الأخبار

بالصور| أطفال مدرسة ابتدائية يحتفلون بـ”لغة الضاد”..

 

152 153

“أنا.. أنت.. نحن نعيد مجد لغتنا”، أطفال صغار، تعد أعمارهم على أصابع يديك، وقفوا في مدرستهم، تحيةً للغة العربية في عيدها، متذكرين قول خليل مطران، قبل أكثر من 5 عقود:

أَنَا الْعَرَبِيَّةُ المشْهُودُ فَضْلِي.. أَأَغْدُوا الْيوْمَ وَالمَغْمُورُ فَضْلِي

إِذَا مَا القَوْمُ بِاللُّغَةِ اسْتَخَفُّوا .. فَضَاعَتْ مَا مَصِيرُ الْقَوْمِ قُل لِي

فوجدوا في بيت الشعر رسالة لإحياء اللغة، في زمن عز فيه استخدامها، وأصبح “الفرانكو” لغة كتابة، والمصطلحات الإنجليزية لزمة كلامية، وتاهت في مصطلحات العامة “لغة الضاد”، بعد أن كانت فخر الشعراء، كما يقول عنها أبو الطيب المتنبي.

وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ.. وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ

“اللغة العربية” في يومها العالمي، كان ذكرها في الإعلام، مجرد خبر بمساحة هامشية في صحيفة، أو سطر على هامش فقرة “حدث في مثل هذا اليوم” ببرنامج إذاعي أو تليفزيوني، كانت مدرسة في إقليم ريفي، بمحافظة كفر الشيخ، تخصص يومًا دراسيًا كاملًا، للاحتفال بـ”لغتنا الجميلة”، فوقف طلابها ومعلموها في محرابها، يذكرون ويتذكرون أمجادها.

“فاطمة محمد”، معلمة اللغة العربية بمدرسة سعد زغلول الابتدائية، وصاحبة فكرة الاحتفال، قالت لـ”الوطن”، إنها رأت “اللغة” التي تعلَّمتها وتربَّت عليها، تندثر: “الطلاب نسوا الأناشيد العربية، وباتوا يغنون أغاني المهرجانات، يحفظون مصطلحات الأفلام، التي حطت من قدر اللغة، وينسون مصطلحات الكتب، ففكَّرت في تعريفهم بلغتهم، بشكل أكثر فاعلية، كي يعرفوا تاريخ اللغة العربية وقدرها بين الشعوب، وبطريقة جذابة وفاعلة”.

الطلاب بنوا “بيت النحو” وغنوا لـ”اللغة” وزرعوا “الشجرة المضيئة”

“معرض بلوحات فنية عن اللغة العربية، وأناشيد موسيقية مبسَّطة تحمل قواعد اللغة، ومجسَّمات تحكي أساليبها”، بعض من فعاليات عرضت في الاحتفال باللغة، تقول عنها معلمتها: “قررنا الاعتماد على كل ما يجذب الطلبة، في هذه المرحلة العمرية، كالرسومات والألوان، وكذلك المجسمات، فـ(الأسماء الخمسة) مثلًا جسَّدناها في شكل ورود تخرج من زهرية، وأبيات الشعر التي تذكر اللغة جعلناها أناشيد موسيقية يغنيها الطلاب كنشيد (لغتي)، والشجرة المضيئة جسدنا في فروعها فيها أقسام اللغة (أدب، قصة، نحو، ونصوص)، والأسماء جسَّدناها في أشكال (مثلًا حديقة حيوان مجسَّمة يخرج منها الحيوانات بأشكالهم وأسمائهم، ووسيلة جذابة أخرى كعلبة الصياد، فيها الكلمات على شكل أسماك، ونطالب من الطالب أن يصطاد بسنارة الكلمات المطلوبة (مثلًا كلمة فيها شدة، وأخرى فيها لام قمرية ولام شمسية)، وأيضا (بيت النحو) شكلناه من الفل، ولوحات قل ولا تقل ومعاني الشهور اللغوية، ومعاني كلمات عامية أصولها عربية”.

رسالة الاحتفال بيوم اللغة العربية، لم تكن للتعريف باللغة وكنوزها فحسب، بل كانت نشاطًا تفاعليًا شارك فيها طلاب المدرسة بأيديهم، وتحت إشراف معلميهم، فقاموا بعمل أبحاث عن اللغة، وقواعدها وأقسامها، كما تقول “فاطمة محمد”، فأطفال الصف الأول والثاني الابتدائي شكَّلوا لوحات فنية من (المكرونة) فيها كلمات بسيطة تعلموها، وأعمال فنية بالصلصال أشرفت عليها مدرسة التربية الفنية، وبعضهم غنى وقال الشعر، كالصغيرة “حبيبة وليد” التي غنَّت بصحبة الكورال المدرسي أغنية “لغتي”، والطالب محمد مجدي، الذي ألقى الشعر.

القيم الاجتماعية كانت حاضرة في الاحتفال باللغة العربية، بمدرسة “سعد زغلول”، فقررت إدارة المدرسة أن تستغل الاحتفال المبهج، في التوعية، فكانت لوحات بسيطة عن “ميثاق العمل”، و”فن التعامل مع الآخرين”، كما قرروا أن يشاركهم الاحتفال أولياء أمور الطلاب، ومدير الإدارة التعليمية، ليصفق الكبار بإعجاب لإبداع الصغار.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى