الأخبار

أغنيات العيد.. فرحة بطعم السكر

182

 

حين يصدح صوت أم كلثوم بأغنية “يا ليلة العيد آنستينا.. وجددت الأمل فينا.. يا ليلة العيد”، يكون العيد قد حضر قبل أوانه، وحين نستيقظ على صوت فيروز وهي تردد “ليلة عيد.. ليلة عيد.. الليلة ليلة عيد.. صوت اولاد.. تياب جداد.. وبكرة الحب جديد” يأخذنا الحنين لأيام بطعم السكر، ويأتي العيد حاملاً معه الحلوى والعيدية والثياب الجديدة، وحين يتساءل ناظم الغزالي “أي شيء في العيد أهدي إليك يا ملاكي”، يصبح للهدية معنى آخر، ويتحول العيد إلى مهرجان مغلف بأشرطة حمراء وذهبية.

وحين يشدو محمد عبده بأغنيته “من العايدين” تبدأ التهاني بالعيد، ولا يكمل فرحتها سوى صوت حسين الجسمي منشداً “على خير حال عدت يا عيد.. أنحن في مسمع الدنيا أناشيد”.

حناجر العمالقة

هكذا يكون العيد برفقة حناجر العمالقة، وأصواتهم التي اخترقت حدود محليتها فوصلت إلى جميع العرب، وبرفقة أغنياتهم التي ارتبطت بذاكرتنا بأيام لا تنسى، ترتسم فيها الفرحة على وجنات الأطفال بثيابهم الجديدة، في مشهد نشتاق إليه كل عام، فيحتفل الوطن العربي جميعاً بهذه المناسبة الغالية، ويشارك العمالقة الغناء.

فنانون كثيرون تغنوا بالعيد، أهمهم فريد الأطرش الذي ردد “هلَّ هلال العيد.. عالإسلام سعيد.. هل هلاله علينا مبارك.. شاكر فضل الله تبارك.. متعنا يا هلال بأنوارك.. واطلع فوق وزيد”.

وانبعثت من أغنيات كثيرة رائحة الفرح والبهجة، كأغنية صفاء أبو السعود “أهلاً أهلاً بالعيد.. مرحب مرحب بالعيد”، ومع سماعها أصبح للعيد فرحة، وأجمل فرحة تجمع شمل القريب والبعيد، وكم كان الإحساس بالتآلف كبيراً حين رددت “باركوا وهنوا.. سوى واتمنوا.. كل العالم يبقى سعيد.. كله أخوة.. برة وجوة.. كله فرح وهنا وزغاريد”.

ولم يمر العيد على ملحم بركات مرور الكرام، فقد مر على باب الأحباب يوم العيد وردد “جينا تانعيدكم جينا.. جينا نتذكر بعضينا.. رحنا ونطرنا عالباب.. بلكي بنشوف الأحباب”.

العيدية ثوب جديد

وكطفلة صغيرة طالبت سميرة توفيق بحقها في الفرح بالعيد، فما كان منها إلا أن رددت “يا خالي بيوم العيد بدي منك عيدية.. والعيدية ثوب جديد”.

وفي رحلة بحثها عن العيد غنت سلوى قطريب “قالوا لي العيد بعيوني.. وعَدَرْب بعيد دلوني.. غمضت عيوني تشوف العيد.. لا شفت العيد ولا درب بعيد”. وهكذا نحن حين نشتاق للعيد فنتمناه في كل أوقات العام.

ولا ينتهي الحديث عن أغنيات العيد، فهي كثيرة ومملوءة بالبهجة ومغلفة بالأشرطة الحمراء، وإلى جانبها تصدح الأهازيج الشعبية التي يرددها الصغار والكبار، ومنها “بكرة العيد وبنعيد.. وبنذبح بقرة السيد”.

أهازيج إماراتية

وللعيد في دولة الإمارات مذاق مميز ومختلف، فمع هذه الأهازيج تنتشر الفرحة. وعن العيد يقول عبدالعزيز المسلم، مدير إدارة التراث بالشارقة: ارتبطت الأهازيج الشعبية بالعيد، ومن أشهر الأهازيج الشعبية في الإمارات والمرتبطة بليلة العيد “باكر العيد بنذبح بقرة.. وبنخلي صنقور ييود بعرة”، وقد انتشرت في الأحياء القديمة التي كان يتنقل الأطفال بينها، إذ كان الأطفال يرددونها بعد سماعهم إياها من أمهاتهم، فقد كانت الأمهات هن المنتج الأكثر للإبداع الشعبي بترديدهن الأهازيج والأغنيات الشعبية على مسامع أطفالهن أثناء اللعب.

وعن ذكريات العيد يتحدث عبدالعزيز المسلم ويقول: في صباح العيد يذهب الأطفال لتجميع العيدية، وتبدأ أغاني “المريحان” وهي الأغاني التي يرددها الأطفال بينما يتأرجحون، أو من يدفعهم على الأرجوحة.

مصر لا تنام

وفي مصر تحرص الأمهات على تشغيل الراديو أو القنوات المصرية التي تبث أغنيات العيد منذ الصباح الباكر، وهذا ما تؤكده المصرية منال محمود، معلمة إرشاد أسري بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، مشيرة إلى أن العيد يرتبط في ذاكرتها بأغنيات عدة، وأصبحت الفرحة به لا تكتمل إلا بسماعها، وأهمها “العيد فرحة” و”العيد جانا”، وتقول: في مصر لا أحد ينام يوم العيد، ونبدأ بترديد أغنيات العيد بعد أداء صلاة العيد.

 

عيد الجزائر

العيد في الجزائر طعم مختلف، وهذا ما تؤكده الجزائرية آسيا قويدر، موظفة في إدارة مراكز الأطفال بالشارقة، مشيرة إلى أن العيد يرتبط في الذاكرة بأغنيات معينة، ويكبر الإحساس به بسماعها وتقول: لدينا في الجزائر أغنية مشهورة خاصة بالعيد وتقول كلماتها “من زينو نهار اليوم صحا عيدكم .. من زينو نهار اليوم مبروك عيدكم”، وهي للمطرب الجزائري محمد العنقاء، وهذه الأغنية تصدح في المنازل بعد أداء صلاة العيد، وتنتشر في التلفزيونات والإذاعات.

 

البيان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى