الأخبار

قطعوه «حياً» بمنشار كهربائى

114حمد إبراهيم البرنس، 34 سنة.. اسم لن تنساه عزبة البقوشى التابعة لمركز الخصوص بالقليوبية.. سيتجاوز اسمه مجزرة العزبة التى راح ضحيتها قتيلان وأكثر من 30 مصاباً منذ أيام قليلة، سيبقى مع قاتليه فى جملة واحدة عالقة بأذهان أهالى المنطقة.. سيبقى مع قاتليه جملة مفيدة تختصر بإيجاز مروع تلك النهايات الدامية لقصص النزاع المسلح بين أهالى القرى.

البداية

مجرد مشاجرة نشبت بين القتيل ويُدعى أحمد إبراهيم البرنس، 34 سنة، عامل، وشخصين من عائلة البقوشى بسبب استيلائهما على قطعة أرض مملوكة له، تزيد مساحتها على فدانين، المشاجرة تطورت إلى إصابة المجنى عليه ولم تنتهِ عند هذا الحد، فبينما كان الرجل يحتضر أمسكوا به حياً ومددوه على جذع شجرة، وأمسك به أحدهما، بينما قام الآخر بشق جسده حياً إلى نصفين باستخدام منشار كهربائى حتى فارق الحياة.

المجزرة

اشتعلت العزبة كلها بأعمال العنف والمواجهات الدامية بين العائلتين «البرنس والبقوشى» اللتين تعدان من أكبر عائلات المنطقة بعد دفن القتيل فى مواجهات مسلحة، وأسفر ذلك عن سقوط نجل عم القتيل الأول، وحرق منزلين و5 سيارات وورشة، وإصابة شخصين لا علاقة لهما بالعائلتين، مما دفع مديرية أمن القليوبية إلى الدفع بتعزيزات أمنية مشددة وتشكيلات من القوات الخاصة للسيطرة على الموقف والفصل بين الطرفين والبدء فى محاولات رأب الصدع بين الطرفين لوقف نزيف الدم برعاية كبار العائلات والوجهاء، لكن استمرت الاشتباكات قرابة 5 ساعات انتقاماً من العائلة الأولى لمقتل نجلها أحمد إبراهيم البرنس ببشاعة لم تسبق، حيث تم شطر جسده بمنشار كهربائى خاص بقطع الأشجار، متهمين عون صبحى البقوشى (هارب)، بقتله للخلاف على قطعة أرض بينهما، حيث تجمع أكثر من 300 شخص من عائلة المجنى عليه وأصدقائه والمتعاطفين معه للأخذ بالثأر من العائلة الثانية، ودارت معركة بالرصاص بينهما أسفرت عن مقتل نادر هارون أبوطالب البرنس، 35 سنة، تاجر أراضٍ، واتهم بقتله وائل البقوشى (هارب)، واحتراق منزلين و5 سيارات ولودر واحتراق مخزن للأخشاب لعائلة البقوشى.

«البرنس» تاجر الخصوص اللى قتله 8 فى الشارع بسبب قطعة أرض

أرض الخوف

وقال عدد من الأهالى إن المنطقة تحولت إلى غابة بسبب كثرة الغرباء بها والمشاكل واستخدام الأسلحة فى المشاجرات، التى تنتهى فى كل مرة بكارثة، مطالبين أجهزة الأمن بالمحافظة بتكثيف الوجود الأمنى للتدخل السريع فى مثل هذه الحوادث، خصوصاً أنه تم قتل صاحب محل منذ فترة فى وضح النهار، ولم يتم القبض على الجناة حتى الآن، وكذا الحادث الشنيع الذى كان سيؤدى إلى فتنة طائفية عندما قتل زبال زميله بسبب الخلاف على مرور السيارات الكارو.

وأكدوا أن ارتباط مدينة الخصوص بجرائم العنف، سواء الجنائى أو الطائفى، يفتح ملف تحول هذه البقعة من محافظة القليوبية إلى تربة خصبة للعنف والفتنة الطائفية، والشواهد على الأرض تؤكد هذه المسلمة والسبب الرئيسى والواضح هو أن كل ذلك بفعل العشوائية التى تلاحظها على البشر قبل الحجر، وربما كان لتركيبة السكان دور كبير فى تأجيج أحداث العنف، بدءاً من العشوائية ومروراً بانهيار المرافق والخدمات ونهاية بالانفجار السكانى ونظراً إلى كون الكثير من قاطنى المدينة من محافظات أخرى ولا تربطهم تركيبة واحدة، وبالتالى تختلف العادات والثقافات، مما يؤدى إلى الخلافات والخصومات الثأرية وسيطرة منطق «حقى بدراعى» فى المشاجرات اليومية التى تنطق بها محاضر الشرطة.

«البرنس» تاجر الخصوص

 

من جانبه، أكد اللواء محمود يسرى مدير الأمن، أنه تم تعزيز المنطقة بقوات أمنية للسيطرة على الأفراد المتشاجرين ومنع تجدد الاشتباكات، مشيراً إلى أن القانون سيطبّق بحزم على الجميع، ولن نسمح بأى تجاوزات مؤكداً أن أجهزة الأمن رصدت العناصر المتهمة فى الأحداث، وجارٍ ضبطها. وقال إن التركيبة الاجتماعية والسكانية للخصوص ربما تفرض أنماطاً وسلوكاً يختلف عن أى منطقة أخرى نتيجة الزحام الشديد والانفجار السكانى، الأمر الذى يخلق كثيراً من المشاكل الاجتماعية والحوادث والمشاجرات.

وأضاف «يسرى» أن الهدوء عاد إلى العزبة بعد أن تدخل بعض العقلاء من أهالى المنطقة للتوفيق بين العائلتين ومحاولة الصلح والهدنة بينهما لوقف المشاجرات، وقامت قوات الأمن بتكثيف الوجود الأمنى بمنطقة الخصوص ودفعت مديرية الأمن بعدة دوريات أمنية بالمدينة لبث روح الطمأنينة فى نفوس الناس وردع كل من يفكر فى افتعال أى مشاجرة من العائلتين.

8 متهمين

العقيد عبدالله جلال وكيل فرع البحث الجنائى بالخانكة، كان قد تلقى إشارة من المستشفى بوصول أحمد إبراهيم أحمد البرنس، 34 سنة، تاجر أراضٍ، جثة هامدة، أكدت تحريات العميد أسامة عايش رئيس المباحث، نشوب مشاجرة بين المجنى عليه وشخصين من عائلة البقوشى، بسبب الخلاف على قطعة أرض بينهما، تطورت إلى قيام أحد المتهمين بجلب منشار كهربائى وقام بشطر المجنى عليه نصفين حتى فارق الحياة.

انتقل اللواء هشام خطاب مفتش الأمن العام، والعقيد عبدالحفيظ الخولى رئيس فرع البحث الجنائى بالخصوص، وقوات الحماية المدنية، مدعومين بقوات من إدارة قوات الأمن وتشكيل من قطاع المطار للأمن المركزى.. حيث أمكن السيطرة على الموقف والفصل بين الطرفين وتفريقهما وإخماد الحريق، وأثناء تعامل القوات أصيب المجند صدام حسن هاشم، 23 سنة، من قوة قطاع المطار للأمن المركزى بطريق الخطأ، إثر احتكاك طلقة غاز بقدمه وتم نقله إلى مستشفى الساحل بالقاهرة للعلاج، وتم القبض على 8 من عائلة البقوشى، ويجرى حالياً البحث عن المتهمين بقتل الاثنين من العائلة الأولى.

تولت نيابة الخصوص التحقيق، وأمر أحمد عيسى مدير نيابة الخصوص، بحبس 8 من عائلة البقوشى 4 أيام على ذمة التحقيق والتصريح بدفن الجثة الثانية، وسرعة ضبط المتهمين الأساسيين بقتل الاثنين من العائلة الأولى، وندب المعمل الجنائى لتشريح الجثة الثانية، لمعرفة سبب الوفاة وتقدير الخسائر الناتجة عن الحريق وسؤال المصابين فى الحادث.

 

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى