الأخبار

هوليوود متّهمة بالترويج «للبنتاجون»

39

 

أثارت المساعدة التي قدمتها إدارة الرئيس باراك أوباما لفيلم “زيرو دارك ثيرتي”، الذي يتحدث عن مطاردة أسامة بن لادن، الجدل حول التاريخ الطويل للعلاقات بين البنتاجون وهوليوود التي يشتبه في أنها تلعب دورا مروجا للجيش الأميركي.

 

وتواجه وزارة الدفاع الأميركية في سعيها للدعاية لأبرز إنجاز حققته الإدارة الحالية، اتهامات من قبل جمهوريين بأنها كشفت بعض أسرار الدولة للمخرجة كاثرين بيجلو في فيلمها، حسب وكالة فرانس برس.

 

واتهم الجمهورين البنتاجون باستخدام هوليوود وسيلة للدعاية لكن رئيس الخلية المكلفة بالعلاقات مع صناعة السينما، فيل ستراب، أكد أن الفيلم لم يحظ بتعاون من وزارة الدفاع، باستثناء لقاء استمر 45 دقيقة بين المخرجة وكاتب السيناريو ومسؤول المهمات الخاصة في البنتاغون مايكل فيكرز من أجل “عرض عام”.

 

في المقابل، فان العديد من الأفلام والمسلسلات التي يتم إنتاجها كل عام تحظى بتعاون أكبر.

 

وليس سرا أو جديدا أن يلجأ أي مخرج يريد خفض الكلفة وإضفاء القليل من المصداقية على فيلم فيه عسكريين، إلى وزارة الدفاع، والأمر مستمر منذ عشرينات القرن الماضي.

 

ومن بين الأمثلة الأبرز فيلم “وينجز” الذي نال جوائز أوسكار…وأوضح ستراب “نطلب من المخرج إرسال السيناريو وما يتوقعه منا”.

 

وفي أغلب الأحيان، يتعلق الأمر بدعم تقني لإضفاء مصداقية على شخصية عسكرية أو على عمل عسكري، وأيضا للحصول على إذن بالدخول إلى منشآت عسكرية أو استخدام دبابات أو طائرات أو سفن ستظهر في الفيلم.

 

لكن لكل شيء ثمنه، فكل المعدات التي يتم استخدامه يتم “تأجيرها” كما أن البنتاغون يشترط خصوصا منحه حق الاطلاع على السيناريو.

 

وبرر مساعد ستراب فينس أوجيلفي “نريد أن يؤدي الممثلون دور العسكريين بالشكل الذي نريد لهم أن يتصرفوا فيه”.

 

ومن غير الوارد إطلاقا أن يتعاون البنتاجون في فيلم يظهر مدربا عسكريا عنيفا مثل “فول ميتال جاكت” أو جنديا متهورا مثل “ذي هيرت لوكر” لبيجلو والذي حصد جوائز أوسكار.

 

وتزيد مطالبة البنتاجون بحق الاطلاع على السيناريو من الانتقادات بحصول رقابة أو أقله تأثير لا داعي له على الإخراج، لا سيما ما أورده ديفيد روب في كتابه “أوبريشن هوليوود”.

 

وفي كتاب انتقد المخرج أوليفر ستون، الذي رفض البنتاغون مساعدته حول فيلمي “بلاتون” و”بورن أون ذي فورث أوف جولاي” حول الحرب في فيتنام، قائلا “يستغلوننا لأنهم يريدون أن نعتمد وجهة نظرهم. وغالبية الأفلام حول الجيش هي ملصقات دعائية للتجنيد”.

 

في المقابل، استفاد المخرج جيري براكهايمر من مساعدة البنتاجون في أفلامه “بيرل هاربر” و”بلاك هوك داون” و”توب غان”.

 

وأضاف أن “الأمر يتوقف على المفاوضات. اذا كانت مطالب البنتاغون تشمل الفيلم بالكامل عندها نرفض ذلك. في المقابل، إذا اعتقد العسكريون أن الفيلم سيسيء إلى صورتهم فهم يرفضون التعاون عندها”…لكن هناك هامشا إذ يمكن مثلا إلغاء عبارات بذيئة من حوار بعض العسكريين من السيناريو.

 

إلا أن ستراب يحافظ على هدوئه إزاء الانتقادات. وقال “لن أدعي أننا لا نحاول أن نظهر العسكريين بالشكل الذي نعتقد أنهم عليه في الحقيقة”…كما  نفى محاولة التأثير على المخرجين في هوليوود. وابتسم قائلا “إنها مزحة”، خصوصا مع الأخذ في الاعتبار مدى تمسك هذه الصناعة بحرية التعبير.

 

وحول خيار التعاون في افلام حول أبطال خارقين أو غزوات لكائنات فضائية، أشار ستراب إلى تطور صناعة السينما قائلا “نأخذ ما يعرض علينا. فاأفلام مثل (ترانسفورمرز) و(سوبرمان) تطال جمهورا عريضا وشابا” وهو ما يسعى إليه البنتاغون تماما.

 

سكاي نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى