مرسى رفض مقابلة وفد حقوقى مصرى وقابل آشتون

لا يزال الرئيس المعزول يصر على إهانة الشعب المصرى حتى من داخل مقر احتجازه. الرجل وعلى نهج «العام الأسود» الذى حكمه أبى أن يقابل وفدا حقوقيا مصريا جاء للاطمئنان على أنه محتجز فى ظروف تراعى حقوق الإنسان، لكنه وفى المقابل سارع بلقاء مسؤولة أوروبية غربية، أملا فى إنقاذ رقبته من الحساب على الجرائم التى ارتكبها وجماعته فى حق الشعب، مما يعيد إلى الأذهان سياسة التجاهل والتنكيل التى انتهجها تجاه المصريين وقتما كان فى سدة الحكم، فى مقابل تمكينه لأهله وعشيرته.
«لقاء غير مفهوم وليس مبررا، وبمنزلة تدخل واضح فى الشأن المصرى»، هكذا وصف عدد من السياسيين لقاء كاترين آشتون، الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، مع مرسى، متسائلين «كيف يرفض مرسى مقابلة وفد حقوقى مصرى ويوافق على مقابلة ممثلة الاتحاد الأوروبى؟»، موضحين أن اللقاء يؤكد استجداء الإخوان بالغرب للحفاظ على مصالحهم، مشيرين إلى أن موافقة مرسى على اللقاء تكشف محاولات الإخوان بالتدخل الأجنبى فى الشأن المصرى.
باسل عادل، عضو الهيئة العليا لحزب الدستور وعضو مجلس الشعب السابق، قال لـ«التحرير» إن لقاء كاترين آشتون مع مرسى مساء أول من أمس غير مفهوم وليس مبررا، متسائلا «لماذا رفض مرسى مقابلة الوفد الحقوقى المصرى ووافق على لقاء آشتون لمدة ساعتين؟»، لافتا إلى أن تلك الممارسات تؤكد استجداء الإخوان للغرب وتمسكهم بالتدخل الأجنبى فى شؤون مصر، لكسب مساحة كبيرة فى التفاوض الأجنبى من أجل ضمان الخروج الآمن لهم أو الحصول على مكاسب تفاوضية بشكل أو آخر، لافتا إلى أن ذلك الفكر «مقزز»، على حد وصفه.
عادل أوضح أن لقاء مرسى مع آشتون يؤكد كل المزاعم التى يتهرب منها الإخوان، وهو تقربهم من أمريكا والغرب من أجل كسب تعاطفهم، وبالتالى عودة بعض مكتسباتهم، متسائلا «ما الداعى وراء اللقاء؟ وبأى صفة تقابل آشتون مرسى؟ وما معنى الزيارة؟ وما الذى تم الاتفاق عليه؟ وهل الخروج الآمن لمرسى وجماعته هو المقابل؟».
أمين إسكندر، القيادى بحزب الكرامة والتيار الشعبى، قال إنه من غير المقبول أن يوافق مرسى على مقابلة آشتون ويرفض مقابلة الوفد المصرى، مشيرا إلى أن تلك الأمور تؤكد أن المصالح الإخوانية هى المسيطرة، قائلا «الثورة لا تحكم حتى الآن وإذا ما كانت تحكم كان لزاما أن يتم رفض المقابلة لكون آشتون ليس فقط عين الاتحاد الأوروبى ولكنها عين أمريكا أيضا»، معربا عن رفضه لقاء آشتون مرسى تحت أى ظرف من الظروف.
وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، عبد الغفار شكر، أكد لـ«التحرير» أن اللقاء جاء لكون آشتون تمثل دول الاتحاد الأوروبى، وتلك الدول لديها مصالح قوية تربطها بمصر، وتعتمد على معايير ونظم تقوم على أساس الديمقراطية والمصالح وتتحرك وفق هذا الإطار، وبالتالى فمقابلة آشتون مع مرسى تأتى فى إطار رغبتها الحفاظ على مصالح تلك الدول مع مصر، موضحا أن الجميع يقدر دور مصر الإقليمى والمحورى فى المنطقة، وبالتالى فلقاؤها مع مرسى يأتى فى إطار الحفاظ على المصالح فى المقام الأول وليس أى أمر آخر.
الجمعية الوطنية للتغيير استنكرت بكل قوة السماح لمسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبى، كاترين آشتون، بلقاء مرسى، معتبرة اللقاء «خيانة لإرادة الشعب المصرى الذى خرج بعشرات الملايين ليفوض القوات المسلحة والشرطة بالقضاء على الإرهاب الذى تحرض عليه وتخطط له وتنفذه جماعة الإخوان وقادتها ومنهم مرسى».
وذكرت الجمعية، فى بيان لها صدر أمس الثلاثاء، أنها «ترى أن السماح بهذا اللقاء خطأ جسيم ينتقص من السيادة الوطنية ويسمح للأجانب بالتدخل فى شأن داخلى بحت»، إضافة إلى أنه عدوان سافر ومرفوض على استقلال القضاء المصرى صاحب الولاية على المتهم محمد مرسى الذى تحقق معه النيابة فى اتهامات بالتخابر والتواطؤ مع جهات أجنبية لاقتحام السجون المصرية.
وأشارت الجمعية إلى أنها لاحظت، بكل قلق وأسى أن هناك تراخيا ملحوظا فى تنفيذ التفويض الشعبى، والأمر الواضح والقاطع الذى أصدره الشعب فى 26 يوليو 2013 بالقضاء على الإرهاب بما يستتبعه ذلك من فض الاعتصامات المسلحة بقوة القانون ووقف ترويع المواطنين الآمنين وإنهاء جميع المظاهر المسلحة وإلقاء القبض على المحرضين على الفتنة والعنف والقتل.
كما شددت الجمعية فى بيانها على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لإعادة الأمن وإنقاذ الاقتصاد وتحقيق أهداف الثورة، خصوصا فى ملف العدالة الاجتماعية.
الدستور الاصلي