الأخبار

كلام خطير من “القومى للإعاقة” فى أحداث بورسعيد

60

كتب مدحت وهبة

كشف تقرير لجنة تقصى الحقائق التى شكلها المجلس القومى لشئون الإعاقةً، بشأن إصابة معاق أثناء أحداث بور سعيد الأخيرة، أن قوات الشرطة أطلقت الرصاص على عمرو إبراهيم محى خليل، مما أدى إلى إصابته فى كتفه الأيسر أثناء تواجده بالمنطقة المحيطة بشارع بورسعيد العمومى، حيث كان يمارس عمله كبائع متجول بواسطة كرسيه المتحرك .

وأكد التقرير أن عمرو لم يكن من بين المتظاهرين أثناء الأحداث التى وقعت يوم السبت ٢٦ يناير على خلفية الحكم بإحالة أوراق ٢١ متهما فى مذبحة إستاد بورسعيد إلى فضيلة المفتى .

وسجل عمرو إبراهيم شهادته تفصيليا لدى فريق لجنة تقصى الحقائق والمشكلة بمعرفة إدارة الحماية والقانونية والتشريعات بالمجلس القومى للإعاقة.

وجاء فى شهادته طبقا للتقرير ما نصه الآتى (أنه يوم الحادث الموافق ٢٦ يناير الماضى، كان يوم محاكمة إستاد بور سعيد الشهيرة، والخاصة بمباراة كرة القدم بين الأهلى والمصرى، وبما أن السجن يقع وسط المنطقة السكنية التى يسكن بها على بعد ثلاث شوارع من سجن بور سعيد العمومى، وقد تجمع أهالى المسجونين وبعض أهالى بورسعيد فى المقاهى المحيطة بالسجن والمنتشرة حوله لمتابعه المحاكمة من خلال أجهزة التلفزيون وبمجرد سماعهم الأسماء التى حكم عليه بالإعدام ثارت حفيظة الأهالى وحدث شغب شديد وكانت قوات الشرطة قد استعدت لهم، وبدأت بإلقاء القنابل المسيلة للدموع قبل وصول حشود الأهالى إلى مبنى السجن، وبدأ الأهالى فى إعادة إلقاء قنابل الدخان على رجال الداخلية وسمع دوى إطلاق نار (رصاص حى).

وشاهد عمرو، على حد قوله، سيارة مصفحة تسير بطول شارع محمد على مسرعة وتطلق النار بشكل عشوائى واقر أنها إحدى سيارات الشرطة المصفحة الحديثة (التى تصدر موجات كهربائية عند لمسها)، فحاول الهروب بعيدا عن إطلاق النار الذى يسمعه وعبر الشارع مسرعا بكرسيه المتحرك ومن كثرة خوفه وارتباكه وسرعة تحركه بالكرسى سقط على الأرض فى وسط الشارع، وتم إطلاق الرصاص عليه وهو ساقط على الأرض ليصاب فى كتفه الأيسر، وحاول أحد الأشخاص المتواجدين بالشارع إنقاذه بسحبه على الأرض بعيدا عن مرمى النيران فتم إطلاق النيران على هذا الشخص أيضا وإصابته فى قدمه وفى يده والذى تبين بعد ذلك ان هذا الشخص اسمه محمد أبو ليله .

وأضاف عمرو انه بعد إصابته هو والمدعو محمد أبو ليلة حاول شخص ثالث إنقاذهما ومساعدتهم وعندما انخفض برأسه ليحمل عمرو تم إطلاق الرصاص على هذا الشخص الثالث وأصيب فى رأسه مما أودى بحياته فى الحال، إلى أن حملهم بعض الأشخاص إلى سيارات الإسعاف وتم نقلهم عن طريق الإسعاف الطائر التابع للقوات المسلحة إلى مستشفى معهد ناصر العام وتبين من توقيع الكشف الطبى عليه، ومن خلال تقرير المستشفى أن الرصاصة اخترقت الكتف الأيسر من الخلف وخرجت من الأمام وتسببت فى كسر عظمة الكتف اليسرى، وتفتيت بعظامه وأجريت له عمليه تثبيت شريحة ومسامير الكتف الأيسر.

وأفاد عمرو ، أن إصابته صارت تمنعه من استخدام الكرسى المتحرك التقليدى وهو ما يجعله يحتاج إلى كرسى متحرك كهربائى، كما أنه فشل فى الحصول على معاش التضامن الاجتماعى رغم أحقيته له كما أن إصابته ستمنعه من الحركة ولن يستطيع حضور امتحانات الترم الثانى، ويحتاج إلى طلب عمل لجنة خاصة بالمنزل نظرا لظروفه كما أن حالته المادية لا تسمح بشراء العلاج .

وأوضح التقرير أن عمرو إبراهيم مواليد ١٩٨٩، فقد ساقيه أثناء تعرضه لحادث قطار فى التاسعة عمره، وله أربع شقيقات وأخ ووالده عامل يومية، ورغم الفقر وظروف الإعاقة التحق عمرو بالثانوية العامة لاستكمال تعليمه، إلى جانب عمله بأحد مصانع الملابس الجاهزة فى بورسعيد وأحيانا كبائع متجول.

وانتهت لجنة تقصى الحقائق المشكلة بمعرفة إدارة الحماية القانونية بالمجلس القومى للإعاقة، إلى عدد من التوصيات بشأن حالة عمرو إبراهيم محيى خليل وهى:
1- رفع دعوى تعويض أسوة بمصابى الثورة.
2- مساعدته فى الحصول على كرسى كهربائى ليتمكن من الحركة.
3- مساعدته فى استخراج أوراقه الرسمية التى فقدها أثناء الحادث (بطاقة الرقم القومى).
4- مساعدته فى الحصول على معاش التضامن الاجتماعى، حيث إنه من ذوى الإعاقة وليس له مصدر دخل ثابت أو تأمينات.
5- تقديم طلب لوزارة التربية التعليم لعمل لجنه خاصة له فى امتحانات الترم الثانى.
6- رعاية المجلس له من الناحية الصحية من خلال تحويله لإحدى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، لتتكفل بعلاجه وعمل العملية لإزالة المسامير والشريحة بعد ستة أشهر.

يذكر أن الدكتورة هالة عبد الخالق أمين عام المجلس القومى للإعاقة عقدت اجتماعا عاجلا مساء الأربعاء الماضى مع إدارة الحماية القانونية والتشريعات، وذلك على خلفية الطلق النارى الذى تعرض له شخص معاق حركيا خلال أحداث بورسعيد الأخيرة، حيث أصدرت تعليماتها بتشكيل لجنة تقصى حقائق للوقوف على حقيقة وكيفية ما حدث .

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى