المنصورة تتزين

الشوارع نظيفة ومنظمة على غير المعتاد، أشجار تزين الجدران وطرق ممهدة، ومرور منتظم، أشياء لم يألفها جمال عبدالنبى، الذى بات يسأل أى شخص يقابله، «خير هو إيه إلى حصل؟!»، سؤال لم يجد له إجابة سوى فى وسائل الإعلام التى أعلنت عن ترقب مدينة المنصورة زيارة لرئيس الوزراء. هنا أدرك الرجل الخمسينى حالة التغير التى صارت عليها مدينته.

«بقى لنا شهور بنقول أغيثونا» يقول «جمال» بعد أن لاحظ حالة التزين والنظافة التى اكتست بها مدينته قبل يومين فقط، «كل التكاليف دى كان ممكن تحل مشاكل كتير فى المحافظة من بطالة وانقطاع مياه ومستشفيات ومشروعات متوقفة»، جمال وغيره من الأهالى يحاربون فساد المحافظة منذ زمن طويل، «شكونا من المحافظ وطالبنا بإقالته وتعيين أى حد من داخل المحافظة ليكون أدرى بمشاكلنا».

أهالى الدقهلية باتوا يترقبون زيارات المسئولين لإيجاد حلول لمشكلات تراكمت عليهم، «أتمنى زيارة يومية لرئيس الوزراء لاستطلاع أحوال الأهالى بنفسه والوقوف على المشكلات ولا تأخذه المظاهر البراقة».

الحال ذاته يعيشه «مدحت عثمان»، الذى يسكن قرية طلخة ويلاحظ أكوام القمامة من حوله، لكن سرعان ما تم إزالتها مع اقتراب موعد زيارة رئيس الوزراء، «المسئول فى المحليات لا يتحرك بدون توجيهات المحافظ اللى هو نفسه يخاف من توجيهات رئيس الوزراء أو التوبيخ أو الاستبعاد من المنصب»، «يا ريت الزيارات تكون مفاجئة» يقول «مدحت» لافتاً إلى أن رئيس الوزراء سيرى الواقع بعيداً عن التزييف فى الشوارع، مضيفاً: «الخدمات فى القرى والمدن شبه معدمة».

الوطن