الأخبار

مصاب بالعجز يروى مأساته: «نفسى أطلع رسام»

97223_660_2773836_opt

 

 

بضحكته المعهودة والأمل الذى يتمسك به، استقبلنا أحمد محمود عبدالرحمن (16 عاماً)، مصاب بإعاقة جسدية جعلته سجيناً على مقعده، عاجزاً عن العيش بشكل طبيعى، أو مواصلة دراسته، ولا يتمنى من الله سوى أن يسير على قدميه.

«الوطن» التقت أحمد ووالدته السيدة فاطمة رشدى عبدالعزيز، ليرويا لنا قصته كاملة. تقول والدته: «كنا عائدين من رأس البر أنا وزوجى ونجلى أحمد مستقلين موتوسيكل، وكان حينها لا يتجاوز عمره ثلاثة أعوام ونصف، ففوجئنا بسيارة ميكروباص تصدمنا، فسقطت شنطتى على الأرض وحاولت حمل نجلى فإذا به يطير ويسقط على طريق دمياط – رأس البر، على ظهره ورأسه، وذهبنا به حينها للمستشفى التخصصى، وعجزوا عن معرفة حالته وحجزونا 3 أيام، ثم حولونا لمستشفى طوارئ المنصورة، فرفضوا استقباله وقالوا حالته متأخرة، فعدنا به مرة أخرى إلى المستشفى التخصصى، فرفض استقبال حالته بحجة أنه لا علاج لحالته عندهم، فتوجهنا لمستشفى أبوالريش فرفض استقباله، فذهبنا لمستشفى الهلال وخضع لعلاج طبيعى بدلا من إجراء جراحة بعد إصابته بقطع بحبل النخاع الشوكى ورشح على المخ حتى الآن أدى لشلل تام بالنصف السفلى مصحوباً بتبول لا إرادى وجراحة لا يمكن إجراؤها بمصر، وضاعت عليه فرصة العلاج على نفقة الدولة، وبعد عام من إصابته ذهبنا لمستشفى القوات المسلحة والتقينا طبيباً ألمانياً قال لنا إن الإصابة فى الفقرة الثامنة وليس له علاج بمصر ولا يمكنه استخدام عكاز».

وتضيف والدة «أحمد» قائلة: «نحن أسرة على (أد حالها) وزوجى يعمل نجاراً، ونعجز عن توفير نفقات علاجه، وطوال 12 عاماً أنفقنا كل ما نملك وبعنا فرش بيتنا وورشة زوجى حتى ننفق على علاج أحمد وفشلنا فى النهاية، والآن نسكن فوق السطوح فى شقة أخى على البلاط فى الدور السادس، ونعانى معاناة شديدة فى حمل أحمد وإنزاله حتى يذهب إلى امتحان الصف الثالث الإعدادى».

وبدموع أم مكسورة القلب على فلذة كبدها، تقول السيدة فاطمة: «قلبى بيوجعنى على ابنى كل ما أشوفه متعذب عاجز عن الذهاب لدراسته، فرغم أنه بالصف الثالث الإعدادى فإنه لم يذهب للمدرسة هذا العام، ولا يعرف شيئاً عن المنهج، ولا أستطيع إعطاءه دروساً خصوصية، كل اللى بتمناه من الدنيا أشوف ابنى ماشى على رجليه، أخوه الكبير بسببه فشل فى دراسته كان بيساعدنى فى رحلة مرض أخيه واضطر يشتغل لتدبير نفقاته، حتى البامبرز اللى كانوا بيصرفوه لنا فى التأمين الصحى، منعوه عننا».

وتتساءل والدته: «أجيب منين بـ750جنيه بامبرز فى الشهر له، خلاف العلاج الدائم اللى بيتناوله شهريا؟ إحنا ناس على أد حالنا، زوجى بيشتغل نجار وعاجز يغطى مصاريفنا، واحنا أسرة 7 أفراد والحالة الاقتصادية بقت زفت، ربنا يسامح مرسى علشان التأمين بتاع أحمد اتلغى، بعد ما كان بيساعدنا شوية فى علاجه».

وبابتسامته المعهودة قال أحمد: «أنا راضى بكل اللى ربنا كتبه لى، والله ماهزعل لو فضلت مشلول، أنا بس نفسى فى كرسى كهربى أتحرك بيه، لأن حالتى ماينفعش معاها عكاز أتسند عليه، نفسى أبقى خطاط أو رسام».

وأضاف أحمد: «دائما بيجيلى صداع، ومش بقدر أحرك إيدى، وبيجيلى تشويش ومش بعرف أنام، أنا عايش فى عذاب، 6 ساعات بس ببقى طبيعى فيهم، وباقى اليوم باتألم، والأطباء أكدوا لى إن علاجى بالخارج».

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى