الأخبار

أحلام تخسر «الملكة» … وتصرّ على التاج!

154

 

 

لم تسنح للفنانة الإماراتية أحلام، فرصة فرض جرعة أعلى من الفوقية على الشاشة الصغيرة، فبعدما غرّدت الثلثاء الماضي، فور انتهاء الحلقة الأولى من برنامج «الملكة» (ذا كوين): «وايد أسمع أني في برنامجي مغرورة، ترى والله ظلمتوني، للحين ما شفتوا شي، انتظروني الأسبوع القادم والأسابيع اللي بعدها وشوفوا الغرور»… لم تجرِ الرياح بما تشتهي السفن، إذ أوقفت شبكة تلفزيون قنوات دبي عرض البرنامج بعد عرض حلقة واحدة منه فقط «نزولاً عند رغبة المشاهدين ومراعاة لمطلب الجمهور»، وفق ما أعلن حساب «تلفزيون دبي» في شكل مقتضب في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر» أول من أمس.

ولم يستطع «جيش الحلوميين» من معجبي أحلام، صدّ هجوم حملات قاسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتظمت بوسم «Hashtag» #إيقاف_ذا_كويــن_مـــطلب_شعبــــي، الذي تصدّر قائمة الوسوم الأكثر تفاعلاً في دول عربية، على رأسها السعودية والإمارات. وطالبت الحملات بوقف البرنامج، بسبب «الطريقة الفوقية التي تعاملت فيها أحلام مع المشتركين» الذين تعرّضوا «للإهانة والذل»، حتى أن بعض التعليقات شبّه البرنامج بتصوير حقيقي للـ «عبودية». ومن أبرز الرسائل المنتقدة التي تم تداولها، تدوينة للمستخدم شامس سعيد بن علي الشامسي تحت عنوان «يا ليتني لم أسمع ولم أر»، تساءلت: «كيف لامرأة خليجية تعايشت بين الإمارات وقطر أن يصل بها الكبرياء والغرور الى درجة أنها تريد من المتقدمين أن يقنعوها بأن لديهم أهلية صداقتها؟».

وأظهرت الحلقة الأولى للبرنامج الذي قدّمته قناة العرض على أنه «أول ظهور تلفزيوني مبهر للنجمة الإماراتية أحلام في أضخم برنامج لتلفزيون الواقع»، كماً كبيراً من «تعجرف الديكتاتور» الذي يقارب الساديّة وليس «حلم الملوك»، أكّدته العناصر المشهدية إلى جانب الحوارات واختبارات المشتركين الذين لم يتضمنوا للمفارقة أي منافس إماراتي. وصل المشتركون إلى قاعة الانتظار حيث مكثوا من دون أي تفاصيل سوى «إرضاء الملكة»، قبل أن يتم استدعاؤهم «إلى التحقيق»، بإشارة من إصبع مرافق «الملكة» الشخصي، «يوغا» المارد «المرعب».

في غرفة التحقيق، يُجرد المشتركون من نظرهم بوضع قماشة على أعينهم، تجلس «الملكة» على عرشها لتشاهد معاونها «إدمون» مستجوباً وصارخاً في وجه ضحاياه، بينما تطلق أحلام ضحكات صامتة وقبلات في الهواء تسخر من جهل المشترك بوجودها، وتصاحبها بنظرات رضا كلما «اعترف» المنافس بخضوعه لها أكثر واستعداده لـ «الخيانة وترك العمل وتقديم الكلية وفعل كل شيء من أجلها».

تعليقات كثيرة شبّهت مساعد أحلام بـ «إيغور»، اليد اليمنى لشخصية «دراكولا» الخرافية، كما تساءلت عن توافق قول أحلام في المقدمة إنها تحمل «شموخ كل امرأة عربية» بما يخضع مشتركو البرنامج إليه، في المقدمة أيضاً تطرق أحلام بإصبعها وتشير بسبابتها قائلةً: «أخرج برا».

وخرجت أحلام عن صمتها سريعاً إزاء إعلان وقف البرنامج، معبّرة في رد فعلها الأول عن رفضها التخلّي عن التاج، فغرّدت صورتها واضعة غطاء الرأس الإماراتي التقليدي، معلّقةً باسمها أحلام إلى جانب صورتين: «الملكة» و «التاج». وتابعت بموقف ثان ناشرةً مقولة للعالم المسلم إبن القيّم الجوزية، تضمنت أن «الله أكثر حرصاً على مصلحة العبد من العبد نفسه»، في إشارة منها إلى أن وقف البرنامج جاء لمصلحتها. ومن اللافت أن صخب تهنئة الفنّانين العرب لأحلام ببرنامجها، تحوّل إلى صمت كامل حيال وقفه، إذ لم يسجّل أي زميل موقفاً أو مواساة، في حين وقف «الحلوميّون» إلى جانب نجمتهم عبر وسم «ذا_كوين» و «كلنا_أحلام».

ويطرح وقف برنامج «الملكة» أسئلة حول جدّية الرقابة الذاتية والمسبقة للبرامج في المؤسسات الإعلامية العربية، وحول الحدود التي يتم الذهاب إليها كثيراً «بلا مسؤولية»، عسى أن يستطيع المشاهد (الحقيقي وليس الوهمي) التمكن من أن يصبح شريكاً دائماً في عملية صنع القرار بفضل «الميديا الجديد». وعلى رغم توجيه اللوم كلّه الى أحلام، والشكر كلّه إلى القناة العارضة، علماً أن الشراكة والمسؤولية واقع ثابت، يُحسب لتلفزيون دبي «تنفيذ مطلب الجمهور». وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن الأمر لا يعدّ سابقة في القنوات الخليجية بعدما أوقفت قناة «الرأي» برنامج «ديو حليمة» للسبب عينه، بينما يستمر عرض برامج أخرى عبر شاشات العالم العربي بلا اعتبار لرأي الجمهور. «بلا تشفير» من تقديم تمّام بليق على قناة «الجديد» اللبنانية مثالاً، وقد تظهر نتيجة المقارنة ظلماً بحق أحلام التي وحدها خضعت للمحاسبة من بين كثر يستحقونها.

الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى