كتب : محمد أبوعمرة

كشفت دراسة حديثة عن أن 90% من المبيدات الموجودة فى مصر مهرّبة ومحرّمة دولياً، وتباع جهارا فى محلات بيع المستلزمات الزراعية.

وأضافت الدراسة، التى أعدها الدكتور نادر نور الدين خبير بورصات الغذاء والحبوب العالمية وأستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن الصين هى الدولة الأولى عالميا فى تصدير المبيدات المغشوشة ومصر الأولى عالميا فى عشوائية أسواق المبيدات التى تهرَّب من مختلف حدودها الشرقية والغربية والجنوبية.

وقالت الدراسة إن بودرة «D.D.T» التى تسمى «إكسير الموت» والمجرّمة والمحظورة عالميا منذ أكثر من 30 سنة، ما زالت موجودة فى مصر ويتم «تعفير» البطاطس بها جهارا نهارا، ويشتمّ الجميع رائحة البودرة القاتلة فى البطاطس، وتتسبب تلك البودرة فى ولادة الأطفال مكشوفى المخ (بدون جمجمة) والإجهاض للحوامل والتخلف العقلى والسرطان للمواليد.

وأكدت الدراسة أن «الملاثيون» و«الدايموثويت» و«النيماكور» مبيدات محظورة عالميا ومع ذلك تتداول فى مصر بكل حرية وتسبب الإصابة بالسرطان والتسمم، وأغلب أهالى الريف يعاودون المستشفيات عدة مرات فى السنة بسبب تعرضهم لرذاذ أو أبخرة المبيدات.

وأكد نور الدين أن انتشار سرطان الأطفال فى مصر بسبب أنهم يولدون مصابين بالسرطان نتيجة لتعرض أمهاتهم أثناء الحمل لرذاذ وأبخرة المبيدات أو تناولهم خضراوات وفاكهة مرشوشة بالمبيدات دون مرور فترة الأمان عليها لذلك فأغلب الأطفال المصابين بالسرطان هم من أطفال المحافظات والريف.

وأكدت الدراسة أن الهرمونات الزراعية الإسرائيلية والتى لا تحمل شهادات سلامة الغذاء تستخدم فى بساتين منطقة النوبارية لزيادة حجم الثمار وتبكير النضج فى الخوخ والمشمش والبرقوق والتفاح والكمثرى، وأشار إلى أن تقرير اللجنة المصرية للمبيدات عام 2002 كشف عن وجود نحو 12 نوعا من المبيدات الإسرائيلية المدمرة للبيئة وصحة الإنسان ومنتشرة فى الأسواق المصرية.

وأكد نور الدين انتشار المبيدات والهرمونات الإسرائيلية فى جميع القرى والمحافظات بمصر بعد ثورة يناير بسبب الضعف الأمنى وانعدام الرقابة على الحدود وأكثر تلك المبيدات انتشارا «المبيد الهرمون» الإسرائيلى والذى يباع بالسنتيمتر فى القرى المصرية بمبلغ (75 جنيها لـ«السنتيمتر المكعب» أى 75 ألف جنيه للتر!) ويستخدم مع زراعات الطماطم ويتسبب رشها فى منع الإصابات الحشرية والمرضية مع زيادة حجم الثمار.

الوطن