الأخبار

تفاصيل الجلسة العاصفة لمحاكمة «حبارة»

148

 

 

بارة يعترض ويحتد عليه: “اخرس يا عدو الله “.. والقاضى يطرده من القاعة ويحبسه سنتين 

أحداث مهمة ومثيرة شهدتها، مساء اليوم، محاكمة القيادى التكفيرى عادل حبارة و34 آخرين من خلية المهاجرين والأنصار فى قضية مذبحة رفح الثانية.

المحكمة وعلى مدار 4 ساعات استمعت فى جلستها المنعقدة بمقر معهد أمناء الشرطة بطرة، إلى شهادة كبير خبراء الأصوات باتحاد الإذاعة والتليفزيون، ثم ناقشه الدفاع عن المتهمين، ترافعت بعدها النيابة العامة ووصفت المتهمين بالخوارج، قبل أن يقوم القاضى بطرد حبارة من القاعة بصحبة متهم آخر لإهانتهما ممثل النيابة العامة ووصفهما له بالكذاب والكافر وعدو الله، ثم رفعت المحكمة الجلسة للقرار وقررت تأجيل القضية لجلسة  14 من سبتمبر المقبل، وحبس حبارة ومتهم آخر سنتين لإهانتهما ممثل النيابة العامة.

أحد أهم وقائع الجلسة جاء مع سماع شهادة كبير خبراء الأصوات باتحاد الإذاعة والتليفزيون، والذى قام بعمل مضاهاة للمحادثات الهاتفية المسجلة بين “حبارة”، ومتهم آخر للتخطيط لارتكاب الجريمة البشعة، بعينات الصوت المأخوذة من “حبارة”، واعترف الشاهد ضمنيا على حبارة والمتهم إسماعيل محمد بتخطيطهما للحادث، وضلوعهما فيه وذلك بعدما قطع فى شهادت العلمية أمام الجنايات أن المحادثات الهاتفية لحبارة والمحرزة ضمن ملف القضية، تضاهى نفس العينات الصوتية التى تم أخذها لاحقا من المتهم فى محبسه بناءً على تكليف من النيابة العامة.

24  سؤالاً وجهتهم المحكمة للشاهد حول ملابسات عمله والتقرير الذى أوكل إليه عمله، وإفادة المحكمة به، وجاءت أهم الأسئلة التى وجهتها الجنايات للشاهد كالآتى”ما طبيعة عملك، ومنذ متى وأنت تزاول نشاط عملك، وما هى كفاءتك العلمية، وما هى الأجهزة الفنية التى تستخدمها فى عملك، كيف يتم أخذ بصمة الصوت وتمييز الأصوات إلى الأشخاص المحددين، ما عدد الإسطوانات التى تسلمتها من النيابة فى القضية، ما مضمون تلك المحادثات الهاتفية، وغيرها من الأسئلة الفنية فى القضية.

كمال عواد كبير خبراء الأصوات باتحاد الإذاعة والتليفزيون، أجاب المحكمة بأنه يمارس عمله منذ عام 1992،  وأنه أخذ الأسطوانتين المدمجتين المسجل عليهما المحادثات الهاتفية للمتهم عادل حبارة وآخرين، وتوجه بها إلى محبس المتهمين وأخذ بصمة صوت من حبارة ومتهم آخر يدعى إسماعيل، عن طريق إجراء حوار معهما وتسجيله على جهاز كاسيت.

وأضاف أنه قام بعدها بتفريغ مضمون العينات الصوتية لمقارنته بالمحادثات الهاتفية، ووجد تطابقا بينهما، وقطع الشاهد في حديثه” المكالمات المسلجة لعادل حبارة تطابق العينات الصوتية التى أخذت منه بنسبة مائة بالمائة، وسألت المحكمة الشاهد” وهل تيقنت تماما أن ما تحويه المحادثات الهاتفية تطابق عينة الصوت المأخوذة؟ فأجاب الشاهد” نعم يا فندم عن طريق خبرتى فى هذا المجال ومتأكد بنسبة مائة بالمائة زى ما قلت لحضرتك”، مشيرا إلى أنه لم يجد أعمال حذف أو إضافة أو مونتاج على المحادثات المسجلة للمتهمين.

وقال ممثل نيابة أمن الدولة العليا، فى مرافعته أمام المحكمة، إن المتهمين الخامس والثلاثون والرابع عشر، قاما ببيع أرضهما بمبلغ 10 آلاف دولار من أجل إنشاء خلية إرهابية حديثة أطلقوا عليها “المهاجرين والأنصار” لتكون نواة لدولة الإسلام فى بلاد الشام وتنظيم داعش النسلح، مضيفا هم خوارج هذا العصر تاجروا باسم الدين وعبثوا بمقدرات هذا الوطن وأرادوا نشر الفوضى والخراب باستهداف المنشآت والجنود العسكريين بقصد خفض الروح المنعوية، وإضعاف “القدرة القتالية لقوات الشرطة والجيش”.

وتابع ممثل النيابة إن المتهمين استهدفوا أيضا وخططوا لارتكاب وقائع إرهابية ضد أبناء الطائفة المسيحية، لافتاً إلى أن المتهم الأول عادل حبارة نصب نفسه على مجموعة أعوانه من مريدى الفتنة والظلام بعدما باعوا أنفسهم وسلموا هواهم للشيطان، وتساءلت النيابة فى مرافعتها ” كيف لأى شخص أن يكفر المجتمع، وبأى دليل وبرهان يباح لهم ذلك.. يسعون لسفك دماء أبناء الوطن.. خاب ظنهم ومسعاهم.

وأضافت إن “حبارة” استغل أموال الزكاة التى تحصلوا عليها من جمعية خيرية تحمل اسم مفاتيح الخير فى شراء الأسلحة الآلية لمحاربة مؤسسات الدولة العسكرية، وارتكاب أعمال العنف والإرهاب وترويع الآمنين.. تربص هو وبعض زبانيته لعدد من الجنود وقاموا بقتلهم، دخلسة.. قتلوا حماة الأرض.

وخلال تلك المرافعة التى دامت لنحو الساعة تقريبا سمع المتهمين من داخل القفص الزجاجى وأصواتهم عالية، وعند استفسار المحكمة من قوات الأمن عن تحديد مثيرى الشغب داخل القفص، تبين أن حبارة ومتهم آخر هما من تزعما مقاطعة المحكمة والنيابة العامة، وسمع “حبارة” من داخل القفص الزجاجى يوجه حديثه للنيابة”إخرس يا أشر يا كذاب يا عدو الله”، فحركت المحكمة ضده وزميله دعوى جنائية بتهمة إهانة النيابة العامة، وقامت بطردهما من القاعة ورفعت الجلسة للقرار، قبل أن تقرر التأجيل لجلسة 14 من سبتمبر المقبل مع حبس عادل حبارة ومتهما آخر سنتين لإدانتهما بإهانة عضو النيابة العامة.

المتهمون بحسب تحريات الأجهزة الأمنية كانوا قد تربصوا بسيارتين تابعتين لقطاع الأمن المركزى بقطاع الأحراش برفح وقطعوا طريقهما وأشهروا أسلحتهم النارية فى وجه سائقيهما، وأجبروا الجنود على النزول تحت تهديد السلاح وطرحوهم أرضا وأطلقوا النار تجاههم واحدا تلو الآخر فقتلوا خمسة وعشرين مجندا وأصابوا ثلاثة آخرين، وتمكنت قوات الشرطة من ضبط أحد عشر شخصا من أعضاء التنظيم الإرهابى وبحوزتهم قنبلتين دفاعيتين والمفجرات الخاصة بهما، قبل أن ينكشف أعضاء باقي الخلية.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى