سوء الأوضاع يدفع المصريين لبيع مخزونهم من الذهب.. التجار يقبلون على “الكسر” لإعادة تصنيعه بسبب الركود

كتبت عبير زاهر

قال عادل راضى رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بمحافظة الجيزة، إن السعر العالمى للذهب عاود ارتفاعه بعد الانخفاض الذى لحق به قبيل الانتخابات الأمريكية وذلك بعد فوز الرئيس باراك أوباما باعتباره أول رئيس من الحزب الديمقراطى يفوز بفترة رئاسية ثانية منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية مما ساهم بشكل كبير فى أحداث انتعاشه بالأسواق العالمية، ليصل سعر أوقية الذهب إلى 1727 دولارا وعيار 21 سجل 294، بينما عيار 18 وصل سعر الجرام 250 جنيها.

أضاف راضى أن الأسواق المحلية وما يشهده الاقتصاد المصرى من انهيار مع زيادة نسبة العجز فى الموازنة وكذا الإضرابات والمظاهرات المتتالية دون مغزى كانت من أهم الأسباب فى ارتفاع الأسعار مما أثر على حالة الإقبال على الشراء والتى باتت تسجل أقل من 30%، بينما ارتفعت حركة بيع الأسر لمصوغاتها الذهبية بنسبة تتعدى 70% من أجل توفير مستلزمات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب ودواء والتى أصبحت تمثل عبئا مضاعفا على كاهل تلك الأسر.

وعلى نفس الجانب أوضح السيد شمس الدين “جواهرجى”، أن زيادة سعر الذهب تتراوح ما بين 290 إلى 300 جنيه للجرام عيار 21، لافتا إلى أن تجارة الذهب أصبحت هى أقوى تجارة منافسة وأقوى عملة فى السوق العالمى لافتا إلى قيام الأفراد والدول الواعية اقتصاديا على مستوى العالم باستبدال النقود بالذهب، حيث يقومون بشراء الذهب باعتباره الملاذ الآمن بعدما كان الاستثمار فى العملات المحلية والأجنبية المختلفة وذلك لعدم استقرار تلك العملات النقدية سواء الجنيه أو الدولار أو اليورو.

أكد شمس الدين على معاناة تجار الذهب والمجوهرات من عدم البيع وبالتالى عدم تسجيل أى مكاسب من تجارتهم مما جعلهم لا يفضلون البيع نظرا لبطء الحركة الشرائية والتى لم تعد تسجل كما شرائيا كبيرا يؤدى لمكاسب مناسبة ومقبولة إلا أن ما يقوم به معظم التجار اليوم هو شراء الذهب القديم أو ما لا يطلق عليه “الكسر” والذى يتم تجميعه لتسييحه وإعادة تصنيعه وهو ما يحقق مكسب جنيه فى الجرام بمعدل تقريبى 500 جنيها يوميا.

أضاف أن شراء الشبكة اليوم أصبح مقتصرا على ما يسمى “بشبكة الارتباط” وهى الدبلة والمحبس والخاتم والتى قد تكون هى الشبكة المبدئية والنهائية للعروس وفى بعض الأحيان تستكمل بعض الأسر بالشبكة المتكاملة والتى تصل إلى 30 ألف جنيه وغالبا ما تكون للمظاهر وللعروس وبعد الزفاف يتم بيعها والانتفاع بها واستثمار قيمتها فى أى نوع من المشروعات التى من شأنها زيادة دخل الأسرة الجديدة، لافتا إلى أن الأسر الثرية التى تشترى شبكه بما يتعدى 50 ألف جنيه تفضل شراء الألماظات بدلا من المصوغات الذهبية.

وعن التوقعات بانخفاض أسعار الذهب، أشار شمس الدين إلى صعوبة الوصول إلى أسعار متدنية مرجعا حالة التدنى التى سجلها سعر الذهب أواخر التسعينيات والتى وصل سعر جرام 21 تقريبا 28 جنيها إلى حالة التفكك التى شهدها الاتحاد السوفيتى والذى أدى إلى إخراج مخزونهم من الذهب وعرضه وطرحه بأكمله.

اليوم السابع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى