الأخبار

”انجازات السيسي” على الرصيف والناشر مجهول

185

 

 

 

أقدام تتسارع بالقرب من محطة المترو، باعة يفترشون الطريق يمينا ويسارا، لا أحد يلتفت إلا لتلتقط عيناه بعضا من أسماء الكتب الشهيرة، ربما يكون تصميم الغلاف هو عامل الجذب، وربما يكون الكاتب مسلطا عليه الضوء، إلا أنهم هذه المرة توقفوا ليسألوا: ”هي انجازات السيسي بكام؟”

”محمد رمضان” ذو الـسبعة أعوام في بيع ”كتب الرصيف”، عرض كتابا وحيدا صدر مؤخرا بالأسواق بعنوان ”انجازات الفريق الأول عبد الفتاح السيسي”، وقال: ”الكتاب نازل لسه من كام يوم عند مكتبات الأزبكية، وهي اللي بتوزعه، بس منعرفش مين المؤلف، ودي لسه أول مرة نشوف اسم دار النشر دي.”

الكتاب الصادر عن دار نشر اسمها ”الكرنك” غير مسجل عليه اسم المؤلف، في حين نشر كتابا أخر يحمل عنوان ”السيسي.. قصة رجل أنقذ مصر”، اكتفى مؤلفه بتوقيع غلافه بالحروف الأولى (س. ع)، وبيع الكتابان في مكتبات منطقة وسط البلد ومنافذ التوزيع الشعبية، وعند ”سور الأزبكية” بمعرض الكتاب بأسعار بدأت من 15 جنيه في حين وصلت إلى 25 جنيه في مناطق الزمالك والتجمع الخامس.

”الكرنك ودار الحياة” دارا النشر للكتابين، غير مسجلتين حتى الآن في ”اتحاد الناشرين”، وهو ما علق عليه الأستاذ ”صبحي محمد- سكرتير الاتحاد”، قائلا: ”ليس بالضروري أن يكون كل الناشرين في مصر مسجلين في الاتحاد، لكن أي كتاب مطبوع ويباع في الأسواق لابد وأن يخضع لرقابة الهيئة العامة للكتاب، لكي تعطيه رقم اصدار على أقل تقدير”.

ثمة تشابه أسماء وضع دارا للنشر تدعى ”دار الحياة” في مأزق الإجابة عن السؤال ”مين مؤلف كتاب السيسي؟”، إلا أن الناشر ورئيس مجلس إدارتها ”عماد عاشور” قال: ”هو مجرد تشابه أسماء والدار الناشرة مجهولة ولا توجد معلومات مسجلة عنها، إلا أن الكتاب مكتسب شعبيته من نشر معلومات عن قصة حياة السيسي ودوره في 30 يونيو”، وهو الأمر الذي اعتبره عاشور ”تذكرة مرور للكتاب” تعفيه من المسائلة القانونية.

على ”فيسبوك”، حيث انتشرت صور ترويجية لأغلفة الكتابين، اختلفت التعليقات، فبينما رآها البعض ”حق أصيل” للسيسي، وأقل ما ينبغي تقديمه للقائم على رأس جيش أنقذ مصر، وبين من رأوه ”تملق وتقرب” للمرشح الأقوى لخوض سباق الرئاسة القادم، إلا أن التعليق الأبرز كان: ”مش كانوا يستنوا لحد ما يبأه مشير؟”.

”البائع” الحاصل على دبلوم التجارة، والقارئ الجيد لنجيب محفوظ والأسواني، وضع ”صف” الكتب السياسية، مابين ”ثورة يناير”، ووصف لـ”اللحظات الأخيرة بين مرسي والسيسي”، وقف يقلب بين صفحات الكتب المعروضة، ينتظر من القادم ليشتري من ”الفرشة الجديدة”، في حين أمسك بيده رواية ”أولاد حارتنا”، وباليد الأخرى يضع مجموعة كتب ”التنمية البشرية”، قال: ”الناس بتشتري كتب التنمية البشرية عشان تعرف مفروض تعيش إزاي، بس للأسف محدش بيتعلم، واللي يشوفوه صح النهارده بكرة بيتقلبوا عليه”، وعندما أسقط  شخصيات ”أولاد حارتنا” على المجتمع المصري حاليا، ابتسم وقال: ”كلنا ولاد الحارة، والجبلاوي من أول السادات ومبارك ومرسي، وممكن السيسي هو كمان يبأه جبلاوي ويجي حد يهزمه.”

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى