من أمريكا إلى أستراليا.. العلماء يتسابقون لابتكار لقاح ضد فيروس كورونا

مع تفاقم أزمة تفشي فيروس كورونا الجديد، الذي تجاوز عدد ضحاياه الـ 900 شخص، وبلغ عدد المصابين 40171 شخصا على مستوى العالم، أغلبهم في الصين، انطلق العلماء في جميع الدول يتسابقون لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا الجديد.

ووفقا لصحيفة «جابان توداي» اليابانية، يستخدم العلماء من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والصين وأستراليا تقنيات جديدة، يمكنها أن تكلفهم ملايين الدولارات، لتطوير لقاح في وقت قياسي، يمكنه معالجة تفشي فيروس كورونا في الصين.

فمنذ ظهور الفيروس الجديد قبل حوالي شهر ونصف في الصين، وهو يواصل التفشي حتى وصل إلى أكثر من 37 دولة حول العالم، وسط ذعر وخوف عالمي من تفاقم الأزمة.

عادة ما يستغرق التوصل إلى أي لقاح سنوات، ويشمل تطويره عملية مطولة نظرا لخضوعه للاختبار على الحيوانات أولا، ثم التجارب السريرية على البشر والحصول على الموافقات بإنتاجه من الاختصاصيين.

لكن هناك عدة فرق من الخبراء، بدؤوا بالفعل يتسابقون لتطوير لقاح واحد بشكل أسرع، يدعمه تحالف دولي يهدف إلى مكافحة الأمراض الناشئة.

-أستراليا.. اللقاح جاهز خلال 6 أشهر

في استراليا، بدأ فريق من العلماء بجامعة كوينزلاند الأسترالية، بالعمل على تطوير لقاح مضاد للوباء القاتل، مؤكدين أن اللقاح سيكون جاهزًا خلال ستة أشهر.

ويستخدم الباحثون الأستراليون تقنية “المشبك الجزيئي” التي ابتكرها علماء الجامعة سابقا، والتي تتيح لهم تطوير لقاحات جديدة بسرعة، لأنها تعتمد فقط على تسلسل الحمض النووي للفيروسات.

وقال الباحث البارز المشارك كيث تشابيل: “إنه موقف شديد الضغط وهناك وزن كبير علينا”، مضيفا أن العديد من فرق العلماء في جميع أنحاء العالم تشارك في نفس المهمة، مؤكدا أن “الأمل هو أن ينجح أحد هؤلاء بابتكار لقاح يمنع تفشي المرض”.

ومع ذلك، نوهت الصحيفة بأن الفترة الزمنية التي حددها العلماء (ستة أشهر) تبدو طويلة بشكل مؤلم على الصين مع تفشي الفيروس، الذي نشأ في سوق الحيوانات البرية في ووهان، ويقتل ما يقرب من 100 شخص كل يوم في البر الرئيسي للصين.

– التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة

ويقود “التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة (CEPI)”، الذي أُنشئ في أعقاب تفشي فيروس إيبولا في أفريقيا عام 2017، وتموله ويجمع في عضويته حكومات ومنظمات خيرية من شتى أنحاء العالم، أبحاث عديدة حول العالم لتسريع عملية تطوير لقاحات للمرض الجديد.

وفي مهمة تسريع عملية تطوير اللقاحات للقضاء على فيروس كورونا، يقوم التحالف بضخ ملايين الدولارات في أربعة أبحاث حول العالم، تعمل على استخدام تكنولوجيا جديدة لتطوير لقاحات ضد الوباء يمكن اختبارها في المستقبل القريب.

وقال ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي للتحالف، إن الهدف من ضخ تلك الميزانية الضخمة، هو بدء الاختبارات السريرية في غضون 16 أسبوعًا فقط.

– ألمانيا وأمريكا.. تطوير لقاحات بالحمض النووي

وفي ألمانيا، تقوم شركة الأدوية الحيوية الألمانية كيورفاك بالتعاون مع شركة «مودرنا» ومقرها الولايات المتحدة، بتطوير لقاحات تعتمد على “حمض نووي ريبوزي رسول”، -الذي يعطي تعليمات للجسم بإنتاج البروتينات- بينما تستخدم شركة «إنوفو» الأمريكية، التكنولوجيا المعتمدة على الحمض النووي.

وأوضح نائب مدير برنامج الأمراض المعدية الناشئة في كلية الطب للدراسات العليا في سنغافورة، أيو إنج أونج، أن اللقاحات المستندة إلى الحمض النووي الريبي DNA واللقاحات RNA تستخدم الترميز الجيني للفيروس لخداع خلايا الجسم لإنتاج بروتينات مماثلة لتلك الموجوة في المرض، لكي يتعلم الجهاز المناعي التعرف على البروتينات، بحيث يكون جاهزًا للعثور على الفيروس ومهاجمته عندما يدخل الجسم.

– فرنسا.. تطوير لقاح الحصبة

وفي فرنسا، يجري العلماء الفرنسيون في معهد باستور تعديلا على لقاح الحصبة للعمل ضد فيروس كورونا، لكنهم لا يتوقعون أن يكون جاهزًا قبل 20 شهرًا تقريبًا.

– روسيا.. دراسة روسية – صينية لإيجاد لقاح

وفي روسيا، أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان)، فالنتينا ماتفيينكو، أن بلادها تعمل مع الصين من أجل إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا، من خلال دراسة روسية-صينية مشتركة، لإيجاد مصل ضد الفيروس التاجي، بمشاركة المؤسسات العلمية والطبية في روسيا إلى جانب الخبراء الصينيين.

– بريطانيا.. تخصيص 20 مليون جنيه استرليني لتطوير لقاحات

فيما أعلنت الحكومة البريطانية، تخصيص 20 مليون جنيه استرليني لتطوير لقاحات جديدة لمكافحة فيروس كورونا، وغيره من الأمراض المعدية، إذ قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك: “اللقاحات هي أفضل دفاع لدينا ضد مجموعة من الأمراض الفتاكة، بما في ذلك فيروس كورونا”، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة تعد مركزا للأبحاث الرائدة على مستوى العالم، لذا من الضروري أن تقود جهود تطوير لقاحات جديدة بمساعدة علماء من جميع أنحاء العالم.

-الصين..التوصل للقاح مضاد للوباء

وفي الوقت نفسه، بدأ المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها أيضًا في تطوير اللقاحات المضادة للوباء القاتل، حيث أعلن فريق بحثي صيني، عن التوصل لدواء فعال لمكافحة فيروس كورونا.

وقال تلفزيون الصين المركزي، إن فريق بحث من جامعة جيجيانج الصينية، توصل إلى “دواء فعال وحاسم” لمكافحة فيروس كورونا، وقد نجحوا في التجربة على البشر شرقي البلاد، قبل أن ينتقلوا إلى مدينة ووهان لتوسيع رقعة استخدام الدواء الجديد في مكافحة كورونا، وفقًا لوكالة أنباء شينخوا الحكومية.

وبالرغم من إعلان الصين عن التوصل للقاح يعمل كدواء فعال لمكافحة فيروس كورونا، إلا أن حصيلة ضحايا الفيروس ما زالت في تزايد مستمر وكبير، لذلك تستمر الجهود المبذولة لتطوير لقاح للفيروس الجديد.