الأخبار

سوريات يروين قصص التعذيب

59

«كنت عارية تماما، وكانت الغرفة باردة وفيها جرذان، كان الدم يسيل على ساقى والمفتشة غير آبهة بذلك».. هكذا روت ليلى، وهى سورية ثلاثينية، مشهدا من مشاهد الاعتقال والتعذيب، على يد قوات الأمن السورية.

أما سوسن فلن تنسى مشهد ابنها البالغ من العمر 16 عاما وهو مكبل ينظر إليها حينما تناوب عشرة من عناصر الأمن على اغتصابها، ما ترك فى نفسها صدمة لا تزال آثارها بادية على تلك المرأة السورية.

اما لمياء فقد نالت نصيبها من التعذيب وهى ترتدى قميصها الداخلى فقط، برش الماء البارد عليها وصعقها بالكهرباء، لاتهامها بمساعدة عناصر فى الجيش السورى على الفرار من الخدمة.

تلك شهادات وثقت فى تقرير بعنوان «احتجاز النساء فى سوريا.. سلاح حرب ورعب» أعدته الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان، ونشره موقع «راديو سوا» الإخبارى الأمريكى، أمس الأول.

وقال التقرير إن المرأة السورية أصبحت منذ 2011، ضحية إما فى أقبية السجون أو فى مخيمات اللجوء، محذرا من ارتفاع وتيرة استغلال النساء فى سوريا كـ«سلاح حرب ورعب» وذلك عبر استخدام التعذيب الجسدى، والتحرش الجنسى والاغتصاب فى النزاع الذى تشهده البلاد منذ أربعة أعوام.

ويرتكز التقرير على مقابلة مع عشر نساء جرى اختيارهن من بين عينة إجمالية شملت 53 مقابلة مع نساء سوريات احتجزن خلال النزاع، وتمت مقابلتهن بين عامى 2012 و2014.

ووفق التقرير، لا تنتهى معاناة النساء المعتقلات بمجرد خروجهن من السجن، إذ تقول زينب (19 عاما) من حمص، إنها عادت بعد خروجها من السجن إلى الحى الذى كانت تقيم فيه ولم تجد أيا من أفراد عائلتها، ورفض أقاربها استقبالها بعد أن اتهموها فى شرفها بسبب تجربتها فى السجن.

ويكشف التقرير عن إجبار فتيات على الاعتراف تحت التعذيب بممارستهن لـ«جهاد النكاح» مع فصائل المعارضة، وبثت شهاداتهن من دون علمهن على وسائل الإعلام الرسمية.

وعلى الجانب الآخر، لم تسلم المرأة السورية من ممارسات الجماعات المتطرفة التى انتهكت حقوق المرأة السورية، عبر إجبارهن على الزواج أو قتلهن أو عمليات السبى التى وثقتها منظمات حقوقية بحق نساء وفتيات سوريات، وفق التقرير ذاته.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى