الأخبار

الإخوان ليس لديهم استعداد لحل سياسى الآن

195

 

 

قال الدكتور وحيد عبدالمجيد الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى: إنه رغم أهمية التوصل إلى حل سياسى لأزمة تنظيم الإخوان، فإن التنظيم ليس لديه استعداد الآن لهذا الحل؛ الذى لا بد أن يتم عبر مراجعة لأخطائه وممارساته خلال الفترة الماضية والاعتراف بها وتغيير قياداته الحالية.

«عبدالمجيد»، الذى كان يعلق على جهود الوساطة بين الإخوان والدولة عبر وساطة الدكتور أحمد كمال أبوالمجد المفكر الإسلامى، شدّد على أن أى جهود للحوار لا بد أن تعتمد على الأسس السابقة، داعياً فى الوقت نفسه إلى الاسراع بالعمل الجاد لبناء دولة ديمقراطية حقيقية أساسها العدالة الاجتماعية، لا تسمح بعودة شبكات الفساد والمصالح أو سطوة أجهزة الأمن.. وإلى نص الحوار:

■ ما فُرص نجاح جهود الوساطة بين الإخوان والدولة التى يتوسط فيها الدكتور أحمد كمال أبوالمجد الآن؟

– أى جهود لإزالة الاحتقان والتوتر فى المجتمع مرحّب بها، لكن التوصل إلى حل سياسى لأزمة الإخوان يقتضى وجود استعداد لدى التنظيم لذلك، وليس هناك ما يدل على وجود هذا الاستعداد فى اللحظة الراهنة، لأن الإخوان يحتاجون إلى حل داخلى لأزمتهم أولاً، من خلال مراجعات سياسية يعترفون من خلالها بالأخطاء التى ارتكبوها وتحديد المسئولية عن هذه الأخطاء، وفرز قيادة جديدة قادرة على التعامل مع واقع مختلف عن العقود الماضية كلها، لا يحدث فيه خلط بين السياسة والدين، ويتم الفصل بين السياسة والعمل الدينى والدعوى بشكل كامل، وعندما يحدث هذا يمكن أن تكون هناك فرصة أفضل لأى جهود تُبذل من أجل إيجاد حل سياسى لهذه الأزمة، ومن ثم فإن الكرة الآن فى ملعب الإخوان وعليهم أن يوجّهوا رسالة واضحة، لا لبس فيها، تفيد استعدادهم لتغيير الممارسات التى أدت إلى ما حدث فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى.

■ متى فى تقديرك تأتى اللحظة التى يكون فيها الإخوان مستعدين لمراجعة موقفهم، هل نراها فى المدى القريب؟

– هذا يتوقف عليهم، فإذا قرروا أنهم بدأوا استعدادهم لهذه المراجعة وأعلنوا وقف التحركات فى الشارع وتهدئة الأوضاع، وإذا حدث هذا وأعلنت نتائج هذه المراجعة، سيكون الوضع مختلفاً عما نحن فيه الآن.

■ هل نحن بحاجة فعلاً لفتح قناة اتصال مع الإخوان لمنع مزيد من التخريب وتعطيل خريطة الطريق، وربما انخراط أعضاء التنظيم فى الإرهاب؟

– الحل السياسى سيظل مطلوباً وضرورياً، لكن وفقاً لقواعد ومعايير، وأى حوار لن يكون جدياً دون هذه القاعدة الأساسية، وهو أن يكون هناك استعداد لدى الإخوان للإعلان عن وقف تحركاتهم، وبدء مراجعة مواقفهم.

■ وإلى أن تتم هذه المراجعة من جانب الإخوان، ما الحل الذى تقترحه للتصدى لممارساتهم فى الشارع وخطابهم التضليلى عن «استرداد» ثورة 25 يناير؟

– تحركات الإخوان ستستمر لحين الوصول إلى حل سياسى، لكن حتى يتوافر هذا الحل، لا بد من مواجهة خطابهم وتحركاتهم فى الشارع بعمل جاد لمنع العودة لما قبل ثورة 25 يناير، لأن ما يراهن عليه الإخوان بهذا الخطاب هو أن الباب أصبح مفتوحاً أمام قوى نظام مبارك للعودة وأن هذه العودة هى التى ستمثل إنقاذاً لهم، لأن هذا التنظيم ترعرع ونما وانتشر فى ظل دولة «مبارك» المستبدة والفاسدة، ومن ثم فما ينبغى علينا أن نفعله، هو أن نسرع الخُطى من أجل بناء دولة ديمقراطية حقيقية تعتمد على العدالة الاجتماعية، ولا تسمح بعودة شبكات الفساد والمصالح التى تتحيّن الفرصة للعودة مرة أخرى، التى لا يزال بعضها قائماً، أو سطوة أجهزة الأمن.

■ هل يجوز لمسئولين بالدولة، حسبما كشف «أبوالمجد»، بعد كل ما يحدث من الإخوان من عنف وتخريب فى الشارع، التفاوض معهم ولو عبر وسطاء؟

– اتصالات الدكتور كمال أبوالمجد بين الإخوان ومسئولين فى الدولة أمر عادى، ليس فيه مشكلة، لكن لا بد على من يتواصلون معه من جانب الدولة أن يعرفوا أن أى حل سياسى له مقومات، وأن هذه المقوّمات إذا لم تتوافر، فلا جدوى من استمرار الاتصالات فى هذا المجال، ومن ثم رسالتى للدكتور أبوالمجد هى أن يوضح لمن يتواصل معه من الإخوان أن الخطوة الأولى هى إجراء مراجعات جادة، بدءاً بوقف التحركات التى تحدث فى الشارع وتؤدى إلى استمرار الاحتقان والتوتر بسبب ما تنطوى عليه من عنف، وعندئذ إذا وجد استجابة لذلك، يمكن أن يواصل جهوده حتى لا يبدد جهده ووقته، فى عمل لا تتوافر له فرص النجاح، ولكى تكون هناك معايير واضحة ومحدّدة لأى مبادرات فى هذا المجال.

■ ما رأيك فى الشرط الذى يطرحه القياديان الإخوانيان محمد على بشر وعمرو دراج بالإفراج عن خيرت الشاطر نائب المرشد، وسعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، ليتوليا مسئولية المفاوضات مع الدولة؟

– طالما أن الطريق للحل السياسى يمر بمراجعة حقيقية، فلا بد أن تنتهى هذه المراجعة بإفراز قيادة جديدة مختلفة عن القيادة السابقة أو الحالية، لأنه إذا كانت هناك مراجعة جادة، فمن المنطقى أن تصل إلى تحميل هؤلاء الأشخاص المسئولية الكاملة عن فشل الإخوان وثورة الشعب عليهم، وينبغى أن ندرك أنه ليس من مصلحة القيادة الحالية للإخوان الوصول إلى حل سياسى لأنه لا يمكن الوصول إلى حل سياسى إلا بمراجعة، وأى مراجعة لا بد أن تنتهى وفقاً لأى منطق بسيط إلى استبعاد هؤلاء القادة.

■ ما رأيك فيما يطالب به «أبوالمجد» بفرز المسجونين الإخوان.. هل هناك حقاً مسجونون بغير وجه حق من الإخوان؟

– هذا أمر طبيعى سيحدث، لكن مطلوب الإسراع به، فهذه مسألة قانونية، ودائماً المتهم يوصف بأنه برىء حتى تثبت إدانته، ومن الوارد أن يكون بعض المقبوض عليهم غير مدانين، وهذه مسألة قانونية تُترك للقضاء، لكن هذا الفرز يحدث من داخل القضاء لا من خارجه.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى