الأخبار

إبراهيم عيسى يكتب: الإخوان المزورون

 

سقطت رِهانات كثيرة عقب سقوط جماعة الإخوان فى الاستفتاء الذى قال فيه الشعب «لا» فأخبرنا الإخوان بأن الصناديق قالت «نعم».

 

المواطن فى الصندوق يقول «لا»، لأنه ليس صندوقا يرضى بأن يركبه فرعون ويسوده مستبد!

 

سقطت الجماعة، فقد بدت مثل اللص الذى نط على شقة ليسرق خزنة ليلا، لكنه استخدم لحام أكسجين مزعجا وصاخبا وأدوات بدائية معطوبة وأشعل أضواء الشقة وشغل الاستيريو كى يغلوش على صوت اللحام فأيقظ الشارع كله، حتى إن السكان والجيران وأهل الحى عرفوا أنه يسرق فوق فى الشقة اللى فى التالت! وخرج أكثر من ساكن يصرخ عليه: يا عم اتنيل اسرق بسرعة وخلصنا من قرفك عشان نعرف ننام ورانا شغل الصبح إلهى يخرب بيتك!

 

أثبت إخوان الاستبداد فى مصر أنهم عار على الاستبداد، فالمستبدون فى كل أنحاء العالم لا بد أنهم يتبرؤون ممن زوَّر الانتخابات بهذه الطريقة الفضائحية!

 

لكن يبقى أن الرهانات المغفلة على أن الإخوان يكذبون ويخلفون الوعد وينقلبون فى المواقف ويفْجُرون فى الخصومة لكنهم لا يزورون قد سقطت أيضا.

 

وقد كنا نسمع هذا اللغو من البعض الطيب، ومن البعض بائع عقله أو نفسه للإخوان يدافع عنهم وهو يرمى أوراقه على مائدة الروليت السياسية.

 

سقطوا وسقطت كذلك جماعتهم حتى لم يعد يصدقها إلا المتواطئ أو الفاسد أو الغبى!

 

سقط الرهان الأمريكى والإسرائيلى على حكمة الرئيس مرسى، فهو يدير مصر بما يفجرها ويشعلها ويقسمها ويفتتها ويقلقها ولا يطمئن ولا يهدئ ولا يمرر ولا يحتوى ولا يدرك ولا يعرف أنه يخنق شعبه وبلده، بل وجماعته بفشله!

 

سقط الرهان على الإخوة مدعى الاستقلال الساكنين بجوار الإخوان صورة حية للجذام السياسى والأخلاقى، البعض داخل الجماعة يغطس فى التضليل والتزييف وقد تعطنت الجذور، فلا طائل من الفروع، فمشهد تصريحات قنديل وقيادات الإخوان هو نفسه مشهد تصريحات نظيف وعز وهلال وكمال عن نزاهة الانتخاب، وهو ينطبق تماما على مشهد بيانات الإذاعة المصرية عن دخول دباباتنا تل أبيب خلال نكسة يونيو، هى نفسها بيانات ديسمبر، كذابة كذبا مريضا وجنونيا، بينما يذيعها لنا البعض مباشرة فى أثناء نكسة ديسمبر بدون ذرة من ضمير.

 

سقط الرهان على الإخوان المسلمين، فهى جماعة حلقية محصورة على مصالحها وعلى ذاتها، تقودها دار مسنين سياسية، كانت تمثل وتستمرئ لعب دور الضحية وتسكت عن الإهانة والصفع والركل، حتى تبدو جماعة ماسوخية تهوى تعذيب الذات أكثر مما تبدو جماعة وطنية تعمل لصالح الوطن، ثم إذا بها حين تتمكن من مقاليد البلد تمارس نفس المنهج البشع فى التزوير المرائى المنافق المهلل المطبل.

 

لا أحد مع الإخوان.

 

لا أحد يساند إرهاب هذه الجماعة.

 

لا حليف لهم إلا التيار الذى يتزعمه تجار الدين ودعاة التكفير ووعاظ التضليل.

 

أما مصر كلها فهى ضد هذه الجماعة.

 

ولهذا فالجماعة ها هى تزوِّر.. ولذلك سوف تذهب إلى المكان الذى ذهب إليه كل المزوِّرين.

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى