قيادي إخواني: كتب علينا القتال وهو كره لنا

46

قال قيادي في جماعة الإخوان المسلمين إن ما يجري في مصر الان هو “إنقلاب عسكري” مؤكدًا لـ”إيلاف” الحصول على معلومات تفيد بأن هناك حالة تمرد في الأجهزة الأمنية والسيادية ضد مرسي منذ توليه الحكم لذا وضعت الجماعة سيناريوهات لمواجهة هذه المخططات.


القاهرة: قال قيادي إخواني لـ”إيلاف” إنهم لن يقبلوا بأية سيناريوهات غير خارطة الطريق التي وضعها الرئيس محمد مرسي، مشيرًا إلى أنّ ما يحدث في مصر حالياً، بخصوص تدخل الجيش لصالح المظاهرات، التوصيف الصحيح له “إنقلاب عسكري”، وأضاف أن الإخوان انتشروا في الميادين، ولن يتنازلوا عن الشرعية التي حصلوا عليها عبر صناديق الإنتخابات بطريقة “شهد العالم بنزاهتها”.

وقال القيادي الذي فضل عدم كشف هويته، إنه “إذا أصروا على الإنقلاب فإنه سيكون قد كتب علينا القتال وهو كره لنا”، مشيراً إلى أن الجماعة وضعت سيناريوهات لمواجهة مثل تلك المخططات، بسبب ما حصلت عليه من معلومات تفيد بأن هناك حالة تمرد في الأجهزة الأمنية والسيادية ضد الرئيس منذ توليه الحكم في 30 يونيو 2012.

وأضاف: لن نقبل، أن نقوم بالثورة ثم تخطف منا، ويزج بنا إلى السجون والمعتقلات وتهتك أعراضنا وتنتهك حرماتنا، كما حدث في إنقلاب جمال عبد الناصر علينا في 1954، لن نقبل أن نتعرض للتعذيب والقتل في السجون لمدة 60 سنة أخرى”، مشيراً إلى أنهم “سوف نتعرض للقتل والذبح بالشوارع، ولن يتعاطف معنا أحد، بسبب حملات التشويه التي قادتها أجهزة مخابراتية ضدنا منذ فوزنا بالإنتخابات البرلمانية في نهاية العام 2011”.

وما زال مئات الآلاف من أنصار الرئيس محمد مرسي، يتظاهرون في ميدان رابعة العدوية، وعدة ميادين أخرى، في مقابل تظاهرات تصل إلى الملايين في ميدان التحرير، وعدة محافظات أخرى. وتواجد مجموعة من قيادات الإخوان، بين المتظاهرين، ومنهم مفتي الجماعة عبد الرحمن البر ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان والقيادي بالحزب محمد البلتاجي.

وقال الدكتور العريان، في كلمة له أمام المتظاهرين: “ثوار 25 يناير لن يسمحوا بعودة حكم العسكر مرة أخرى”، مشيراً إلى أن “المصريين عرفوا طريق الديمقراطية بعد انتخاب أول رئيس جمهورية مدني”. ولفت إلى أن “فلول النظام السابق يحاولون إجهاض ثورتنا المجيدة واستنساخ نظامهم البائد مرة أخرى”.

فيما دعا عبدالرحمن البر إلى التمسك بشرعية الرئيس محمد مرسي، وقال: “لن نعود إلى بيوتنا إلا ومعنا النصر، وإجبار الجميع على احترام الإرادة الشعبية، أو يذهب جميع الإسلاميين إلى القبور في جنازة جماعية، أرحم لنا من أن نعيش في وطن يُسرق ويُنهب من قبل رجال مبارك”.

وإنتشرت قوات من الجيش في محيط المتظاهرين المؤيدين لمرسي، وأبدى المتظاهرون قلقهم من تعرضهم لما وصفوه ب”مذبحة الليلة”، وقال أحمد نائل، أحد مؤيدي مرسي، بميدان لـ”إيلاف”، عبر الهاتف، أن هناك مخاوف جدية من عمل “كماشة” على المتظاهرين المؤيدين، وأدخال البلطجية بالأسلحة لقتلهم، بهدف تفريقهم، والحد من تجمعاتهم.

وأضاف أن هذا السيناريو حدث مساء أمس في ميدان جامعة القاهرة، مشيراً إلى أنه تم عمل كماشة على المتظاهرين، وأمطرهم البلطجية بوابل من الرصاص من داخل أسوار حديقة الحيوان وجامعة القاهرة.

ومن جانبه، نفى المتحدث باسم القوات المسلحة، تلك الإدعاءات، وقال في بيان: “فى إطار إدعاءات البعض خلال مداخلات تليفزيونية على شبكة “سى إن إن” الإخبارية الأمريكية بقيام عناصر من الجيش المصرى بإستهداف المتظاهرين فى منطقة رابعة العدوية – تؤكد القوات المسلحة على ما يلى:

– عدم صحة هذه الإدعاءات شكلاً وموضوعاً، وأنما جاءت فى إطار أكاذيب وإفتراءات لتحقيق أهداف سياسية مشبوهة.
– أن الجيش المصرى هو جيش لكل المصريين، وأن قوات التأمين المنتشرة بأماكن متفرقة من البلاد مسئولة عن تأمين أرواح المصريين دون تفرقة.
– نجدد ونكرر مطالبة كافة وسائل الإعلام المحلية والأجنبية بضرورة تحرى الدقة فى ما يتم تداوله عن المؤسسة العسكرية والأوضاع الداخلية فى مصر وتجنب محاولات البعض للوقيعة بين الجيش والشعب والتزييف الممنهج للحقائق… وأهمية التواصل المستمر مع المؤسسة العسكرية من خلال متحدثها الرسمى كونه المنوط بهذا الشأن”.

وفي السياق ذاته، دعت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وهي أعلى هيئة إسلامية تضم التيارات الإسلامية في مصر، الجيش إلى عدم قتل إخوانهم، معتبرة أن إسقاط مرسي باطل، ودعت المصريين إلى الإحتشاد وقالت: “إن شريعة الله تعالى تقضي بأن الحاكم هو من انعقدت له بيعة المسلمين باختيارهم الحر، وحيث انعقدت هذه البيعة بالفعل للرئيس الحالي محمد مرسي فإن أي منازعة للرئاسة دون الرجوع إلى الشعب الذي انتخبه تعتبر منازعة باطلة شرعا”.

وأضافت: “أن الوقوف وراء هذا المبدأ الأصيل من السياسة الشرعية، هو واجب شرعي وطاعة لله ورسوله، ولذلك تهيب الهيئة الشرعية بجموع المسلمين أن يحتشدوا في كافة ميادين مصر للدفاع عن حقوقهم الشرعية والمشروعة”. وتابعت: “تؤكد الهيئة الشرعية على حرمة التخوض في الدماء والأموال بغير حق؛ والله تعالى يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا}”.

ودعت الجيش إلى عدم إراقة دماء المصريين، وقالت: “تهيب الهيئة الشرعية بضباط وجنود الجيش المصري العظيم ألا يُستَدرجوا إلى قتل إخوانهم وأهلهم من المصريين، وليذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)؛ ولو اقتضى الأمر مخالفة الأوامر العسكرية؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأي معصية أشد من قتل نفس معصومة”.

ايلاف
قيادي إخواني: كتب علينا القتال وهو كره لنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى