الخبراء يؤكدون:الظروف السياسية غيرت معايير العمل الفضائى
الاعلامية الدكتورة درية شرف الدين التى تعطى أعذارا لهذه البرامج وتقول: انا اريد ان اقول ان الاعلام بشكل عام يعكس حالة البلد ومن الصعب ان تجد الحياد المنشود، فالتعليق على الاجابات واختيار الضيف وخلافه يعكس لون المذيع ومن الممكن ان تطرح ذلك بشكل غير مباشر لكن للاسف احوال البلد لا يمكن ان تقيس معها المعايير بدقة.
وتضيف الدكتورة درية: المشاهد فى هذه الظروف ينتظر ان يستمع إلى آراء ما ويمكن ان يتفق اداء مقدم البرامج مع آراء المشاهد او يختلف معه لكنه يحتاج إلى ان يسمع اراء خاصة فى ظل هذه الظروف المرتبكة، وانا شخصيا ضد الاستقطاب بشكل عام والمفروض ان يعمل الاعلامى من اجل المجتمع وليس من اجل فصيل محدد.
درية شرف الدين تثق ان الأداء الأعلامى لن يتطور إلى مرحلة اسوأ وتقول: عندى ثقة ان الأمور سوف تتحسن انشاء الله ولا اظن اننا س وف ننجرف اكثر إلى مرحلة السباب مثلا.
الخبير الاعلامى الدكتور صفوت العالم يؤكد على فكرة الارتباك الاعلامى ويقول: مع المرحلة التى نعيشها هناك ازمات حقيقية فى الاعلام الرسمى والخاص وللأسف الشديد نحن نعيش زمن الرأى فى الاعلام والكل يدعم رأيه واتجاهه دون احترام للرأى الاخر او للرأى العام بصورة كبيرة وللأسف الشديد بعض القنوات تعرض الأمور بانتقائية شديدة وللأسف هذه الانتقائية هى إحدى السلبيات التى نعيشها الآن وتهدد المهنية الاعلامية والأخطر هو توجيه الضيوف لرأى مقدم البرامج بأسئلة ايحائية وغير واضحة تحمل فى طياتها مضمونا معينا وهو ما يعنى ان البعض يحاول ان يلوى اجابة الضيف لصالحه وهو شىء خطير جدا ولا يجب ان يستمر، والأكثر ان اختيار الضيوف يتم وفقا لمعايير المذيع وليس لمعايير الموضوع وبالتالى نحن فى حاجة إلى ان يكون الاعلام متوازنا يعرض كل جوانب الموضوع دون تحيز وان يكون الهم العام هو الاساس فى البرامج وليست الطائفية وان يكون اختيار الضيوف متوازنا وان تتاح الفرصة للجميع وربما يبرر ذلك الحالة السياسية التى نعيشها.
ويقول صفوت العالم عن احساس بعض الاعلاميين بمسئوليتهم فى مهاجمة فصيل ما يسلك طريقا خاطئا: هنا تكمن الخطورة كلها فهذه الاتجاهات ربما تخلق عنادا عند هذا الفصيل ونحن اذا كنا نطالب هذا الفصيل بالمواطنة وبأن يراعى عدم التحيز فيجب علينا كإعلاميين ان نراعى ايضا عدم التحيز وان نرسخ نحن مفهوم المواطنة حتى لو لم يكن ذلك فى مفهوم مقدم البرامج ولكن يجب ان يكون ذلك من ابجديات الإدارة فى تلك القنوات.
الناقد مصطفى درويش يرى ان جنوح البرامج للحديث فى السياسة فقط هو فى حد ذاته ازمة ويقول: نظرا لما نمر به الآن من احداث يظن بعض مقدمى البرامج ان اشتباكهم سياسيا مع الأحداث سوف يصنع منهم نجوما والحقيقة انه وان كانت الظروف الحياتية تفرض علينا ذلك الا انه ينبغى ان يكون هناك توازن اعلامى فيما يقدم ولا تصبح السياسة وحدها هى المسيطرة على الشاشات والأزمة الكبرى فى ان بعض مقدمى البرامج اصبحوا يجنحون بعيدا عن المعايير المهنية واصبحوا لا يهتمون الا برأيهم واشعر احيانا انهم يستضيفون ضيوفا من اجل ان يتحدثوا هم وليس الضيوف واذا كان للضيف رأى مخالف له تجده يتدخل ويهيمن على الحوار ولا يتيح الفرصة لضيفه واحيانا اراهم يسخرون من ضيوفهم لمجرد انهم مخالفون لهم فى الرأى والحقيقة ان اغلب مقدمى البرامج ليس لديهم فن الحوار.. ويضيف درويش عما يمكن ان نشهده مستقبلا فى انحدار الأداء الإعلامى: التدهور سهل وسريع وانا اخشى اننا اذا اردنا ان نعود مرة اخرى إلى سابق عهدنا مع الاعلام المحايد لن نتمكن من ذلك.