منوعات

البحوث الإسلامية: المحتكر ملعون

 

أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الاحتكار محرم شرعًا، وخطيئة كبرى يعاقب عليها المحتكر والمُستغل في الدنيا والآخرة.

واستشهد «الجندي» لـ«صدى البلد» بما رواه مسلم في صحيحه عن معمر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحتكر إلا خاطئ»، موضحًا أن الخاطئ هو العاصي الآثم، مشددًا على أن الشريعة الإسلامية حرمت وغلاء الأسعار والاستغلال والغش وكل هذه السلوكيات الاقتصادية السيئة لما فيها من الإضرار بالناس.

وعرف المفكر الإسلامي، الاحتكار المحرم بأنه حبس السِّلعة مع حاجة الناس إليها ليرتفع بذلك سعرها والثراء على حساب الفقراء ومحدودي الدخل، مشددًا على أنه مرض فتاك ببنيان الرأفةويقتل قيمة التضامن الاجتماعي وله آثار اجتماعية سيئة وخطيرة ويعد خيانة للبلاد.

ونبه على أن الاحتكار جريمة، ويجوز للحاكم أن يعزر المحتكر ومن المغالين في الأسعار بعقوبة رادعة، مشددًا على أن الرسول حصلى الله عليه وسلم لعن المحتكر في الحديث الذي رواه مسلم: «الْجَالِب مَرْزُوق وَالْمُحْتَكِر مَلْعُونٌ».

وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيّن أن الله بَرِئَ من هؤلاء المحتكرين والغشاشين، كما جاء في مسند الإمام أحمد، وصححه العلامة أحمد شاكر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي اللّه عنهما- أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ(عرصة -أي: مكان- ) أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى». أَخْرَجَهُ أحمد 2/33 (4880).

وألمح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تبرأ ممن يبيع طعامًا مغشوشًا للمسلمين وذلك حينما مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برجل يبيع طعاما “حبوبا”، فأدخل يده فيه فرأى بللا، فقال: “ما هذا يا صاحب الطعام؟”، قال: أصابته السماء، أي: المطر، فقال -عليه الصلاة والسلام-: “فهلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غشنا ليس منا” رواه مسلم. وفى رواية أخرى يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من غش فليس مني” رواه مسلم وأبو داود والترمذي.

وشدد على أنه جاء الوعيد الشديد لمن أدخَل في أسعار المسلمين شيئا ظُلمًا وعدوانًا ليغلِيَه عليهم، فعَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «ثَقُلَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَ». وفى رواية: «قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لَيُغْلِيَ عَلَيْهِمْ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَقْذِفَهُ فِي مُعْظَمِ جَهَنَّمَ رَأْسُهُ أَسْفَلُهُ» الحاكم في مستدركه ج 2/ ص 15 حديث رقم: 2168).

 

 

 

 

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى