الأخبار

«إيكونوميست» تصف السيسي بـ«الرجل القوي»:

 

51

رأت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، إنه على الرغم من اتباع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وصفته بـ«الرجل القوي» أسلوب تفكير الفراعنة في بناء وتشييد مدن وعواصم جديدة في الصحراء، فإنه لا يتعلم من أخطاء أسلافه من الرؤساء المصريين الذين اعتمدوا على مشروعات كبيرة لتحسين الاقتصاد باءت جميعها بالفشل، على حد قولها.

وقالت المجلة في تقرير، الخميس، إنه في الوقت الذي تعد خطة بناء «عاصمة القاهرة» الجديدة، أحد المشروعات العملاقة، التي يأمل السيسي في «مساهمتها في جذب الاستثمارات الأجنبية وتحفيز التعافي الاقتصادي، واستعادة فخر البلاد، فإن هناك مخاوف من فشل الحكومة المصرية مجدداً في إعادة هيكلة الاقتصاد الراكد والتخلص من البيروقراطية».

وأضافت أن «التوقعات بشأن مساهمة العاصمة الجديدة في تخفيف الازدحام المروري عن القاهرة، وكونها جسراً لمنطقة التصنيع المخطط لها على طول قناة السويس، تصطدم بالأفكار باهظة التكلفة التي يتضمنها المشروع مثل توسيع المساحات الخضراء التي تبلغ ضعف مساحة منتزه»سنترال بارك«في نيويوك، وبناء ناطحات السحاب توازي برج إيفل».

وتابعت:«تشبه المدينة الجديدة من نواح كثيرة مدينة دبي، إلا أن الفارق يتمثل في أن الناتج المحلي للفرد في المدنية الإمارتية أكثر من 10 أضعاف نظيره في مصر».
ورأت المجلة أن «هناك دلائل على أن السيسي لا يتعلم من أخطاء أسلافه من الرؤساء المصريين، الذين اعتمدوا أيضاً على مشاريع كبيرة لحل المشكلات الديموجرافية والاقتصادية للبلاد، وكانت النتائج دائماً كارثية».

وأشارت «إيكونوميست» إلى «امتلاء صحراء مصر بالعديد من الأشباح التي تم إنشائها بقرارات رئاسية، وعلى رأسها مدينة توشكي، التي أنشائها الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، ولا تزال صحراء حتى الآن بسبب سوء التخطيط والقيادة غير الكفء». ولفتت المجلة إلى أن السيسي «يريد إحياء هذا المشروع ووضع أموال جديدة في مدن أخرى سئية التخطيط».

ورأت المجلة أن المؤسسة العسكرية هي التي تضع أجندة الأعمال في كثير من الحالات، مشيرة إلى تعثر الاتفاق بينها وبين شركة «أرابتك» الإماراتية لبناء منازل منخفضة التكفلة بسبب نقص التمويل.

واعتبرت المجلة أن مصدر القلق الأكبر حاليا يتمثل في أن الحكومة لا تركز على إجراء إصلاحات هيكلية أوسع بسبب هذه المشروعات العملاقة.
وقالت إنه «على الرغم من تحقيق السيسي تقدماً في هذا المجال برفع الدعم عن الوقود، والحد من العجز في الميزانية، وتيسير بيئة الاستثمار، فإن هناك الكثير من العمل لابد من إنجازه».

وأضافت أن «البيروقراطية المتضخمة غير الفعالة تجعل حياة الشركات بائسة، كما تلتهم جزءاً كبيراً من الميزانية، من المفترض أن يذهب إلى التعليم والصحة والبحث».

وتابعت:«هيكل القطاع الخاص في مصر يشير إلى أن هذه المشروعات العملاقة لا تكون منشطاً جيدا للاستثمارات، إذ أن الفوائد الرئيسية لهذه المشروعات ستعود على الشركات الكبرى المهيمنة في مصر، والشركات الخليجية التي تتبع الاستثمارات الحكومية، فيما ستظل معظم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم على الهامش.

وأشارت إلى أنه على الرغم من اعتماد معظم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم على توظيف أكبر حصة من العمالة المصرية، فإنها تفتقر إلى الحصول على رأس المال، كما تتلق دعماً ضئيلاً من الحكومة«.

ولفت المجلة إلى أن «مشروعات السيسي العملاقة ربما تجعله يحتل عناوين الصحف، إلا أنه لن يحقق طموحات شعبه إلا بدفع عجلة النمو بشكل حقيقي».

 

 

 

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى