الصحيفة: قبل أسبوعين اعتلى ملتحون ظهر خيول وحملوا السيوف وذهبوا للمناطق ذات الأغلبية المسيحية في أسيوط
عماد عوني: في أسيوط نواجة خطرا أكثر من القاهرة فهنا يمكن التعرف علينا بسهولة ورصدنا ثم مهاجمتنا
عاصم عبدالماجد: المحافظة تتحالف مع حكومة الرئيس مرسي لنبذ العنف والحديث عن ترهيب الأقباط أكاذيب تظهر في كل انتخابات
ريهام التهامي
رصدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أوضاع المسيحيين المصريين في محافظة أسيوط أثناء المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور المصري الجديد ووصفت الصحيفة المعاناة والتهديد الذي تعرضوا له معتبرة أن معظم المسحيين من محافظة أسيوط غادروها بسبب حملة التخويف من الإسلاميين. وقالت الصحيفة إن المسيحيين في مصر خائفون على مستقبلهم في ظل وجود الإسلاميين المحافظين في السلطة .
وذكرت الصحيفة أنه قبل الاستفتاء قام حوالي 50000 من الإسلاميين بالتظاهر داخل المحافظة ورددوا هتافات “إسلامية إسلامية رغما أنف النصرانية”، وركب العديد من الملتحين على ظهر الخيول وحملوا السيوف في استحضار منهم لصورة الفتح الإسلامي لمصر في القرن السابع الميلادي.
ونقلا عن شهود عيان قالت الصحيفة أن الملتحين ذهبوا الى المناطق ذات الأغلبية المسيحية في المحافظة وأخافوا السكان بهجماتهم وأضطر السكان لغلق محالهم والبقاء في منازلهم.
وأشارت الصحيفة أنه وفقا لتصريحات مسؤولي الكنيسة ففي يوم الإستفتاء كانت نسبة تصويت المسيحيين متدنية حيث وصلت إلى 7 في المائة في العديد من المناطق، وقال نشطاء وسكان في المدينة ان المسيحيين رشقوا بالحجارة و منعوا من الذهاب الى مراكز الإقتراع وبعض من ذهبوا أجبروا على العودة دون الإدلاء بأصواتهم .
وقالت الصحيفة الأمريكية أن النشطاء يعتقدون ان ما حدث في أسيوط يعد مقياسا لوضع المسيحيين في ظل الدستور الجديد الذي يكرس دور أكبر للشريعة الإسلامية، وحتى في ظل نظام مبارك العلماني شكا المسيحيون في مصر من التميز ضدهم ومن فشل الحكومة في حمايتهم وحماية حقوقهم، وهم يخشون الآن أكثر من الماضي مع ظهور الإسلاميين وسيطرتهم على المشهد السياسي منذ الإطاحة بمبارك في فبراير 2011.
وقال شادي مجدي طوبيا، وهو ناشط مسيحي في أسيوط: “عندما تصبح جميع القضايا متعلقة بالدين ونصرة الإسلام ورسوله، فأنا كمسيحي أستبعد دوري من المشاركة الإجتماعية”، مضيفا “إذا لم يكن هناك تغير فإن الأمور ستصبح أسوء بالنسبة للمسيحيين”، وأكد الناشط أن هناك رسائل تهديد تصلهم على الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الإجتماعي. وفي مظاهرة خارج مكتب الحزب السياسي لجماعة الإخوان في أسيوط في 7 ديسيمبر أمسك مؤيدو مرسي 6 من المتظاهرين، خمسة مسلمين وواحد مسيحي وقاموا بضربهم و حلق رأس أحدهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض المسيحيين في أسيوط لا يخشون الإسلاميين و هم أكثر جرأة ضدهم حيث أنه في الأسابيع الأخيرة تظاهر شباب مسيحيون في الشوارع للمطالبة بزيادة حقوق المسيحيين في الدستور ونبذ عقود اللامبالاة السياسية.
وتابعت الصحيفة أن أسيوط محافظة مهمة لأنها تعد موطنا لواحدة من أكبر المجتمعات المسيحية في مصر وهم يشكلون نحو 35 في المئة من السكان المسيحيين، وفي الوقت نفسه هي معقل رئيسي للجماعة الإسلامية في مصر الأكثر تطرفا وكانت ميدان المعركة الرئيسي للإسلاميين المتشددين في التسعينيات.
ونقلت “واشنطن بوست” عن و جماعات حقوقية ذكرت أنه كانت هناك محاولات لقمع التصويت ب”لا” في أجزاء كثيرة في البلاد، ولكن المسيحيين يقولون أن الترهيب والقمع كان بنسبة أكبر في أسيوط.
وقال رجل الأعمال عماد عونى رمزى، المنظم الرئيسي للاحتجاجات ضد الاسلاميين والرئيس مرسي وجماعة الإخوان “في أسيوط نواجة خطرا أكثر من القاهرة” وأضاف” هنا يمكنك التعرف علينا بسهولة ورصدنا ثم مهاجمتنا”.
ومن جانب الجماعات الإسلامية قالت الصحيفة أن عاصم عبد الماجد القيادي في الجماعة الإسلامية رفض ما أسماه بإدعاءات المسيحيين في المحافظة و أشار الى أن المحافظة تتحالف مع حكومة الرئيس مرسي لنبذ العنف، و قال ” هذه المزاعم أكاذيب وشائعات وتظهر في كل مرة يحدث فيها انتخابات “.
وأضافت الصحيفة أن الكنيسة اتخذت موقفا حازما تجاه الدستور فبعد سيطرة الإسلاميين على الجمعية التأسيسة انسحب جميع ممثلي الكنيسة ورفضوا الذهاب إلى الحوار الوطني الذي دعا الية مرسي، ووصف البابا تواضروس الثاني مواد الدستور بأنها “كارثية”.
وأكدت الصحيفة على تغير موقف الإخوان من ذلك، فقد تحولت نبرتهم المعتدلة مع المسيحيين الى نبرة تحريضية، فقال محمد البلتاجي أحد كبار قيادات الإخوان أن المظاهرات الحاشدة خارج القصر الرئاسي تتكون من أغلبية مسيحية، ملمحا بوجود مؤامرة مسيحية ضد الرئيس مرسي، وقال صفوت حجازي الداعية الشهير أن المسيحيين ينضمون لبقايا نظام مبارك للإطاحة بمرسي.
وفي السياق ذاته, ذكرت الصحيفة أن التوتر على مدى الأسابيع الماضية أدى إلى امتناع العديد من الناخبين المسيحيين المسجلين في مراكز الاقتراع ذات الإغلبية المسلمة من التصويت خوفا من وقوع أحداث عنف، وقال نشطاء أنه في المناطق ذات الكثافة المسيحية المرتفعة أن الطوابير كانت طويلة جدا وتتأخر في الدخول بشكل متعمد، وفي بعض الحالات على حد قولهم، كان يذهب الإسلاميين للوقوف في الطوابير ذات الأغلبية المسيحية لجعلها أطول وتأخير تحرك الطوابير كي يسأم المسيحيين ويرحلوا دون تصويت.
البدايه
زر الذهاب إلى الأعلى