الأشهر القادمة ستضع أسس التنمية المستقبلية فى مصر

كتبت رباب فتحى
قالت شارلوتا سبار، سفيرة السويد بالقاهرة إن الأشهر القادمة غاية فى الأهمية فى تاريخ مصر خاصة بعد عملية الاستفتاء على الدستور، وإجراء انتخابات لأن هذا من شأنه أن يضع أساس التنمية المستقبلية، لافتة إلى أنه رغم أن الدستور الإطار الرئيسى للعملية الديمقراطية، إلا أن تطبيقه على أرض الواقع سيكون الأساس لذلك، لافتة إلى أن هناك الكثير من التحسينات تظهر فى الدستور الجديد أبرزها المساواة بين الرجل والمرأة، وحقوق المرأة، ولكن هناك أيضا بعض المواد التى قد تثير الجدل من وجهة نظر ديمقراطية مثل محاكمة مواطنين أمام محاكم عسكرية.
وأضافت السفيرة السويدية فى مؤتمر صحفى عقد صباح اليوم الاثنين فى مقر السفارة أن الشمولية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمساواة بين الجنسين أساس الديمقراطية، داعية المصريين أن يشمروا عن سواعدهم وأن يبدأوا فى بناء هذا البلد لأن هذا عملهم ولن يقوم به سواهم. وأوضحت أنه كلما كانت هناك مناقشات حول الدستور، كلما كان ذلك أفضل، معتبرا أن ما يحدث فى مصر الآن تغير كبير للغاية، فهى التى جاءت أول مرة إلى مصر عام 1988، وترددت على زيارتها كثيرا حيث عملت نائبة السفير السويدى فى القاهرة، ترى أن المصريين بات لديهم القدرة أن يعبروا عن أنفسهم وأن يتحدثوا عن التحديات التى يواجهونها إدراكا منهم بالمصاعب التى يعج بها مجتمعهم وهذه أول خطوة نحو مواجهة هذه التحديات.
ومثلت على ذلك بالإشارة إلى قضية التحرش الجنسى، حيث ترى أن هذه المشكلة توجد فى المجتمع المصرى منذ الكثير من الأعوام، ولكن الآن بدأ النساء والرجال يتحدثون عنها ويحاولون وضع حل لها.
أما عن الاستثمارات السويدية فى القاهرة، قالت السفيرة إن بلادها جزء من الاتحاد الأوروبى، ويقدمون المساعدات من خلال قنواته، إنما لا يوجد اتفاق ثنائى بين البلدين، فضلا عن وجود الكثير من الشركات التى تود أن تستثمر فى مصر ولكن أحيانا عدم وضوح الشق القانونى المتعلق الاستثمار يعيق مجيئهم. غير أن هذا لم يمنعهم كليا حيث تعد مصر ثانى أكبر سوق للسويد فى الشرق الأوسط، وأفريقيا وبلغت قيمة الصادرات إلى مصر عام 2012، 7 ملايين جنيه مصرى، ولكنها تراجعت بعد ثورة 25 يناير، 2011، معربة عن نية السفارة تشجيع المزيد من الاستثمارات من وإلى مصر.
وعن موقف السويد من الثالث من يوليو، وثورة 30 يونيو، قالت سبار إن ما حدث كان تغييرا فى النظام، والناس نزلت إلى الشارع لتعرب عن استيائها من الحكومة السابقة، و”لكن أعتقد أنه كانت هناك طرق أخرى للتعامل مع الأمر، ومن المهم الآن استئناف العملية الانتقالية لتحقيق الديمقراطية”، لافتة إلى أن مصر شريك هام للسويد التى تدعم هذه المرحلة على حد وصفها.
وعن التعاون مع مصر، قالت سبار، التى استلمت مهمتها كسفيرة لبلادها فى القاهرة فى سبتمبر الماضى، إنه من الهام التعلم من بعضنا البعض ويمكن لكل من أستوكهولم والقاهرة نفع بعضهما البعض. ولفتت إلى أن السياحة السويدية كانت رائجة للغاية بين عامى 2008 و2009، إذ وصل عدد السياح إلى 200-215 ألف سائح سنويا وهو الرقم الكبير نسبيا نظرا لأن عدد السكان يقارب 9 ملايين شخص. إلا أن عدد السياح تراجع أيضا فى السنوات الماضية.
وأضافت “أعتقد أن مصر لديها الكثير من الإمكانيات الهائلة والسويديون يحبونها ليس فقط لثقافتها وإنما لدفء شمسها وطبيعتها الجاذبة”.
وأكدت سبار فى أول مؤتمر صحفى تعقده أن السويد تساعد مصر من خلال استراتيجية دول الجوار ودول الشرق الأوسط التى تتبعها وهناك الكثير من البرامج التى تشملها، مثل “أريج للصحافة الاستقصائية”، مشيرة إلى أن هدفها ينطوى على وصل هذه الدول مع بعضها، فدولة مثل مصر لا تبيع منتجاتها فى ليبيا وسوريا رغم قربهما بسبب ضعف الآلية لتحقيق ذلك.
وعن السياسة الخارجية للسويد، تحدثت السفيرة عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى سوريا وعن دور بلادها فى تقديم المساعدة قائلة: “الأزمة التى تشهدها سوريا هى الأكبر خلال السنوات الأخيرة ونرحب بجينيف 2 ونأمل أن يتوصل إلى حل سياسى..ونشارك بالكثير من المساعدات من خلال قنوات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.. ونستضيف 21500 سورى فى السويد وندرس منحهم إقامة دائمة لهؤلاء الموجودين هناك حاليا وتربطهم علاقات أسرية فعلى سبيل المثال، أحيانا توجد أسرة مجزأة بين السويد وسوريا فنستقبل الأسرة كلها ونجمعهم..ونشجع الدول الأوروبية للعب دور أكبر”.
كما تحدثت عن عملية سلام الشرق الأوسط، وقالت إن بلادها تدعم حل الدولتين وترى أن التوسع فى المستوطنات يعيق إحلال السلام وإقامة دولة فلسطينية.
أما عن إيران والتوصل إلى اتفاق بشأن النووى، أكدت سبار أن السويد ترحب بهذا الاتفاق، وتأمل أن يكون الأساس للتغلب على الصراع النووى وأن تكون إيران شريكا أكثر بناء فيما يتعلق بالقضايا الدولية.
اليوم السابع