الأخبار

بالأرقام.. «التحرير» تنشر خريطة أسعار المخدرات

153

تجارة المخدرات فى العالم بشكل عام ومصر بشكل خاص، تحوّلت إلى واحدة من أهم مصادر الدخل غير المشروع، وصاحب هذا التحوّل تغير فى شكل ومؤهلات تجار المخدرات وطرق تهريبها، فلم يعد تاجر المخدرات كما كان فى الماضى من أصحاب الدخول المتوسطة أو التعليم البسيط، فربما يكون سياسيًّا بارزًا أو طبيبًا أو صيدليًّا، وفى كل الأوقات فاق بزنس المواد المخدرة حاجز الـ23 مليار جنيه كل عام.

«التحرير» رصدت خريطة تجارة المخدرات فى مصر وأشهر الأماكن التى تُباع فيها، والفئات العمرية الأكثر إقبالًا على تعاطيها، من خلال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، حيث تبين ارتفاع أسعار المواد المخدرة بشكل طردى بسبب زيادة عدد المقبلين على التعاطى، حيث يتراوح سعر مخدر الحشيش المغربى ما بين 25 و30 ألف جنيه للوقية، أقل (قليلًا من الكيلوجرام)، والحشيش اللبنانى من 30 إلى 40 ألف جنيه للوقية، بينما سجل الأفيون ما بين 25 و30 ألف جنيه للوقية، بينما سجّل الهيروين سعرًا يتراوح من 80 حتى 100 ألف جنيه للكيلوجرام الواحد، أما الكوكايين فيعد الأعلى سعرًا، حيث وصل إلى 650 ألف جنيه للكيلوجرام، وبعيدًا عن المخدرات التقليدية، فتراوح سعر قرص الوافد الجديد على مصر وهو عقار «الإكستاسى» ما بين 100 و120 فى سعر الجملة، والترامادول ما بين 7 و10 جنيهات للشريط، أما عقار الماكس فيتراوح سعره ما بين 15 و20 ألفًا للتر الواحد، بينما يقبع البانجو فى نهاية القائمة مسجلًا من 500 إلى 600 جنيه للكيلو.. وهذه الأسعار خاصة بتجار الجملة، قبل أن يصل إلى صغار البائعين الذين يضاعفون الأسعار حتى يتثنّى لهم تحقيق مكاسب هائلة من وراء هذه التجارة.

حيث تبدأ المرحلة الثالثة بعد التصنيع والبيع لتجار الجملة، وتتمثّل فى توزيع المواد المخدرة على صغار التجار الذين يقومون بتوزيعها على زبائنهم بأسعار باهظة، حيث يصل سعر القرش من الحشيش المغربى إلى 129 جنيهًا للعميل، بينما يتراوح ثمن القرش الواحد من الحشيش اللبنانى ما بين 150 و200 جنيه، وقرش الأفيون من 120 حتى 160 جنيهًا، والهيروين ما بين 80 و120 جنيهًا للجرام، والكوكايين من 650 و1000 جنيه للجرام، بينما يتراوح سعر «الإكستاسى» ما بين 120 و150 جنيهًا، وذلك حسب نسبة التركيز، والترامادول ما بين 3 و5 جنيهات للقرص، وعقار الماكس من 20 إلى 25 جنيهًا للـ«سم المكعب»، والبانجو من 10 إلى 15 جنيهًا للباكتة الواحدة ويرتفع وفقًا للزيادة فى الكيلوجرامات.

أما بخصوص التجار فقد اختلفت طبيعتهم بشكل كبير عن الماضى، فقد كان فى الماضى تجار المخدرات من الطبقات الأقل تعليمًا وأرباب السوابق، حيث رصد تقرير صدر مؤخرًا عن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أنه تم ضبط 83 طبيبًا وصيدليًّا و1206 طلاب، و18 ألفًا و57 عاطلًا، خلال عام 2013، يقومون بالاتجار فى المواد المخدرة، بالإضافة إلى مهن أخرى، إلا أن التقرير كشف وصول تجارة المخدرات إلى الطبقة الأكثر تعليمًا وثقافة فى المجتمع المصرى، إلا أن ما ينذر بالخطر هو دخول الأطفال والصبية إلى ماراثون التجارة، حيث إن بعض تجار المخدرات لا يتعدى عمرهم 18 عامًا حيث تم القبض على 742 بائع مخدرات أقل من تلك السن، و3612 ما بين 18 و21 سنة و8 آلاف و69 تاجرًا ما بين 21 و25 سنة، و11 ألفًا و231 تاجرًا ما بين 25 و30 سنة، و17 ألفًا و207 تجار تتجاوز سنّهم 30 عامًا.

بينما وصل عدد المقبلين على العلاج من الإدمان فى مصر، حسب الإحصائيات الرسمية، إلى 3 آلاف و353 نزيلًا بالمستشفيات المختلفة، بينما يتردّد على المستشفيات للعلاج 29 ألفًا و614 شخصًا، ويأتى على رأس قائمة تلك المستشفيات مستشفى الصحة النفسية بالخانكة، يليه «الصحة النفسية» بالعباسية، ثم مستشفى الصحة النفسية بالمعمورة بالإسكندرية.

وخلال المؤتمر السنوى الأخير الذى عقدته الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، كشف اللواء منتصر أبو زيد مدير الإدارة، بحضور اللواءين حاتم مطر وأحمد الخولى وكيلَى الإدارة، والعميد مجدى السمرى وكيل الإدارة لمنطقة الصعيد، أنه تم ضبط 31 ألفًا و865 عملية اتجار فى الطريق العام و21 فى الميادين المختلفة و7 فى المنطقة الحرة و28 أعلى الكبارى، و536 قضية داخل المساكن و74 صيدلية تقوم بالاتجار فى المواد المخدرة و8 داخل قوارب صيد و36 بمواقف الأوتوبيس، و229 بمترو الأنفاق و2 بالمقابر و3 بالأسواق، و4 بالمستشفيات، و13 بالمحاكم و31 بمحطات الرسوم و16 بالشواطئ، وواحدة بالبريد.

وبمقارنة القضايا وعدد المتهمين بالنسبة إلى الفترة ما بين عام 2009 و2013، يتبين أنه خلال عام 2009 تم ضبط 46 ألفًا و358 قضية مخدرات، و49 ألفًا و130 متهمًا، بينما ارتفع العدد فى 2010 ليسجل 49 ألفًا و883 قضية، و53 ألفًا و234 متهمًا.. وفى 2011 انخفض عدد القضايا ليصل إلى 20 ألفًا و839 قضية و33 ألفًا و632 متهمًا، لترتفع مرة أخرى فى 2012 مسجلة رقم 32 ألفًا و457 قضية، و35 ألفًا و580 متهمًا، وصولًا إلى العام 2013 والذى تم خلاله ضبط 37 ألفًا و508 قضايا و40 ألفًا و861 متهمًا.

وكشف تقرير أعدته لجنة الصحة بمجلس الشورى فى 2012 عن مفاجأة تنذر بكارثة جديدة، وتمثّلت فى تدنّى سن تعاطى المخدرات لبدأ من سن 11 سنوات، بينما أكدت الدراسة أن سن التدخين تبدأ من 9 سنوات بعدما كان فى الماضى يتمثّل فى المرحلة من 30 إلى 40 عامًا، وأن 58% من المدمنين يعيشون مع الوالدين، كما تزايدت نسبة تعاطى المخدرات فى مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة بشكل مطرد، حيث قفز مؤشر استخدام المخدرات للفئة العمرية فوق 15 سنة من 6.4% إلى 30%، مشيرًا إلى أن 99% من المدمنين يدخنون السجائر.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى