أنقذوا سيناء… قبل اختطافها!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.والسلام ختام

 

 

جلاء جاب الله

 

 

 

 
** كنت أتمني أن أواصل الكتابة عن “تطبيق الشريعة.. والاسلام السياسي” والتي بدأت في الكتابة عنها العدد السابق غير أن ما حدث ويحدث في سيناء جعلني أجدني مضطرا لأن أتوقف قليلا عن هذه القضية الهامة.. لأواصل ما سبق أن كتبته أيضا عن سيناء أرض الفيروز التي يحاولون اختطافها من مصر وهي قضية ليست بعيدة عن تطبيق الشريعة والاسلام السياسي لكنها قضية اكثر خصوصية.
** قد يطرح هذا السؤال نفسه: من هم الذين يحاولون اختطاف سيناء من مصر؟
هل هي أمريكا وقوي الغرب التي تحاول رسم المنطقة من جديد لاعادة استعمارها بشكل عصري لصالح الصهيونية العالمية.. أم أن هناك محاولات اسرائيلية مباشرة.. أم …. أم …..؟
اعتقد ان كثيرا من القوي وان تضاربت مصالحها وتعارضت قد اتفقت علي المنطقة وخاصة مصر ولا استبعد ما يحدث في سيناء عما يحدث في سوريا التي تم تقسيمها بالفعل وعلي أرض الواقع وان لم يكن رسميا.. وليبيا التي انقسمت علي نفسها وستظل في حالة الانقسام لسنوات طوال والسودان التي تم تقسيمها فعليا ورسميا بمباركة دولية.. والخليج العربي الذي يستعد هو الآخر لمعارك داخلية بدأت مبكرا في البحرين وها هي تتجدد في الكويت.. والله أعلم ماذا بعد؟.. واليمن والحرب الأهلية السياسية الدائرة هناك.. وتونس وظهور عدوي الانقسام مؤخرا بين القوي السلفية والأمن كل ما يحدث في المنطقة ليس بعيدا عما يحدث في سيناء.. وليس بعيدا عن اللعبة العالمية التي تقودها الصهيونية العالمية في أمريكا لتقسيم المنطقة وسبق أن بشرت بشرق أوسط جديد وبفوضي خلاقة في المنطقة..!
ما يحدث في سيناء جزء من مخطط.. وللاسف نحن نتلهي بقضايا جانبية بسيطة تشغلنا عن القضية الأهم وهي سيناء الأرض والشعب والجغرافيا والتاريخ.. والعرض والشرف المصري.. سيناء النكسة والاستنزاف والنصر.
** هل ما يحدث في سيناء بعيد عن الحرب النفسية التي يديرها بعض قادة اسرائيل في الصفور؟ أو الدعاوي الغربية التي سبق أن ترددت منذ سنوات؟
** لن نعود للوراء سنوات طويلة بل سنعود لشهور قليلة.. ماذا حدث في رفح خلال رمضان الماضي؟ لقد مر علي حادث استشهاد 17جنديا مصريا في أرضنا حوالي ثلاثة شهور.. فماذا فعلنا؟
هل قدمنا الجاني للمحاكمة؟
ماذا فعلت الحملة “نسر” في سيناء هل تسببت في مقتل رجال الشرطة بعد رجال الجيش؟
هل تحتاج سيناء لمعالجة أمنية.. أم معالجة سياسية.. أم اجتماعية.. أم هذا كله ومن صاحب قرار المعالجة هل هو الرئيس أم الحكومة.. أم الوزارات المعنية أم المحافظون أم الشيوخ والشباب والنشطاء السياسيون أم هؤلاء جميعا؟
كيف نبدأ في العلاج؟ ومن يقوده؟ وما هو العلاج أصلا؟
الخبراء يقولون بالتنمية.. ولكن حبال التنمية طويلة ونحن في حالة ركود وفوضي اقتصادية لم تمر بها مصر من قبل.. فكيف تكون التنمية في هذا الوقت؟
قالوا في تنمية منطقة قناة السويس وجذب الاستثمارات العالمية.. وكيف تجذب استثمارات لمنطقة تحتاج تدخل الجيش للقيام بواجبات الشرطة؟
تساؤلات كثيرة وعديدة تطرح نفسها ولا تريد اجابة واحدة.. بل تريد كل عقل مصري وكل صاحب رأي وكل مهتم بسيناء بأن يقول لنا ماذا نفعل؟
سيناء في خطر.. وما يحاك لسيناء يحتاج تضافر كل الجهود ويحتاج وقفة حاسمة حازمة حقيقية تقف ضد هذه المؤامرات بكل قوة.
القضية ليست في هذه الجماعات التي تسمي نفسها اسلامية ويسميها بعض الاعلاميين جماعات تكفيرية.. وان كانوا هم رأس الحربة لخطف سيناء.. لكن القضية أهم وأخطر وهؤلاء ليسوا هم العدو.. لكنهم يلعبون لصالح العدو وضد الوطن بغير قصد أو بنية مبيتة الله أعلم.. لكنهم في النهاية قوم يعتقدون أنهم علي صواب ويحاربون من أجل ما يرونه صواباً طبقاً لشرع الله.. وهذا هو الخطر الحقيقي.. لأن شرع الله لايمكن أن يكون بقتل من يقول لا إله إلا الله.. ولا يمكن أن تكون نتيجته ضد المسلمين ولصالح أعداء الإسلام.
أنقذوا سيناء.. أنقذوا سيناء.. أنقذوا سيناء فنحن نعيش الخطر وعلي حافة الهاوية.
تعالوا جميعاً نعلن الحرب المقدسة من أجل حماية سيناء.. واعادتها لحضن الوطن أرضا وشعباً.. فسيناء رئة مصر والرئة الثانية هي النيل..ياكل المصريين.. سيناء أمانة في أعناقكم قبل فوات الأوان!!.
جامعة.. وجامعة.. وأحلام واقعية
منذ سنوات أعدها علي أصابع اليد الواحدة زرت “جمصة” وبرغم أنني من أبناء الدقهلية وأفخر بأنني من هذه المحافظة الرائعة إلا أنني أعشق رأس البر.. وأري أنه اجمل مصيف في الدنيا.. لذلك كانت تلك الزيارة هي الأروع بالنسبة لي في جمصة.. رأيت “يافطة” مكتوباً عليها “جامعة الدلتا”.. ورمال تمتد خلفها حتي البحر المتوسط علي الطريق الدولي.. سألت الدكتور محمد ربيع رئيس مجلس أمناء الجامعة: هل تعتقد أنه يمكن أن تنجح جامعة في هذا المكان؟
قال بثقة غريبة.. أن شاء الله.. وستري بعد أقل من عام زرت جمصة بدعوة من الدكتور ربيع هذه المرة لاشاهد بدء البناء والتشييد في الجامعة الوليدة.. دور أرضي لكلية الهندسة وبدروم لكلية ادارة الأعمال.. وعمال.. وخرسانة وأكشاك خشبية هي المكاتب فقط…!!
سألته من جديد: هل تعتقد أنه يمكن أن تنجح جامعة خاصة في هذا المكان؟
كان الرجل ونجله أسامة لا ينامان إلا ساعات قليلة والتعب بلغهما.. لكنه بابتسامته المعهودة أجاب بكلمة واحدة: إن شاء الله وستري!!.
هذا الأسبوع كانت زيارتي الثالثة لنفس المكان.. بدعوة لحضور ندوة بالتعاون بين جامعة الدلتا ومجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية حول دور المشروعات المشتركة في دعم الاقتصاد العربي.
انبهرت بالمكان.. جامعة حقيقية.. تضم الهندسة والصيدلة وإدارة الأعمال اكثر من 2500 طالب وطالبة.. اساتذة ومعيدين ومدرسين.. وفي الندوة أساتذة “فوق العادة” لكل منهم اسم كبير يكفي الواحد منهم لنجاح الندوة.. لكن هذه الكوكبة حضرت ومعها أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية بالجامعة العربية..!!.
قضية الندوة مهمة جداً لمستقبل المنطقة العربية خاصة أن المحاور متنوعة ومتميزة لكن ما شغلني اكثر كيف تحقق هذا الحلم الرائع؟
ما شدني وأنا أدور في الجامعة.. وأتابع مشروعاتها المستقبلية أنه بالفعل من عمل بجد وجد حلاوة ما عمل.. من أعطي بصدق لن يخذله الله.. هذا الصرح الرائع في دلتا مصر.. انجاز يؤكد أن بالصبر والأخلاق والعمل الحقيقي الجاد يمكن أن نحقق المستحيل.
لقد كنت متابعا بشغف لهذا الصرح وهو مجرد حلم يراود الدكتور محمد ربيع.. وكيف كانت الحروب الحقيقية تحاول قتل الحلم في مهده ثم بعد أن تحول لواقع علي الأرض.. ثم ..ثم ولكن الصدق والأخلاص في العمل وحسن التوكل علي الله والاصرار والجهد الدءوب الحقيقي لابد أن يحقق النجاح.
هذه التجربة أهديها لكل من يحلم في مصر أن يعمل للخير وفي الخير.. لا تيأس.. توكل علي الله حسن توكله وثق أن الله لن يخذلك أبداً.. فالله مع الصابرين..!!.
همس الروح
لن يموت الحب
مادام في صدرك قلب
مادمت تعشق كل جميل
فالحب يرعاه الرب
وسيشرق نوراً
في أرض الجدب

Emal: galaagaballah @ gmail- com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى