«الشعب» يحذر الحكومة: فاض بيا ومليت
تهديدات حادة وحاسمة، أُطلقت من أفواه لم تعتَد البوح بها، معلنة أن «الكيل فاض»، وحان وقت إطلاق صافرة «الإنذار الأخير»، فقد تلقى الرئيس والحكومة ثلاثة تهديدات مباشرة، من فئات مختلفة من الشعب، تبدو غريبة فى لهجتها عن لغة المناشدات والمطالبات التى اعتاد الشعب استخدامها، إما أدباً أو خوفاً.
«الرد على تكاسل وإهمال الجهات المسئولة والأجهزة الحكومية سيكون فى يوم الجنازة»، تهديد أطلقه الصيادون من زملاء وأهالى الغرقى فى مركب «زمزم»، رداً على تكاسل وإهمال الحكومة فى إنقاذ الضحايا، وهو أشبه ما يكون بالتهديدات الصريحة التى سطرها عدد من شباب «ألتراس أهلاوى» على أسوار قصر الاتحادية، محذرين الرئيس محمد مرسى من تبرئة المتهمين فى قضية أحداث بورسعيد، المحجوزة للحكم فى ٢٦ يناير الحالى، مستخدمين عبارات «البادى أظلم»، و«الدم تمنه دم».
لم يكتفِ شباب «الألتراس» بتلك العبارات بل رسموا خطة يوم المحاكمة، كإنذار أخير للرئيس، بأنهم فى يوم المحاكمة سيقسمون أنفسهم إلى مجموعتين، إحداهما ستحضر جلسة المحاكمة، والأخرى ستكون أمام القصر، وفى حالة الحكم بالبراءة، سيبدأون أولى خطواتهم التصعيدية، مؤكدين أنهم يعدون مفاجآت تصعيدية ولن يستطيع أحد مواجهتهم أو ردعهم حتى يحصلوا على حقهم.
تهديدات لفظية لم تصل حتى هذه اللحظة إلى إجراءات محددة لأخذ الحقوق، هكذا يفسر الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، المشهدَ الحالى، فالمجتمع ما زال فى حالة تفاعُل ما بعد الثورة، ومع غياب العدالة الانتقالية يسعى كل طالب حق إلى اختبار قدرته على تهديد السلطة، ويتأهب مع الوقت للتنفيذ، بينما يختلف مع هذا الرأى الدكتور وحيد عبدالمجيد، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، الذى يشعر بخطورة التهديدات التى صدرت عن أشخاص يشعرون أن الدولة لا تبالى بمطالبهم، ولن تفلح معهم أساليب الاحتجاج المعتادة.
إعلان حركة «كتالة» النوبية عن بداية الجهاد ضد النظام الإخوانى، وتأكيدها أن القانون الدولى يسمح بحمل السلاح حال انحلال الدولة، لا يعتقد «عبدالمجيد» أنه يعبر عن «النوبة»، بينما يراه «صادق» تهديداً خطيراً، تعدى مرحلة اللفظى، فالتناقضات الموجودة فى المجتمع المصرى بدأت تظهر بوضوح مع غياب العدالة، فنجد الآن ميليشيات «أبوإسماعيل»، وميليشيات الإخوان، وحركات جهادية، لا بد من احتواء النظام لها قبل أن تنفجر فى وجه الجميع.
الجورنال