أزمة اليمن تخيم على اجتماعات وزراء الخارجية العرب
تسلمت مصر، أمس، رئاسة اجتماعات وزراء الخارجية العرب من الكويت فى الدورة الحالية للقمة العربية، حيث قام وزير الخارجية الكويتى صباح خالد الحمد بتسليم رئاسة المجلس الوزارى لوزير الخارجية المصرى سامح شكرى، وخيمت الأوضاع فى اليمن على جلسات الاجتماعات التى شارك فيها جميع وزراء الخارجية العرب باستثناء تونس والسودان اللتين أرسلتا «وزير الدولة»، وشارك أيضاً وزير الخارجية القطرى خالد العطية فى أول اجتماع ترأسه مصر منذ أزمة استدعاء سفيرها للتشاور، بالإضافة إلى مشاركة وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل.
وسبق الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب اجتماع تشاورى بين وزراء الخارجية العرب حول الضربات العسكرية فى اليمن، وأعقبه اجتماع بين وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ووزراء خارجية الخليج لبحث الموقف والوصول إلى ما سيتم الاتفاق عليه فى نهاية المشاورات بشأن الضربات العسكرية.
وأكد سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، فى كلمته أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب، أنه يرحب بمشاركة وزير الخارجية اليمنى فى ظل التطورات الخطيرة التى يشهدها اليمن الشقيق، مشيراً إلى أن الأمن القومى العربى يواجه تحديات كبيرة فى المنطقة ضاعفت حجم التحدى الذى يمثله خطر الإرهاب ويستدعى التدابير الفعالة للقضاء على هذه الظاهرة وتجفيف منابعها، وعلى الرغم من الضرورة القصوى للمضىّ قدماً فى تعزيز الوضع الأمنى ووقف تفشى ظاهرة الإرهاب، فإنه يستوجب تبنى استراتيجية شاملة لمواجهة هذه التحديات.
وقال «شكرى» إن «ما تشهده الساحة اليمنية من تطورات بالغة الخطورة لم يكن ليقف عند حدود اليمن إن لم يتم تداركه من خلال تحرك سريع وفاعل. وموقفنا من الأزمة هناك يقوم على رفض القفز على الشرعية وفرض سياسية الأمر الواقع بالقوة، ولذا فإن دعمنا أكيد لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية التى يتعين تمكينها من القيام بمسئولياتها القومية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضى اليمنية ومصالح شعب اليمن».
وأضاف وزير الخارجية: «اليمن يشهد اضطرابات سعى على أثرها الأشقاء فى الخليج بدعم من القوى اليمنية الوطنية لصياغة مبادرة هدفت لوضع اليمن على طريق الاستقرار والتحول الديمقراطى، إلا أن بعض المتآمرين فى الداخل والطامعين فى الخارج أرادوا اختطاف اليمن وتحدى إرادة أبنائه وإقصاءهم، فكان لزاماً على ائتلاف من الدول العربية من منطلق التضامن مع شعب اليمن ورئيسه، وإنفاذاً لإرادته المتمثلة فى التوافق على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطنى واتفاق السلم والشراكة الوطنية، كان لزاماً عليها أن تلبى نداء الرئيس عبدربه منصور هادى وحكومته، وقد أعلنت مصر عن دعمها سياسياً وعسكرياً، وكذلك عن ترتيب المشاركة مع الائتلاف بقوة جوية وبحرية مصرية وقوة برية إذا ما لزم الأمر، على ضوء مسئولية مصر التاريخية والراسخة تجاه الأمن القومى العربى وأمن الخليج العربى».
من جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى أهمية عملية «عاصفة الحزم.
وشدد «العربى» على أن عملية «عاصفة الحزم» تستند إلى ميثاق الدول العربية وقراراته واتفاقية الدفاع المشتركة، وتعتبر الدول أن أى اعتداء مسلح على أى دولة هو اعتداء على الدول العربية جميعاً وعليها الالتزام بمعونة الدولة لما يشكل هذا الأمر من تهديد لمنظومة الأمن العربى وكذلك الإشارة التى عقدتها الأمانة العامة. وأكد المتحدث باسم الخارجية السفير بدر عبدالعاطى، أن وزراء الخارجية يقومون بصياغة مشروع قرار سيتم عرضه بالقمة العربية يتعلق بالأزمة فى اليمن.
وقال «عبدالعاطى»، أمس قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب، إن وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعهم التحضيرى للقمة العربية، وبعد ذلك تم عقد جلسة تشاورية أخرى لبحث تداعيات الأزمة فى اليمن. وأضاف أن «مصر تنسق الآن مع السعودية لبحث ترتيبات المشاركة فى العملية على المستوى الجوى والبحرى، والبرى إذا استلزم الأمر».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مصر تستشعر القلق من الانخراط فى حرب باليمن، أكد «عبدالعاطى»: «لا نشعر بأى قلق من ذلك، فهدفنا الوحيد هو دعم الشرعية هناك، والحفاظ على وحدة الدولة، ومنع الدخول فى حرب أهلية»، فيما رحبت دول التحالف للدفاع عن الشرعية فى اليمن بردود الفعل الدولية الواسعة والداعمة للتحالف والضربة العسكرية، وجاء ذلك فى ختام اجتماع لوزراء خارجية دول التحالف استعرض خلاله الوزراء الحملة العسكرية القائمة من كافة جوانبها، وأكدت دول التحالف حرصها على استقلال اليمن وسيادته والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية وهويته العربية.
وقال وزير خارجية اليمن إن التحرك العسكرى الفورى حظى بترحيب شعبى واسع وكبير فى اليمن وأعاد الثقة إلى نفوس اليمنيين والعرب فى العمل العربى المشترك. ونقل وزير الخارجية اليمنى رسالة شكر وتقدير من الرئيس اليمنى عبدربه منصور لدول التحالف على استجابتها السريعة لدعوته للتدخل العسكرى لإنقاذ اليمن من براثن الانقلاب الحوثى على الشرعية.
الوطن
