الأخبار

مرسى سنة تانية حكم

252

 

 

وكأنها لم تكن، وكأن الناس فى مصر لم يتذمروا من حكم محمد مرسى بعد عام طويل من الفشل، وكأنهم لم يغضبوا من سوء الإدارة وسوء التصرف وسوء الفهم وسوء العمل، وكأنهم لم يتهافتوا على التوقيع على استمارة «تمرد» بالملايين، وكأنهم لم يخرجوا فى مظاهرات عارمة صباح يوم 30 يونيو قبل الماضى وقد أقسموا ألا يعودوا لمنازلهم إلا بعد إسقاط النظام، وكأنهم لم يطوفوا الشوارع منددين بحكم المرشد، ولم يتجمعوا فى ميدان التحرير، ولا أحاطوا بقصر الاتحادية، ولا هددوا بحصار قصر القبة، وكأن الجيش لم يتدخل وينذر الرئيس بتحقيق مطالب الناس، وكأن الفريق السيسى وقتها لم يعلن بيانه الشهير ولا وضع خارطة لطريق المستقبل، ولا وعد الناس بمرحلة جديدة فى تاريخ مصر، ولا خلصهم من حكم الإخوان، وكأن مصر نامت عاماً كاملاً، ثم استيقظت لتجد كل شىء كما كان؛ «مرسى» لا يزال على كرسى الحكم، والإخوان لا يزالون فى صدارة المشهد، والبلاد هادئة صامتة لا تحرك ساكناً، ولا تنفعل بحدث، لا صوت يعلو فيها، ولا صيحات تحتج. هكذا قررنا أن نحتفل معكم بمرور عام كامل على 30 يونيو، نسير لآخر الشوط مع الذين كانوا ينادون ببقاء «مرسى» فى الحكم حتى تنتهى فترة رئاسته، نتصور معهم أن «مرسى» ظل طوال العام الماضى رئيساً للجمهورية، وأهله وعشيرته يتوزعون فى مناصبهم التى كانوا عليها، لا شىء تغير فى كل القطاعات، الجيش والشرطة والقضاء والتعليم والاقتصاد والأزهر والكنيسة والإعلام والثقافة والفن والحياة الحزبية والعلاقات الخارجية، على العكس تماماً، واصل الإخوان سياستهم العدائية تجاهها، مستمرين فى تنفيذ برنامجهم الطموح للقضاء عليها، وهو البرنامج الذى بدأوه فى عام حكمهم الأول بإصرار يُحسدون عليه.

فى الصفحات التالية نطلق العنان لخيالنا لنتصور «مرسى» وهو رئيس للسنة الثانية، نشاهد حال البلاد خلال ذلك العام، نستعين بخبراء فى كل المجالات ليجيبوا عن كل الأسئلة، ويرسموا لنا صورة لمصر فى العام الثانى من حكم «مرسى»، دون أى تدخل منا، تاركين لكم الحكم فى النهاية، إما له وإما عليه.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى