الأخبار

سوق «الترامادول»

 

211

 

“الترامادول” يخرج لسانه لـ”الهيروين” ويخفض الأسعار من 200 إلى 50 جنيهًا
– “عزبة رستم” الباطنية الجديدة وطوابير فى “دولاب جامع عمرو”
– مدير مكافحة المخدرات: الهند والصين الموردان الرئيسيان لمصر

تؤكد الشواهد أن سوق “الترامادول” فى رواج، وأن الوصول إليه بات أسهل من الحصول على رغيف العيش، فإذا جاعت البطون، تاهت العقول، وإذا تاهت العقول، اتخذت الدولة موضعًا من عنفوان شباب اجتاح هيبتها مرتين فى 25 يناير و30 يونيو.. “التحرير” جالت واشترت، ولو باعت أو تعاطت، المخدرات التى حصلت عليها من أسواقها، ما سألها سائل، ولا رد بيعتها مبتاع.

البحث فى أسواق الكيف
كانت البداية من منطقة “مصر القديمة” وبالتحديد فى شارع الجامع، فهناك تجد “الديلرات” على النواصى ينتظرون المتعاطى، وهم يستقبلون كل زائر “أؤمر يا نجم.. عايز إيه”، وهنا حركة البيع تتم فى سرعة ولا مجال للحديث أو الفصال، والسبب أن عمليات البيع تتم فى الشارع وسط المواطنين.

هنا تجد جميع أنواع المخدرات من الحشيش إلى الهيروين، أما الأقراص المخدرة فيطلق عليها “عضم” أو “عجل”، فهى متوفرة مع جميع “الديلرات” تقريبًا، والأسعار موحدة بـ60 جنيهًا لشريط الترامادول، ولا يوجد فصال.

بالترجل قليلاً، وجدنا أنفسنا أمام جامع عمرو بن العاص، وهنا يوجد عدد من “دواليب المخدرات” ولا يختلف الحال كثيرًا عن سابقه، فالجديد هنا، أن وجبة المتعاطى يطلق عليها “العشاء”، وهو عبارة عن كمية من مخدر الحشيش مع قرصين ترامادول بـ30 جنيهًا، وهو يلقى رواجًا كبيرًا للمترددين على المكان، وبالاقتراب من أحد “الديلرات” وسؤاله عن نوع الأقراص المخدرة وجدنا “ترامادول الأحمر” وسعر الشريط 55 جنيهًا للكمية، فى محاولة منه للتغلب على منافسيه تجار المخدرات.

حاولنا الفصال فى السعر، فكان الرد “يا نجم إحنا الأصل والباقى فستك وابعد عن المغشوش علشان كل الموجود صينى ومضروب لكن أنا معايا حاجة نضيفة”.. وخلال جولتنا انتقلنا إلى “دولاب سيد سردينة” أمام باب مستشفى المطرية، وكانت المفاجأة قيام المرضى بشراء الأقراص المخدرة من تاجر المخدرات، والعودة مرة أخرى إلى المستشفى وهنا القرص بـ7 جنيهات.

“عزبة رستم”.. الباطنية الجديدة
تجولت “التحرير” فى منطقة “عزبة رستم” بشبرا الخيمة فى القليوبية، وهنا تجد عملية شراء المخدرات أسهل من الخبز والطعام، بعد أن تركت مباحث القسم تجار المخدرات يعملون جهرًا فى وضح النهار مقابل أموال لبعض أمناء المباحث والمخبرين المسئولين عن المنطقة، بل إن الأمر يصل فى بعض الأحيان إلى أن بعض تجار المخدرات يعملون بتكليفات مباشرة من فرد الشرطة مقابل اقتسام الأرباح وتوفير الحماية من الوقوع فى الكلابشات.

قررنا شراء بعض الأقراص المخدرة من أحد “الديلرات” المتواجدين بالمنطقة (عب الخردة)، وهنا الأسعار منخفضة أكثر من باقى الأمكان، فالشريط المخدر بـ50 جنيهًا، ونوعه مصرى، وهذا ما أكده الديلر قائلاً “يا برنس إنت مش بتاخد حاجة مستوردة ولا مضروبة ده مصرى ولو إنت بتفهم فى الكيمياء هترجعلى تانى وثالث”.

بالتواصل مع أحد الوسطاء بالمنطقة، قال لنا أحمد إدريس، 25 سنة، طالب بكلية الحقوق، إن الآونة الأخيرة شهدت تزايد عمليات السرقة بالإكراه والخطف والشرطة غائبة عن المنطقة فى وقت أصبح فيه الحصول على المخدرات أسهل من الطعام، مشيرًا إلى أن نسبة تعاطى المخدرات تزايدت بشكل ملحوظ، وأن معظم الشباب يسرقون للحصول على الجرعة المخدرة.

مكافحة المخدرات: ضبطنا 96 مليون قرص
قال اللواء أحمد الخولى، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، إن “الترامادول” الموجود مغشوش. موضحًا أن كبار التجار يشترونه من مصانع بير السلم الموجودة فى المناطق العشوائية، مشيرا إلى أن هذه المصانع تضيف مواد خطيرة أثناء عملية الصناعة مثل الجبس الأبيض واللون الأحمر الصناعى والنشا، ويكون سعره منخفضًا إلى حد ما، لكن فى الفترة الحالية ارتفع سعر المغشوش، لأن كمية الإقبال على شراء “الترامادول” كبيرة جدا خاصة فئة الشباب والسائقين والطلبة أيضًا، بحيث يصل سعر الشريط الواحد الذى يحتوى على 10 أقراص إلى 140 جنيهًا مصريًا.

وأضاف “الخولى” أن الهند كانت محتلة سوق عقار الترامادول لفترة طويلة، وبعدها دخلت الصين فى دائرة إنتاج هذا العقار، وهما المصدران الأساسيان للأقراص المخدرة لمصر، وذلك لعدم تجريمه عندهما، مما يتيح إنتاجه وتصديره.

وقال الخولى: “فى الماضى كان يدخل يوميا ملايين الأقراص إلى مصر عبر الموانى البحرية، خاصة ميناء العين السخنة، وهناك تقارير تقول إن ٩٠٪ من المخدرات تدخل عن طريق داخل حاويات الملابس ولعب الأطفال والأدوات المكتبية، حيث تخصص بعض تجار أدوات المكياج بمدينة المنصورة فى استيراد الأقراص المخدرة داخل الحاويات وبعد توجيه عدد من الضربات لكبار التجار ومع إدراج المخدر بالدرجة الأولى لجدول المخدرات، الذى أصبحت عقوبته مثل الاتجار بالهيروين، امتنع الكثير عن استيراده والاتجار فيه، بينما تبقى عدد قليل يحاول إدخال الشحنات عن طريق ليبيا، لكن مع تشديد الإجراءات الأمنية لحرس الحدود أصبح الأمر صعبًا للغاية، مما أدى إلى ارتفاع اسعار أقراص الترمادول، التى وصلت إلى 200 جنيه للشريط.

وأوضح مدير المكافحة المخدرات أن بعد انحصار الأقراص المخدرة فى البلاد، دفع البعض إلى تصنيع الأقراص المخدرة داخل بعض الورش الصغيرة عن طريق خلط عدد من الأقراص المخدرة على أقراص الأسبرين مع بعض المواد الكيماوية والجبس الأبيض واللون الأحمر الصناعى أثناء تصنيع الترامادول ليعطيه الصلابة المعروفة فى أقراصه، التى اعتادها المتعاطون، وهو ما يسبب تدميرًا للكبد والكلى، إضافة إلى الآثار الجانبية العادية الشائعة مثل تورم العينين وقرح الحلق والفم والهلوسة والعصبية.

وأضاف الخولى “فى الفترة الماضية ضبطنا 96 مليون قرص مخدر، وهناك خطة أمنية محكمة معدة للقضاء عليه مرة أخرى، وهذا ما ينجح فيه ضباط المكافحة خلال فترة القادمة”.

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى