تحرك دبلوماسي مكثف يواكب تصعيد الهجوم على غزة
في الوقت الذي ازداد فيه التحرك الدبلوماسي لاحتواء الوضع في غزة، واصلت القوات الإسرائيلية السبت هجوماً برياً على القطاع، حيث استمر ناشطون فلسطينيون في اطلاق صواريخ على عمق قلب إسرائيل ليتجاوز عدد القتلى 320 خلال الصراع الذي بدأ قبل نحو أسبوعين. وقال مسؤولون فلسطينيون إن 65 فلسطينياً قتلوا -بينهم ما لا يقل عن 15 تقل أعمارهم عن 18 سنة- منذ بدأت إسرائيل هجومها البري على قطاع غزة الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة يوم الخميس. وخلال هذه الفترة أطلق أكثر من 135 صاروخاً من غزة، وعلى الرغم من أن معظمها أسقطته درع «القبة الحديدية» الإسرائيلية بما في ذلك بعض الصواريخ فوق تل أبيب دون ان تؤدي لوقوع ضحايا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل 17 مسلحاً فلسطينياً، بينما استسلم 13 آخرون وتم احتجازهم للاستجواب بعد بدء هجوم المشاة والدبابات في القطاع الذي تهيمن عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف الجيش ان جندياً إسرائيلياً قتل بنيران صديقة على ما يبدو وأصيب آخرون في العمليات البرية. وقال إنه تمت مهاجمة نحو 240 هدفاً بينها 21 منصة إطلاق صواريخ مخبأة وعشرة أنفاق.
اشتباكات
في وقت لاحق، أعلنت إسرائيل اصابة ضابط وجنديين بجروح في اشتباك مع مسلحين فلسطينيين في منطقة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية ان اصابة الضابط خطيرة بينما وصفت إصابة الجنديين بالطفيفة، مشيرة الى أنه تم نقلهم الى مستشفيات في إسرائيل لتلقي العلاج.
وكان وزير الأمن العام الإسرائيلي اسحق اهارونوفيتش أعلن ان اشتباكات تدور بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين على الحدود مع قطاع غزة، كما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية.
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في بيان ان «اشتباكات عنيفة تدور الآن مع قوات الاحتلال»، موضحة انها «نفذت عملية انزال خلف خطوط العدو (مقابل المنطقة الوسطى)» مقابل مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
أوباما
من جهته، قال الرئيس الامريكي باراك أوباما إنه تحدث الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكد له تأييد الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكنه عبر عن القلق بشأن «مخاطر المزيد من التصعيد» والمزيد من الخسائر في أرواح الأبرياء. وقال أوباما للصحافيين في البيت الأبيض «نأمل ان تواصل إسرائيل التعامل مع هذه العملية بطريقة تقلل من الخسائر بين المدنيين الى الحد الأدنى».
وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، ندد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، لكنه عبّر عن قلقه من «الرد الإسرائيلي المفرط».
كي مون
في هذا السياق، توجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى الشرق الأوسط السبت سعياً لإنهاء اعمال العنف في غزة، كما أعلن مساعده فلتمان في مستهل جلسة طارئة لمجلس الأمن.
ولم يحدد فلتمان المحطات التي سيتوقف فيها الأمين العام.
وقال فلتمان إن حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لكسر دوامة العنف «التي لا يبدو لها قرار» بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال إن «الأمين العام مستعد للقيام بدوره. سيغادر الى المنطقة غداً للتعبير عن تضامنه مع الإسرائيليين والفلسطينيين».
واضاف ان زيارة الأمين العام ستساعد الفلسطينيين والإسرائيليين «بالتنسيق مع الفاعلين الاقليميين والدوليين لإنهاء العنف والتوصل الى سبيل للمضي قدماً».
وكرر فلتمان دعوة الأمم المتحدة للوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس».
وقال «اذا لم نعالج الأسباب العميقة التي أدت الى التصعيد الحالي، سيتكرر هذا العنف الرهيب مراراً وتكراراً. لا يمكننا العودة الى الوضع السابق».
واضاف «ما إن يعود الهدوء، لابد من العمل فوراً على معالجة الأسباب الكامنة» للنزاع، وعدد من بين هذه الاسباب تهريب الأسلحة، وإعادة فتح المعابر في قطاع غزة، والحوكمة في الجانب الفلسطيني.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري السبت إن بلاده لا تعتزم تعديل مبادرتها لوقف اطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) التي أعلنت رفضها للمبادرة. وقال شكري في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس إن المبادرة «تلبي احتياجات كلا الطرفين. بالتالي سوف نستمر في طرحها، ونأمل ان تحظى بموافقتهم في القريب العاجل». وجاءت التصريحات بعد إجراء فابيوس محادثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي السبت بشأن الأزمة في غزة.
وفي هذا السياق، كشف أسامة حمدان، مسؤول ملف العلاقات الخارجية بحركة حماس، التي تدير قطاع غزة، النقاب عن اتصالات قطرية تركية بمشاركة مصرية ودولية لوقف الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
وبالنسبة للمبادرة المصرية المطروحة للتهدئة، قال حمدان في لقاء أجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط» نشرته السبت «إنها لم تكن لصالح الشعب الفلسطيني، ولم يكن هناك مبادرة جادة حتى نقبلها أو نرفضها، هناك مبادرة ظهرت في الإعلام، وقلنا نحن كفلسطينيين لا نقبل مبادرات تظهر في الإعلام، وهناك اتصالات سياسية تجري الآن، واذا حققت هذه الاتصالات مطالب الفلسطينيين لوقف اطلاق النار، سيتحقق وقف اطلاق النار، هناك تحرك دولي واتصالات مع تركيا، ونحن حريصون على وقف العدوان في أسرع وقت، ويصعب تحديد موعد وقف اطلاق النار لأن المعادلة أيضاً مع الجانب الإسرائيلي المعتدي».
وتوعّد بأن «الاحتلال الصهيوني سيواجه برد فعل عنيف من المقاومة، جراء إقدامه على الاجتياح البري لقطاع غزة».
على خلفية التظاهرات في أنقرة واسطنبول
ليبرمان يتهم تركيا بانتهاك القواعد الدبلوماسية
القدس – أ ف ب: اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان تركيا بانتهاك «القواعد الدبلوماسية» بعد التظاهرات التي جرت في انقرة واسطنبول ضد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وتخللتها أعمال عنف استهدفت مقرات دبلوماسية إسرائيلية.
وقال ليبرمان إنه «أصدر توجيهاته الى وزارة الخارجية كي تفهم الحكومة التركية بوضوح تام ان إسرائيل تحتج بشدة على الانتهاك الفاضح للقواعد الدبلوماسية من قبل السلطات وقوات الأمن التركية، خلال التظاهرات التي جرت إثر التصريحات النارية لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان».
واتهم ليبرمان السلطات التركية بعدم أخذ «الإجراءات الوقائية اللازمة خلال هذه التظاهرات لمنع حصول حوادث عدائية» للدولة العبرية.
وبحسب الوزير الإسرائيلي فقد تم «إلقاء حجارة على القنصلية الإسرائيلية وتحطيم نوافذها، وتم ايضاً تعليق علم فلسطيني على جدار منزل سفير إسرائيل في انقرة».
وأمر ليبرمان عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين في تركيا بالعودة الى إسرائيل وبخفض الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي في هذا البلد الى «حدوده الدنيا».
الأردن يدعو «القوة المؤثرة» الى العمل على وقف التصعيد في القطاع
عمّان – أ ف ب: دان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة التصعيد في قطاع غزة، داعياً القوى المؤثرة الى ابقاء قنوات الاتصال مستمرة من اجل وقف ذلك التصعيد، حسبما افادت وسائل الإعلام الأردنية السبت.
وقال جودة خلال استقباله في عمان مساء الجمعة وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني إن «التصعيد الاخر الذي شهدناه بالأمس والمتمثل ببدء عمليات برية في قطاع غزة واستهداف المزيد من المدنيين والمزيد من الشهداء أمر ندينه ونستهجنه ويتطلب إبقاء قنوات الاتصال مستمرة مع كل القوى المؤثرة لوقف ذلك».
واضاف ان «الملك (عبدالله الثاني) يعمل بشكل متواصل من خلال اتصالات مكثفة مع زعماء وقادة المنطقة والعالم للوصول الى وقف اطلاق النار».
3 قتلى أحدهم طفل في غارات جوية إسرائيلية جديدة
غزة (الأراضي الفلسطينية) – أ ف ب: قتل ثلاثة فلسطينيين اثنان منهم من عائلة واحدة وبينهما طفل في غارات شنها الطيران الإسرائيلي على بيت لاهيا شمال غزة وعلى مدينة غزة، وفق ما أفاد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة.
وقال القدرة «استشهد محمد زياد الراحل (6 سنوات) ومحمد رفيق الراحل (22 عاماً)» في غارة استهدفت منزل عائلتهما في بيت لاهيا، وأصيب ثمانية اشخاص آخرين من العائلة نفسها بجروح.
كما «استشهد محمد أبوزعنونة (37 عاماً) في غارة اخرى على شمال مدينة غزة».
وأوضح ان فلسطينياً آخر توفي متأثراً بجروحه التي أصيب بها في وقت سابق بعد نقله الى مستشفى الشفاء.
انتشال 5 جثث من أنقاض منزل
غزة (الأراضي الفلسطينية) – أ ف ب: أعلن مصدر طبي فلسطيني انه تم انتشال جثث خمسة فلسطينيين تعرض منزلهم لغارة إسرائيلية ليل الجمعة السبت شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة إن «الطواقم الطبية انتشلت صباح السبت خمسة فلسطينيين استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في شرق خان يونس ليل الجمعة السبت».
فابيوس يعتبر وقف النار «عاجلاً وملحاً»
القاهرة – أ ف ب: اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت في القاهرة ان إرساء وقف اطلاق نار في غزة أنه أمر «عاجل وملح»، مجدداً تأكيد «دعمه» للمبادرة المصرية للتهدئة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
السلطات المصرية تعاود فتح معبر رفح
رفح (مصر) – د ب أ: عاودت السلطات المصرية فتح معبر رفح البرى الحدودي مع قطاع غزة السبت وذلك من الاتجاهين لاستقبال الجرحى والمصابين من الحرب الإسرائيلية على غزة وكذلك لعبور العالقين والمساعدات الطبية والإنسانية المقدمة من مصر وبعض الدول العربية والإسلامية. ووصلت الى شمال سيناء قوافل وقيادات حزبية مصرية ومعها مساعدات طبية وإنسانية عاجلة الى غزة وهي الآن في طريقها للعبور الى غزة. وقال خالد عرفات أمين حزب الكرامة في شمال سيناء لوكالة الأنباء الالمانية (د. ب. أ): «نحن في انتظار وصول وفود من عدة أحزاب مصرية ومنظمات مجتمع مدنى وشخصيات مستقلة سيّرت 15 حافلة تحمل حوالي 500 من القيادات الحزبية والشعبية ومعها مساعدات طبية وإنسانية لتقديمها معونات ومساعدات عاجلة الى قطاع غزة».
جريدة الوطن
