ساينس مونيتور: سياسة استعراض القوة فى الشارع المصرى فوضوية

علقت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية على التطورات التى شهدتها مصر أمس، الأربعاء، وقالت إن يوم أمس شهد الاستعراض الذى لم يكن هناك مفر منه للقوة فى الشارع من جانب جماعة الإخوان المسلمين، التى أصر قادتها على أن يدافعوا عن الرئيس المنتخب ديمقراطياً من الغوغاء غير الديمقراطيين، وخرج الإخوان على شوارع القاهرة واصطدموا مع معارضى الرئيس مرسى وساعدوا فى تأمين المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية.
ورجحت الصحيفة أن هذا لن يؤدى على تجنب الأزمة، بل قالت إن تحول مصر من ديكتاتورية علمانية مدعومة عسكريا إلى شىء آخر، قد وصل إلى النقطة الأصعب منذ بداية الثورة قبل حوالى عامين، والمتحدث باسم مرسى وأنصاره لم يقدموا أى حل وسط محدد. وقال نائب الرئيس محمود مكى، إن الاستفتاء على الدستور سيجرى فى موعده فى 15 ديسمبر، ولخص القيادى بالحرية والعدالة جهاد الحداد تصريحات مكى بالقول إنه لا شىء سيغير موعد الاستفتاء، ولن يتم إلغاء الإعلان الدستورى، فالحشود لا تحدد مسار البلاد، بل الهيئات المنتخبة.
وتمضى الصحيفة قائلة، إنه لو رفع الإخوان أسلحتهم، فإن المحتجين ليس أمامهم الكثير من البدائل السياسية إلا مزيدا من الاحتجاجات أو الاستسلام، وهذا غير مرجح فى ظل وجود العديد من الأسئلة الأساسية على المحك والمتعلقة بمستقبل المجتمع المصرى، وزيادة عدم الثقة فى مرسى وحكومته.
وأضافت قائلة، إن السياسة التى تمارس باستعراض القوة فى الشارع غالباً ما تكون فوضوية بشكل خطير، والساحة الآن تشهد فترة من المواجهة والاستقطاب السياسى مع وجود خطر بعنف حقيقى.
ونقلت الصحيفة عن مايكل حنا، الخبير بمركز القرن الأمريكى، قلقه وخشيته من أن يكون مرسى زاد جرأة بعد دوره الناجح فى الوساطة لحل الأزمة بين إسرائيل وحماس فى غزة الشهر الماضى.
وقال إنه لو تمت الموافقة على الدستور الذى تم إنهاؤه فى عجل، فإن هذا الدستور المبتذل سوف يقيد مستقبل مصر السياسى، ويضفى الطابع المؤسسى على الأزمة، ومع إعلان نسبة كبيرة من القضاة الإضراب رداً على إعلان مرسى، وحشد المتظاهرين على كلا الجانبين، فإن انتقال مصر المعيب يحمل مخاطر الآن بالتحول إلى حرب أهلية صريحة وعدم استقرار لفترة طويلة.
وتابع حنا، بدلاً من أن يستخدم مرسى سمعته كقائد إقليمى للتوصل إلى مزيد من التوافق وانتقال مستقل، فإن مرسى اعتمد على المناخ السياسى الدولى للقيام بمحاولة غير مبررة ولا يمكن الدفاع عنها للاستيلاء على السلطة التى أدخلت مصر فى أزمة.
اليوم السابع