فورين بوليسي: المصريون قلقون على أوضاع الجيش في المرحلة الحالية

كتب – عبدالمنعم حلاوة
وأشارت المجلة السياسية الأولى في الولايات المتحدة، إلى أن الجيش المصري كان كيانا غامضا طوال العقود الماضية، ولم يكن من الممكن الإطلاع على أسراره أو استثماراته أو معرفة الأعمال التي يقوم بها وحدود قدراته، لذلك فقد كان هذا الكيان يحظى بتقدير الجميع وكان ثقة المصريين فيه غير محدودة.
وأضافت المجلة أنه في الآونة الأخيرة اختلف الموقف تماما، وهناك الكثير من الشواهد التي تعكس بوضوح هذا التحول في نظرة المصريين للجيش وقلقهم على أوضاعه في المرحلة الحالية “حتى أن البعض بدأ يفقد الثقة في هذه المؤسسة، على حد زعمهم.
وقد بدأت هذه الأحداث بتعامل الجيش في سيناء في أعقاب مقتل 16 جنديا في أغسطس الماضي، حيث أعلن الجيش عن عملية كبرى لتطهير سيناء والقضاء على الجماعات المتشددة والمتطرفة هناك، لكن حتى الآن لم يحدث شىء، بل على العكس زادت سيطرت المتشددين على سيناء بشكل كبير وبدأوا ينتقلون إلى محافظات وأماكن أخرى في مصر.
وهناك أيضا حادث غرق مدرعتين في قناة السويس، حيث لقى ضابط مصرعه أثناء تدريب في القناة، وهو الحادث الذي أثار ردود فعل واسعة، وتساؤلات حول مستوى تدريبات الجيش المصرى.
أما الحادث الثالث الذي كان يعد علامة مؤثرة في نظرة المصريين للجيش، اختطاف شاحنة تابعة للجيش في سيناء بالقرب من العريش في 14 أكتوبر الماضي، حيث قام ملثمون يستقلون سيارة رباعية الدفع بايقاف شاحنة الجيش واخراج الجنود منها وسرقتها والفرار بها، دون أن يحرك احد ساكنا، ولم يتم العثور عليها حتى الآن، وهنا تساءل الكثير من المصريين “إذا كان الجيش غير قادر على حماية سياراته في سيناء فكيف سيقضي على المتشددين، ويحمي مصر بأكملها؟”
وتناول التقرير التدريب الجوي الذي قامت به الطائرات المصرية مؤخرا، وكسر الطائرات حاجز الصوت فوق العديد من المدن المصرية بصورة أفزعت المواطنين، والتي كانت مثار سخرية المواطنين، وحتى عندما خرج متحدث باسم الجيش ليبرر ما حدث ويصفه أنه تدريب عسكري للوقوف على يقظة أجهزة الإنذار والرادار التي تحمي مصر، زادت سخرية المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر أن الكثير منهم لا يصدق تصريحات المسئول العسكري.
وأضافت أن هذا مؤشر خطير يعكس أن السياسة التي تدار من خلالها المؤسسة العسكرية في الوقت الحالي، تثير قلق المصريين حول مستقبل الجيش وقدراته والقرارات التي يدار من خلالها، خاصة في ظل الدعاوي التي تخرج من التيارات الاسلامية في الوقت الحالي بالغاء معاهدة السلام وتعديلها، وهو الأمر الذي يثير القلق حول توجهات المسئولين المصريين حاليا.