الأخبار

شاهد على 31 عامًا من نجاح «أعلاف الفيوم»

37

الشركة كانت تنتج 240 طنا في 8 ساعات.. حاليا طاقتها 5%.. ”هتتباع المحافظ ″مايعرفش حاجة“

في «جرفس»، إحدى قرى مركز سنورس (شمال محافظة الفيوم)، تقع واحدة من أكبر شركات صناعة الأعلاف الحيوانية في مصر على مدار عقود مرت، قبل أن تنهار «أعلاف الفيوم» وينخفض إنتاجها، لتعمل بطاقة 5% فقط، تمهيدًا لبيع أراضيها.

محمود معوض من الفيوم التقى أحد عمال الشركة، سيد سعد سليم، وتجول معه في داخلها لرصد مشاهد إهمال أحد الصروح الصناعية الكبرى، وأرسل لنا فيديو قصير حكى خلاله «سيد» قصته مع المصنع، وذلك عبر رقمنا على «واتس آب»، الذي يتلقى أخبار وصور المواطنين، وتُنشر على موقع «شارك المصري اليوم» لصحافة المواطن.

ويقول «سيد»، إن «شركة أعلاف الفيوم شركة مساهمة مصرية مملوكة للقطاع العام وتتبع ديوان عام المحافظة.. وأنا أعمل فيها موظف فني معدات من 2 نوفمبر 1985».

الشركة كانت تعمل بنظام الورديتين، بطاقة إنتاجية تبلغ 30 طنا في الساعة، أي حوالي 240 طنا في الوردية الواحدة (8 ساعات) من 8 مساءً إلى 10 مساءً «دلوقت بيعمل بطاقة 5% وأقل من النسبة دي من 2011 حتى الآن.. المصنع حالته متوقفة لأنه سوء إدارة، ماعندناش إدارة، كل يوم سكرتير عام المحافظة يسند العمل لأي واحد وكل شوية يتغير رئيس الإدارة، ما بنصدق نبني مصنع ولا بنهد مصنع، إحنا دلوقت بنهد مش بنبني»، قالها سيد وهو يكاد يبكي.

وتعمل الشركة بماكينات تحكم آلي ألمانية عبر 3 خطوط إنتاج على مساحة تبلغ 6 أفدنة.. ويضيف فني المعدات: «الإدارة موقفاه، بدل ما يروحوا يقولوا نبني مصانع ما تشوفوا المصانع المتعثرة دي، أعضاء مجلس الإدارة بيشوفوا حبايبهم ويدوهم ائتمانات، ياخدوا الائتمامنات ويناموا، واحد كان سواق لرئيس مدينة طامية واخد ائتمان علف بـ 750 ألف جنيه، السيد رئيس المدينة كان اسمه اللواء حمودة بقى سكرتير عام مساعد المحافظ، الأحكام اللي عليه سقطت، ليه سقطت؟ لما سواق رئيس المدينة واخد ائتمان بـ 750 ألف جنيه، ودكتور اسمه أحمد ناعمي واخد 220 ألف جنيه علف، وهم دلوقت عاوزين يبيعوا أرض المصنع لأن الفلوس اللي برة مش عارفين يلموها».

وعاد سيد سليم إلى بداية أزمة المصنع، موضحًا: «أيام انتخابات مجلس الشعب في 2010 رئيس مجلس إدارة المصنع السيد عبدالواحد، جاب التجار ووزع عليهم ائتمانات ولغاية دلوقت مش عارفين يلموا تمن العلف، النهاردة اللى بيتمسك ويتحكم عليه هو اللي بيسدد ماتمسكش خلاص الأحكام بتسقط وبتبقى حق مدني».

خلال الفيديو تحدث «سيد» على وجهه ملامح الحزن لما آل إليه حال المصنع، حيث يقول: «أنا مواليد 57، وواحد من الناس اللي طالعة معاش السنة الجاية، وعندي رصيد أجازات أكتر من سنة، بس حزين على المصنع اللي العنكبوت عشش عليه، النهاردة إحنا عاوزين المصنع يشتغل بدل ما يقولوا هانعمل مصنع جديد، عاوزين ياخدوا جزء من أرض المصنع ويبيعوه.. الكلاب والغربان والعصافير عششت فيه».

«إحنا بنستغيث من 2011 لإنقاذ المصنع، لكن هل من منادي؟ المنادون كتير، لكن هل من مجيب؟ مفيش مجيب، مين اللي هيجيب، إذا كان المحافظ نفسه مدخلش المصنع ولا يعرفه.. هو يسمع إن فيه شركة مملوكة لديوان عام المحافظة.. المحافظ مابيجيش.. كفاية عليه الاجتماعات في المحافظة.. يا بيه مش جاي».

 المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى