشار إلى أن النكبات التى تتعرض لها مصر إنما هى بما كسبت أيدى الناس.

وهاجم الشيخ جمال صابر، المنسق العام لحركة «حازمون» الداعمة لحازم صلاح أبوإسماعيل، القوى الليبرالية التى تسعى لمنع مشروع الدولة الإسلامية، على حد تعبيره، قائلاً: «لن يقبل الله عملاً صالحاً من الذين يحاربون شريعته سواء كان صلاة أو زكاة أو صياماً أو حجاً أو غيره من فروض الشريعة الإسلامية».

وقال صابر خلال خطبة العيد التى ألقاها بإحدى الساحات الشعبية بكفر الفقهاء التابعة لمحافظة القليوبية، إن البعض يريد أن يشرك فى حكم الله أحداً، وشدد على أن الله لن يغفر لهم طالما أصروا على محاربتهم للشريعة الإسلامية.

وطالب المنسق العام لحركة «حازمون»، «التأسيسية» بوضع نص دستورى واضح يقضى بأن القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع والأفكار والمعتقدات، فلا يجوز الأخذ من أى منهج يخالف منهج القرآن، مضيفاً: «تحكيم الشريعة الآن هو أكبر معاركنا التى نخوضها ضد الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين واليساريين والرأسماليين والاشتراكيين».

ودعا «صابر» المصلين للنزول فى مظاهرات حاشدة الجمعة المقبل، لنصرة شرع الله وتحكيم القرآن، على حد تعبيره، مؤكداً أن الإسلاميين لن يقبلوا بدستور لا يستند لشرع الله فى جميع أمور الحكم.

وقال الدكتور خالد أسامة، خطيب مسجد أبوسعدة بشبرا الخيمة، إنه كان يتوجب على النائب العام ترك منصبه والموافقة على تنصيبه سفيراً لدولة الفاتيكان، مضيفاً: «النائب العام كان سيحصل على ما يقرب من 90 ألف دولار فى حال قبوله العرض»، واتهم المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة بأنه وراء تراجع النائب العام عن موافقته.

وفى المحلة، لم تترك القوى المدنية والحركات الثورية الساحة لحزب الحرية والعدالة الذى أنشأ مسرحاً خاصاً به عقب صلاة عيد الأضحى فى الخلاء أمام المنطقة الخالية بكفرحجازى، وعمل على جذب الأطفال بالأناشيد الدينية وتوزيع هدايا مكتوب عليها اسم الحزب.

وكونت حركة «6 أبريل» سلاسل بشرية رافعين أعلاماً مكتوباً عليها «الثورة مستمرة»، ووزع حزب مصر القوية «تحت التأسيس» الذى يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أكياساً على الأطفال بها بعض الحلوى والشيكولاته.

 

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى