وزير القوى العاملة الإخواني: العمال سيشعرون بالنهضة
أكد خالد الأزهرى، وزير القوى العاملة والهجرة، أول وزير ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين يتولى حقيبة القوى العاملة منذ تأسيسها وحتى الآن، أن عمال مصر سيشعرون بـ«النهضة» فى عهد الرئيس محمد مرسى، وأنه لا توجد أى مشكلات فى أن يكرم الرئيس قيادات من «الوطنى» المنحل فى عيد العمال طالما لم يتورطوا فى مخالفات.
كشف «الأزهرى»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن النقابات المستقلة لم توجه الدعوة للرئيس، لحضور الاحتفالات التى تنظمها، وأن ملاحظات منظمة العمال الدولية عن مصر لن تؤثر على الوضع التجارى.. وأمور أخرى كثيرة يجيب عنها فى الحوار التالى:
■ كيف ترى مستقبل عمال مصر فى عهد الرئيس محمد مرسى؟
– العمال سيشعرون بـ«النهضة» قريباً، خاصة أن أى نهضة ستحدث فى البلاد لن تكون دون عمال مصر، وأى استثمارات وتحسن فى الوضع الاقتصادى والاجتماعى ستنعكس عليهم إيجابياً لا محالة.
■ لكن أين النهضة؟
– «ماحدش بيدينا فرصة للعمل»، وهذا العداء ليس لمصلحة البلاد، وإنما هدفه أن تقع الحكومة وتفشل فقط، وعندما يفشل، البلد كله سيتعطل، والاقتصاد سيقف، لكننا على ثقة فى أن الله لن يخذلنا وجموع الشعب المصرى والعمال يريدون إعادة بناء الوطن.
■ هناك اتهامات بإهدار حقوق العمال فى الدستور فما تعليقك؟
– وضع العمال فى الدستور أفضل مما هو موجود فى جميع دول العالم، وأتحدى أن يكون هناك نص دستورى فى العالم يكفل حقوق العمال أكثر من الدستور المصرى، ومن لديه نص فى أى دستور يكفل حقوقاً للعمال أكثر من مصر يقدمه لنا، أما من يقولون إن حقوق العمال فى الدستور غير مرضية، فهى غير مرضية لهم لأنهم لن يرضوا بأى شىء.
■ هل ترى أن هناك حرية نقابية فى مصر؟
– مصر حالياً تنعم بالحرية النقابية، ويوجد بها 3 اتحادات أو أكثر، وجميعها موجود على الساحة دون أى مشكلات، لكن ليس مطلوباً من الاتحادات أن تتناحر فيما بينها، وتشوه بعضها بعضاً، خاصة أن من يشوهون هم الخاسرون فى النهاية.
■ ما المطلوب من النقابات العمالية من وجهة نظرك؟
– النقابات عليها التنافس فيما بينها بما يخدم مصالح العمال، خاصة أن العمال لن يلتفتوا إلا لمن سيحقق مطالبهم وسيخدمهم، وما يحدث على الساحة من قيام مراهقى العمل النقابى تشويه الاتحادات الأخرى لتحقيق مصالح خاصة لن ينفع، أو يصلح، خاصة بعد ثورة 25 يناير، والمطلوب من الجميع التنافس حتى اكتساب ثقة العمال، وعلى الجميع التأكد أن من سيعمل أكثر سيكسب، ومن يشوه أكثر لن يحصل على شىء وسيخسر فى النهاية.
■ ماذا الذى فعلتموه حتى تخرج مصر من القائمة السوداء لمنظمة العمل الدولية؟
– ليس هناك ما يسمى القائمة السوداء، وإنما هى قائمة ملاحظات مدرج فيها عدد كبير من دول العالم، وتم وضع مصر فى هذه القائمة فى عهد النظام السابق بسبب خلافات سياسية دولية، ونحن نسعى لتلافى ملاحظات المنظمة والتوافق مع المعايير الدولية لصالح عمال مصر فى المقام الأول والأخير، كما أن الوزارة على استعداد لمناقشة ملاحظات المنظمة عن مصر فى أى وقت، وليس عيباً أن تكون علينا ملاحظات، والدول التى تقول، ليلاً نهاراً إنها بلاد الحريات والليبرالية، مثل أمريكا وإنجلترا، موجودة ضمن قائمة الملاحظات الدولية.
■ هل وجود مصر فى قائمة الملاحظات سيؤثر على الوضع التجارى المصرى؟
– سوف نأخذ من المعايير الدولية ما يناسب مصر، ووجودنا فى القائمة من عدمه لن يؤثر على الوضع التجارى المصرى، ومن يعول على تشويه صورة مصر فى منظمة العمل الدولية يلعب على شكل إعلامى، وهو أمر لا يعنينا ونحن فى النهاية سنتلافى تلك الملاحظات.
■ ما تعليقك على تكريم الرئيس عدداً من رموز الحزب الوطنى المنحل فى احتفال عيد العمال، وهل هذا لا يتنافى مع مبادئ الثورة التى جاءت به إلى الحكم؟
– الذى يرشح الأسماء هو الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ورئاسة الجمهورية ليس من حقها أن تتدخل، لكن لو أن أحدهم متورط فى مخالفات مالية أو صدرت ضده أحكام قضائية أو عليه أى مخالفات أو ملاحظات تمنعه من الحصول على الوسام بحكم القانون، سيتم سحب هذا الوسام منه. كما أن الاتحاد اختار المرشحين بعد أن تقدمت كل نقابة من النقابات العمالية الـ24 بطلب لتكريم أحد أعضائها القدامى، وأنا غير مسؤول إلا عن المكرمين من القوى العاملة.
■ لماذا استبعدتم النقابات العمالية المستقلة من الاحتفال الرسمى بعيد العمال؟ ولماذا لم تكرموا أحداً منهم؟
– نحن لم نستبعد النقابات المستقلة أو غيرها من الاحتفال، وإنما هى التى قررت أن تحتفل بالعيد بطريقتها الخاصة عن طريق تنظيم المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، كما أنها لم تطلب تكريم أى من أعضائها.
■ وما تعليقك على مظاهرات عيد العمال؟
– نحن لا نحجر على رأى أحد، ومن حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه بالطريقة التى يراها مناسبة بعيداً عن تعطيل العمل.
■ ما رأيك فى مطالبهم، خاصة فيما يتعلق بالحريات؟ وهل عرضتم مطالبهم على الرئيس؟
– الحريات مكفولة للجميع، ونحن طالبنا، خلال الحوار المجتمعى الذى تجريه الحكومة، كل النقابات الرسمية والمستقلة بعرض مطالبها من الرئيس والحكومة والوزارة فى عيد العمال، وسجلنا كل الطلبات وجمعناها وقمنا بتصنيفها «مالياً وتشريعياً، وإدارياً وفنياً.. إلخ»، وعرضناها على الرئيس ووضعنا قائمة بما هو قابل للتنفيذ فى الوقت الراهن وما هو على جدول الأعمال.
■ لماذا لم تنظم الوزارة أو الرئاسة الاحتفال، وتدع من جانبها القوى العمالية المختلفة؟ بدلاً من التمييز والتقسيم؟
– لقد طالبنا كل القوى العمالية بإيفادنا بالطريقة التى تريد أن تحتفل بها فى عيد العمال، فرد البعض بأنهم سيحتفلون بالعيد بمسيرة إلى ميدان التحرير، وآخرون قالوا سننظم وقفات احتجاجية أمام المصانع والشركات، فيما أعرب آخرون عن رغبتهم فى تنظيم الاحتفال بالاستاد، والوزارة لا تستطيع أن تفرض على أحد الطريقة التى يود الاحتفال بها بعيد العمال، والاتحاد العام لعمال مصر هو الوحيد الذى طلب تنظيم احتفال رسمى كعادته، يشارك فيه رئيس الجمهورية ويلقى فيه كلمة لجموع الشعب المصرى.
■ هل النقابات الرسمية لم توجه الدعوة للرئيس مرسى لمشاركته فى الاحتفال؟
– لم تدع النقابات المستقلة الرئيس لمشاركتها فى الاحتفال بعيد العمال، بل إنها أعلنت صراحة أن احتفالاتها ستكون بالمسيرات والمظاهرات.
■ ما تعليقك على اتهامات أخونة القوى العاملة واتحاد العمال؟
– لا يوجد على الإطلاق ما يسمى «أخونة»، وأعرف أن كل ما يثار حول هذا الأمر هو لمهاجمتى بسبب الخلاف السياسى فقط، ومن يتهمنا بمحاولة أخونة الوزارة أو اتحاد العمال فعليه أن يقدم الأدلة بالأسماء والأعداد، ويوضح بالنسب وجود الإخوان.
■ ولماذا تم استبدال عدد من القيادات ذوى الكفاءة بآخرين من الإخوان؟
– غير صحيح على الإطلاق.
■ لماذا تمت الاستعانة بالمستشار سعيد حلاوة، المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين؟
– كانت لدينا أزمة فى بيع تأشيرات الحج والعمرة، وهذا الرجل له خبرة فى هذا المجال، وتمت الاستعانة به فى هذا الملف، ثم ترك الوزارة ودون أى مقابل، وهو لم يعين.
■ هناك شكاوى قدمت لمنظمة العمل الدولية تتعلق بتدخل الوزارة فى شؤون النقابات العمالية الإدارية، بما يخالف الاتفاقيات الدولية؟ فما تعليقكم؟
– من حق أى مواطن أن يشتكى، إلا أنه لم يتقدم أحد بأى شكوى لوزارة القوى العاملة للتحقيق فيها أو بحثها لمعرفة الأمور التى تجور فيها الحكومة على حقوق العمال، ومادامت هذه الشكوى لم تقدم للوزارة أو للحكومة المصرية فمقدموها أحرار يفعلون ما يريدون، ونحن لم نخطر من المنظمة أو من أى جهة أخرى بشكاوى ضدنا، لكن أطالبهم بأن يواجهوا المجتمع المصرى، ويعترفوا بأنهم خرجوا ليشتكوا مصر فى الخارج ولم يتقدموا بشكواهم لأى مسؤول فى الداخل.
■ هل تنوى الترشح لمنصب مدير عام منظمة العمل العربية؟
– لا أفكر فى هذ الأمر حالياً، ودولة كبيرة مثل مصر لابد أن تدرس هذا الإجراء بشكل جيد، خاصة أنه لا يجوز أن نتقدم بمرشح ثم لا يحالفه النجاح، ونحن حالياً ندرس مع أطراف العمال الثلاثة أسماء وعدد الشخصيات التى يمكن أن ندفع بها وفق عدد من المعايير، أهمها أن تكون فرصه فى الفوز هى الأعلى ونكون على ثقة من فوزه بالمقعد الذى لم تشغله مصر من قبل منذ تأسيس المنظمة.
■ ما تعليقك على تصاعد موجة الاحتجاجات العمالية فى مصر؟
– مطالب العمال فى كثير من الأحيان تكون مشروعة ومقبولة لكون حقوقهم كانت على مدى العقود الماضية مهدرة ورواتبهم لا تليق بالمستوى. ومنذ انتخاب الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية أعتقد أن البلاد لم تشهد موجات كبيرة من الاحتجاجات الفئوية المطلبية، لكونها لم يتبق منها إلا القليل من الحقوق، فى حين أن هناك عدداً من الاعتصامات هدفها سياسى، وفى كل الأحوال نتفاوض مع العمال المحتجين.
■ هل تعتقد أن الحد الأدنى للأجور كاف؟
– يوجد حكم قضائى إلزامى على الجكومة بوضع حد أدنى للأجور، ومن يقوم بوضع هذا الحد هو المجلس الأعلى للأجور، وهذا المجلس لم يجتمع إلا مرة واحدة وخرج بالقرار الهزيل بـ700 جنيه، ولم يُعتمد حتى هذه اللحظة. والحد الأدنى فى رأيى يجب ألا يقل عن 1200 جنيه شهرياً، ولا يشترط أن نصل إليه مرة واحدة، وإنما على مراحل ممكن أن تصل إلى 3 أو 4 سنوات لنصل إلى 1200 جنيه.
■ ماذا أعددتم لمواجهة التزايد المستمر فى حجم البطالة؟
– بداية لابد من توضيح مفهوم البطالة، فهى تعنى الشاب الحاصل على مؤهل ولم يدخل سوق العمل، أم من كان يعمل وخرج على المعاش المبكر أو ترك العمل وبحث عن عمل آخر، أم من يعمل فى تخصص غير مؤهله. كل هذه تعريفات تحتاج أن توظف بوجود قاعدة بيانات نستطيع أن نبنى عليها تصوراً حقيقاً، لكن يوجد لدينا فى الوزارة خلل كبير فى الإحصاء، أما بالنسبة لخططنا المستقبلية فى مواجهة البطالة فهى مبنية على أكثر من محور، الأول توفير فرص عمل من خلال إنشاء مصانع جديدة ودفع عجلة الإنتاج، والثانى من خلال نهضة مصر الاقتصادية، والتنسيق هنا مطلوب بين الوزارات، ومن جانب وزارة القوى العاملة، فدورها هنا طمأنة المستثمر بأنه لن يخسر، ولن يضار فى استثماراته فى مصر، وأنه سيظل يعمل فى مناخ جيد، بالإصافة إلى ضرورة تطوير التدريب المهنى والتعليم الفنى، لأن هناك قصوراً فيه بالنسبة لسوق العمل من العمالة الفنية، بمعنى أن مخرجات التعليم لا تتناسب مع سوق العمل فى الوقت الحالى، ولابد من ربط سوق العمل بالتعليم، وهذا فى رأيى سيوفر الكثير من فرص العمل والتشغيل.
المصري اليوم