الأخبار

أطلق لحيته خوفاً من المتطرفين

 

126

غادر مينا ناصف العريش وأطلق لحيته خوفاً على حياته بعد التهديدات التى تلقاها عبر المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم داعش «ولاية سيناء»، وقال: «تركت أولادى وسافرت إلى القاهرة عشان هما عايزينى أنا.. وهرجع آخد ولادى ولن أعود إلى العريش تانى غير لما الجيش يقضى عليهم». رغم أن قرار الرحيل كان صعباً، لأنه عاش فى تلك المدينة 27 عاماً لكن يجده ضرورة: «عندى بنت صغيرة ومش عايزها تتيتم»، ولم يستطع إقناع والده بالرحيل معه فهو يعشق المدينة ويفضل الموت فيها على أيدى الإرهابيين بدلاً من الهروب وتركها لهم: «عمرى كله فى العريش صعب عليَّا أسيب العريش بالسهولة ديه وامشى».

ناصف يعمل مهندساً، يقول بقلق واضح رغم بعده عن منطقة الخطر بمئات الكيلومترات: «استهداف الأقباط فى شمال سيناء وصل لمنحنى خطير» ويشير إلى أن التهديدات بدأت ضد والده الذى يعمل موجهاً تربوياً فى إحدى المدارس، على أحد المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم داعش، وهو يعيش دائماً خائفاً من استهدافه، من قبل تلك الجماعات التكفيرية «دول مبيرحموش.. دخلوا على الراجل نبيل فى بيته وقتلوه وسط عياله هيحصل إيه أكتر من كده تانى؟».

لم تتوقف التهديدات التى طالت والد «ناصف»، فهناك أيضاً تهديد له شخصياً وصل إليه بصورة شخصية، ويحتفظ بنسخة منه، ولكن يرفض الإفصاح عن فحواه ولكنه يؤكد أن التهديد وصل إليه عن طريق غير مباشر وكل مطالبهم الرحيل عن العريش، ويقول إنه أبلغ الجهات الأمنية ولكنها لم تهتم: «كل فترة فيه استهداف لقبطى مسيحى فى سيناء وقوات الأمن ولا بتعمل حاجة.. هى مش قادرة تحمى نفسيها هتحمينا؟»، ويستطرد: «لما رحنا قسم ثالث وبلغنا عن التهديدات قالوا لنا امشى وسيب العريش دلوقتى لحد ما الدنيا تهدا».

دب الرعب فى جسد «ناصف» وأسرته عقب الحادث المؤسف الأخير لنبيل محروس القبطى، ويقول: «يا نستناهم يقتلونا يا نمشى من سيناء»، خاصة فى ظل عدم وجود قوات أمنية فى حى المساعيد الذى يقطن فيه.

يشاهد «ناصف» دوماً من نافذة شقته دوريات الشرطة التى تدخل حى المساعيد لإيصال جيران من أمناء الشرطة إلى منازلهم فى الوقت الذى تترك فيه الحى دون أى قوات تأمين، ولم يكن ذلك الأمر وحده الذى دفعه للرحيل بعدما عاش عاماً ونصف العام منذ 30 يونيو، فى رعب وخوف وإرهاب يطال الأقباط بشكل ممنهج، حسب قوله، ولكن التهديدات التى وصلت إليه هو ووالده كانت الحدث الأهم ونمت لديه شعوراً أنه المقبل بعد استهداف نبيل محروس بعد التفجيرات الأخيرة.

ويقول «ناصف» إن تنظيم أنصار بيت المقدس الذى أعلن مبايعته لداعش فى العراق، يمتلك قوائم بأسماء وعناوين الأقباط فى العريش وشمال سيناء «هما مبيقتلوش حد وخلاص»، فى ظل انشغال قوات الأمن بحماية نفسها، فيسهل عليهم الوصول للمدنيين المسيحيين: «هما عايزينها ولاية سينا مش عايزين مسيحيين فيها».

حاول «ناصف» التخفى ودخول كنيسة المساعيد ولم يعترضه أحد، فى تجربة كان يختبر بها قدرة قوات الأمن على تأمين الكنائس، وهو ما جعله على قناعة تامة بأن الوضع لا يحتمل، ويقول إنه ليس الوحيد الذى قرر مغادرة سيناء من الأقباط ولكن الكثير يتمنى أن تأتيه الفرصة ليغادرها على الفور.

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى