باحث إسلامي بجامعة ألمانية يدعو إلى تفسير القرآن بمنظور معاصر

دعا أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة مونستر الألمانية، مهند خورشيد، إلى ضرورة تفسير القرآن بمنظور معاصر، مشيرًا إلى أن ذلك لا يعني تغيير الأسس التي يقوم عليها الدين الإسلامي، بل أخذ السياق الزمني في التفسير بعين الاعتبار.

ويقوم أستاذ العلوم الإسلامية، مهند خورشيد، ذو الأصل اللبناني، في مركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة مونستر، بتهيئة التربويين الذين سيقومون مستقبلاً بتدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس الألمانية، حسبما ذكر موقع إذاعة صوت ألمانيا «دويتش فيله».

 ويؤكد «خورشيد» على ضرورة شرح القرآن من منظور معاصر، غير أن ذلك لا يعني بالنسبة له وضع أسس جديدة للعقيدة الإسلامية، إذ ينطلق أساسًا من الثوابت المرتبطة بالقرآن والسنة، فالأسس والثوابت التي يقوم عليها الدين الإسلامي بالنسبة له غير خاضعة للتحولات الزمنية، ومن بين تلك الثوابت مثلاً صفة «الرحمن الرحيم» في وصف القرآن لله.

ويشير إلى وجود آيات في القرآن ترتبط بالنظام الاجتماعي وبإجراءات شرعية تعتمد على مراحل تاريخية معينة، ويرى أن شرح تلك الآيات يجب أن يتم من خلال الممارسات المرتبطة بها زمنيًا، أي أخذ المنظور التاريخي فيها بعين الاعتبار.

ويفسر «عندما يتعلق الأمر مثلاً بموضوع القصاص أو العقوبة الجسدية التي تتعارض مع مفهومنا الحالي لحقوق الإنسان، فلا يجب أن يتم التعامل مع هذا الموضوع حرفيًا، بل يجب التمعن في العمق وقراءة ما خلف السطور من معان والعمل على التحليل الدقيق لذلك».

ويشير «خورشيد» إلى أنه من بين 6236 آية في القرآن الكريم هناك فقط 80 آية مرتبطة بمواضيع العقاب الشرعي، ولذلك فإنه يحذر من اعتبار القرآن وآياته مجرد مجلد ضخم لشرح القوانين وتحديد حجم العقاب، كما أنه يرفض النزول بالقرآن إلى مستوى كتب القوانين المدنية أو الجنائية العلمانية، لأنه، كما يضيف الباحث، «يتضمن أكثر من ذلك».

 

المصرى اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى