الأخبار

«الحفر الجاف » يوشك على الانتهاء

 

19

تزايدت معدلات الحفر الجاف بقناة السويس الجديدة، وحققت مؤشرات قياسية أثارت إعجاب ودهشة الخبراء المعماريين والمقاولين والمتابعين، وبعد أقل من 10 أيام من بداية العمل، وصلت معدلات الحفر إلى 25 و30 متراً في بعض المواقع، وبدأت المياه الجوفية تظهر في مواقع أخرى.

وكشف عدد من المقاولين، لـ«المصري اليوم»، عن أن الجيش أعد خطة للعمل، بحيث يتم إنجاز الحفر في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى عدم توقف العمل نهائيا، مشيرين إلى أن الخطة تعتمد على نظام النوبتجيات في مواقع الحفر، حيث تم تقسيم العمل في بعض المواقع إلى دوريتين، من السادسة صباحاً إلى السادسة مساءً، ومن السادسة مساءً إلى السادسة صباحاً، ومواقع أخرى 3 دوريات متواصلة بنظام عمل الـ8 ساعات، ومواقع ثالثة 4 دوريات، كل دورية 6 ساعات.

وأكد المقاولون أن الخطة التي اعتمدتها القوات المسلحة والإدارة الهندسية المتابعة والمشرفة على المشروع جعلت معدلات العمل لا تتوقف لحظة في أي من المواقع المختلفة بطول القناة الجديدة، مشيرين إلى أنهم يثقون بشكل كبير في الجيش، خاصة فيما يتعلق بحصولهم على مستحقاتهم ومستخلصاتهم أولاً بأول من جانب الجيش، وكذلك عدم معاناتهم أو تأخرهم في صرفها كما يحدث في باقى مؤسسات الدولة التي يتعامل معها المقاولون.

وقال على جريش، مقاول بالقناة، إن الجيش «أكتر جهة مضمونة في البلد»، والعمل معه شرف لأى مقاول، لأنه دليل اعتماد وجودة، لأن الجيش وقياداته لا يقبلون أي خطأ، ولا يعتمدون عملاً به خلل أو عيب، ولو كان لا يذكر، حتى وإن كان به مجال للخطأ.

وأضاف «جريش» أن الجيش يمنحهم مستحقاتهم في الموعد الذي يحدده لهم دون تأخير، وأن ذلك سبب يقيننا من الحصول على جميع مستحقاتنا بالقناة، التي يدرك كل المقاولين الحالة الخاصة لها باعتبارها مشروعا قوميا وتاريخيا وشرفا لأى مقاول العمل به، وأن تكون في سابق الخبرة لشركته.

ولفت إلى أن كل ما يهم المقاولين هو تغطية تكاليف العمل وسداد الأقساط الخاصة ببعض المعدات للمقاولين الصغار، ويأتى الربح في المرتبة الأخيرة، مشددا على أن الجيش مدرسة في كل شىء: في الانضباط والمواعيد والدقة في العمل والمواصفات والمتابعة والرقابة، وهو يحمل المقاول مسؤولية كبيرة في تجويد عمله وسرعة إنجازه، وهو ما حقق خلال أقل من أسبوعين معدلات قياسية في الحفر.

وأضاف طلعت سهمود، أحد المقاولين بالمشروع، أن لديه حفارات ولوادر وسيارات، ويعمل مع شركة كبيرة متخصصة في المقاولات، وأنه يعمل مع الجيش في أكثر من موقع، مؤكدا ثقته في كل كلمة يعلنها الجيش، وأن مصداقية الجيش في العمل مع شركته عمرها 25 عاماً من العمل المتواصل في مشروعات قومية ومقاولات، حيث لم يتأخر لحظة في الحصول على مستحقاته، ومشيرا إلى أن خبراء ومشرفى الجيش يحرصون على كل كبيرة وصغيرة بالعمل، ويراجعون ويتأكدون من مطابقة العمل المواصفات القياسية العالمية. ونوه محمد شعبان القصلى، مقاول، بأن شركته لها سابق خبرة في أعمال الحفر في «توشكى»، ولها تعامل دائم مع الجيش، وأنه من خلال عمله يرى أن الجيش هو الجهة الحكومية الوحيدة التي تلتزم بسداد المستخلصات في مواعيدها، مشيرا إلى أنه قرر زيادة العمالة والسائقين والمعدات لتصل إلى نحو 70 سيارة و3 حفارات و6 لوادر، وهو مكلف بكيلومتر من القناة من الكيلو 67 حتى الكيلو 77.

وأوضح أن نوبتجيات العمل دوريتان، وأحياناً نرفعها إلى 3 دوريات لراحة العمال ومنحهم مزيداً من الوقت لالتقاط الأنفاس، رغم حماسهم الكبير.

وشدد عزازى الهادى، مقاول، على أن مواقف الجيش الوطنية وانحيازه للشعب في ثورتى 25 يناير و30 يونيو خير دليل على أنه جيش الشعب، ويعمل من أجل الشعب، وأنه لا يخضع لحاكم أو شخص، ما يمنحه ثقة كل المصريين والمصداقية وليس من المقاولين فقط. وتابع «الهادى»: «العينة بينة»، والجميع هنا يفخر بالعمل تحت قيادة ضباط ومشرفى القوات المسلحة الذين يعاملوننا كإخوة، ويؤكدون دائماً أننا في «حرب»، وأننا جنود في معركة تعمير.

وأوضح «الهادى» أن الجيش وتوليه الإشراف هو كلمة السر ومفتاح النجاح للمشروع، قائلاً: «بصراحة لو الجيش مش هو المشرف ماكناش خدنا شغل»، ومشدداً على أن الجيش يمنحنا القدوة والمثل في كل شىء بالمشروع، ونقبل أي تعديلات وتعليمات يشير بها علينا فوراً، كما أن أجواء العمل ومرور عناصر الجيش وقياداته ومتابعتهم تزرع بداخلنا شعوراً غريباً وجديداً علينا، وهو شعور الحرب والحماس، وهو السائد في المشروع، وروح التحدى لدى الجميع هنا في المواقع من أسباب نجاح معدلات العمل ووصولها إلى معدلات تاريخية حتى الآن، ما جعلنا نزيد عمالنا ومعداتنا.

وأضاف صلاح ربيع، مقاول: «اليوم هنا بيعدى في ثانية من سرعة العمل، والليل والنهار يمران كأنهما سحابة لا نشعر بها»، موضحا أن العمل بالقناة كان أكبر مفاجأة سارة لهم كمقاولين. واتفق معه أحمد رجائى، الذي وصف العمل بالقناة وتكليف الجيش لهم بأنه عودة الروح لقطاع المقاولات ولهم كمقاولين، بعد أن عزف البعض منهم عن العمل، وتوقف البعض الآخر، وباع البعض كل ما يملك، حتى جاء الإعلان عن المشروع الذي منح المقاولين والعمال على السواء دفعة كبيرة من الأمل لتعويض خسائرهم، وهو ما يتجسد على أرض الواقع من عمل على مدار الساعة لتحقيق أكبر قدر من الإنجاز والعائد في نفس الوقت.

فيما قال ياسر خيرى إن عماله يعملون على 3 دوريات، كل دورية 8 ساعات، ورغم معاناة العمل والشمس الحارقة، فإنهم يشعرون بالسعادة، وهذا يؤدى إلى زيادة معدلات العمل، لأن العمل «مزاج»، فالعامل أو السائق سواء سائق اللودر أو الحفار أو السيارة، إن كان تحت ضغط نفسى فلن يستطيع العمل، لكن لأن الحماس والوطنية وأجواء الحرب وروح أكتوبر هي المسيطرة فإن الجميع في سباق مع الزمن.

واختتم «خيرى» بقوله: «اختفت كلمة إجازة من الموقع، مفيش إجازة.. الجميع هنا على قلب رجل واحد، وأقولها بثقة: سننتهى من القناة قبل العام الذي حدده الرئيس السيسى، إن شاء الله».

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى