شهادات من ميدان التحرير بعد اعتداءات منتصف الليل: هجوم مخطط له مسبقا
تشابهت القصص الرئيسية، واختلفت فى بعض التفاصيل، فمن ظلوا مستيقظين أمس خلال هجوم بعض الأفراد المسلحين على المعتصمين بميدان التحرير ليسوا بالكثيرين، ليس فقط لأن الهجوم تم بعد منتصف الليل، لكن أيضا لذهاب المعتصمين للراحة استعدادا لمليونية اليوم.
وبين تناقض الروايات تبقى عوامل مشتركة بين شهادات الحاضرين، وهى هجوم عدد كبير من الملثمين مسلحين بطلقات خرطو، أغلبهم جاء من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض بغرض ضرب المعتصمين داخل الخيام وهو ما أسفر عن حدوث عدد من الإصابات.
ظل أبوأحمد، ساهرا إلى جوار أدواته من أكواب شاى وأكياس سكر خوفا عليها من السرقة، كان قد بدأ استعداداته لمليونية اليوم فجمع أدواته وكراسيه إلى جوار كوبرى قصر النيل، وشاهد عدد ممن هاجموا ميدان التحرير، “كالعادة بنام الصبح عشان بخاف على حاجتى تتسرق، كنت أجلس مع بعض البائعين وفجأة لقيت ناس ملثمين داخلين على الميدان وماشين عادى وبمجرد ما عدوا البوابات الموجودة فى نهاية الكوبري “الأسلاك الشائكة والرمال” بدأوا يجروا ناحية الخيام وطلعوا من جيوبهم أسلحة وقتها أنا أخدت حاجتي وجريت فى اتجاه النفق، فوجدت مجموعة أخرى قادمة من ميدان سيمون بوليفار فنزلت نفق المشاه وسمعت صوت الضرب”.
لم تختلف رواية محمد عبدالرحمن بائع “الأعلام” عما قاله “أبوأحمد”، لكنه أكد وصول الملثمين فى ميكروباصات سهلت لهم الهرب قبل ضربهم، وأضاف “كل اللى فى الميدان كانوا نايمين ولأول مرة يتركوا مداخل الميدان مفتوحة دون حراسة منهم، وسمعنا عربيات جاية بسرعة من ناحية قصر النيل وميدان عد المنعم رياض نزل منها أكثر من 50 واحد أغلبهم ملثمين، لكنهم ضربوا خرطوش بكثافة، وكل ما فعلناه هو جمع الطوب وإلقائه عليهم، لكن بعد ما كانوا ضربوا طلقات كتير خصوصا على الخيام”.
ويجلس مؤمن أحمد بأدوات الشاى في محيط ميدان التحرير، يروى شهادته وهو يشير إلى يديه المصابة بطلقات خرطوش ممسكا بإحدى الأسلحة المستخدمة في الهجوم من قبل أحد المعتدين على الخيام وقال “كنت سهران أنا وصحابى جنب العدة بتاعتى، سمعنا صوت ناس بتجري من ناحية عبدالمنعم رياض وباب اللوق، ضربوا الخيم جرينا جبنا طوب ورحنا نضربهم مسكت واحد منهم وخدت منه السلاح ده بعد ما أصيبت فى إيديا الاتنين، مقدرش أقول اللى هاجموا إخوان أو لأ، لأن كان واضح إن في ناس مندسة داخل ميدان التحرير بعتت رسالة للناس دي بعد ما الكل نام وأصبحت مداخل الميدان مفتوحة”.
ويؤكد محمد مجدى، أمين مساعد شباب حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، المقيم بإحدى خيام ميدان التحرير أن الأمر تم التحضير له بشكل مسبق “الجميع يعرف أننا ليلة المليونيات نذهب للنوم استعدادا لليوم التالى ومشقته، ولأن العدد بالميدان لم يكن كبيرا، لم نترك أحدا يحرس المداخل كما نفعل كل يوم، لذا جاء الهجوم فى وقت لم نتمكن فيه من الرد سريعا، خاصة وأن الامر لم يستمر لأكثر من 20 دقيقة أطلقوا فيها عددا كبيرا من طلقات الخرطوش والقنابل اليدوية الصغيرة وزجاجات مولوتوف لم تصل إلى الخيام لأنهم تعمدوا الضرب من مسافة بعيدة، وأصيب من بيننا 7 أفراد بطلقات خرطوش وجروح من زجاجات المولوتوف، بعدها سهرنا كلنا نحرس المداخل حتى الصباح عندما جاء زملاؤنا لتسلم البوابات منا وأخذنا قسطا من النوم استعدادا لمليونية اليوم”.
وعن تصعيد المقيمين فى الميدان قال مجدى: “بدأنا التصعيد بالفعل بوقف العمل داخل مجمع التحرير، والتصعيد القادم هو إغلاق وتعطيل محطة مترو الأنفاق كما قلنا من قبل”.
الوطن