هيكل نجح في أن يضع الصحافة في مرتبة متقدمة

بشكل شخصى أحب القراءة للأستاذ هيكل منذ أن كان يكتب مقالة أسبوعية فى جريدة «الأهرام» يوم الجمعة من كل أسبوع، وافتقدت القراءة له منذ أعلن اعتزال الكتابة المنتظمة فى مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات، عندما أتم عامه الـ80 وكتب حينها مقالا مؤثرا جدا كان عنوانه «استئذان فى الانصراف»، ولم يعوضنا عن هذا الغياب إلا ظهوره الأسبوعى على شاشة قناة «الجزيرة» فى برنامج «مع هيكل».
أما فى الوقت الحالى فالحمد لله أنه عاد مره أخرى من خلال لقائه الأسبوعى مع لميس الحديدى على شاشة cbc ليتحدث عن الشأن المصرى فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها مصر، فنحن كنا فى أمس الحاجة الى الاستماع الى تحليلاته فى هذا التوقيت.
أحرص على الاستماع له بشكل مستمر لأنه غالبا تكون هناك تحليلات غائبة عنا كمصريين لأمور سياسيه معقده، لا نفهمها بشكل كامل الا عندما نستمع له.
يمتلك أسلوبا راقيا وبسيطا جدا يصل الى المواطن البسيط، ويلفتنى له أنه يتحدث بطريقة سهلة وكأنه مواطن عادى وليس محمد حسنين هيكل، لذلك رسالته تصل الى كل الناس. وأصدق ما يقوله هيكل لأنى عندما أستمع اليه لا أجده منظرا يكتفى بالتحليل، وإنما دائما يقول فى حواراته كل جديد من معلومات تتعلق بالقضية التى يتحدث فيها، ويؤكد ذلك أن كل ما يقوله على الشاشة تتناقله جميع الصحف فى اليوم التالى، فهو مصدر أخبار بالنسبة للجرائد المصرية والعربية بل والعالمية أيضا. أحترمه دائما لأنه حرص على الجمع بين شباب الفكرة والخبرة التى اكتسبها على مدار السنين، فهو رغم أنه يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 90 الا أنه متجدد ودائما يبحث عن الخبر، فهو فى كل العصور منذ عبد الناصر وحتى اليوم مطلعا على كل ما يجرى سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
على مستوى عمله الصحفى أرى أن هيكل نجح فى أن يضع الصحافة المصرية فى مرتبة متقدمة جدا، وأتصور أن كل الصحفيين ــ ليس فى مصر فقط ــ يتمنون الوصول إلى ما وصل إليه هيكل على مدار تاريخه، فهو أصبح نموذجا مهما جدا فى حياة كل صحفى.
الأستاذ هيكل هو قامة وقيمة كبيرة جدا بالنسبة لنا كمصريين وللصحافة والفكر المصرى، دائما يبدعنا بآرائه العظيمة، التى لا يكون أمام المختلفين معها الا أن ينظروا اليه نظرة تقدير واحترام، فقدراته ومهاراته الشخصية فرضت احترامه على الجميع، فأبدا لا تجد شخصيا يختلف معه يتحدث عنه بأسلوب لا يليق بمكانته وكيانه الكبير، وانما يختلف معه بكل احترام.