الأخبار

«قنديل».. رئيس وزراء السنافر

 

2ndel

 

جاء اختياره أول رئيس لوزراء مصر فى عهد الدكتور محمد مرسى صادماً للجميع، الأعين كلها كانت تترقب ذلك الذى سيدير مشروع النهضة الإخوانى، فيما كان الشارع السياسى ينتظر إطلالة تلك الشخصية التى سيعول عليها «رئيس ما بعد الثورة» فى تشكيل حكومته، وكانت الصدمة الأولى، واختار مرسى وزير الرى، هشام قنديل، رئيساً للحكومة.

تخرج «قنديل» فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة سنة 1984، ثم نال الدكتوراه والتحق للعمل بالمركز القومى لبحوث المياه، ومُنح وسام الجمهورية من الطبقة الثانية فى عام 1995. إلا أن أعلى مناصبه الإدارية قبل منحه حقيبة الرى هى توليه منصب مدير مكتب وزير الرى، ليتم تحميله حقيبة الوزارة فى عهد عصام شرف، ومنها إلى ترؤس الحكومة.

مفاجآته لا تنتهى، عندما اشتعلت أزمة الكهرباء بسبب كثافة الأحمال، اقترح «قنديل» حلاً عبقرياً على المواطنين، ناصحاً إياهم بارتداء الملابس القطنية والبقاء فى غرفة واحدة، ثم ما لبث أن انتقل إلى الحديث عن أثداء السيدات الملوثة التى تصيب أطفالهن بالعديد من الأمراض، ثم غاب رئيس الوزراء تماماً عن المشهد فى أزمة السولار التى لم تزل مستمرة حتى الآن، وبالمثل كان أداء رئيس الحكومة فى أزمة تعرية المواطن المتظاهر أمام قصر الرئاسة، وضرب الفتاة والاعتداء على الصحفيين أمام مقر الإخوان، وتواصل أداء «قنديل» فى أحداث الخصوص وتوابعها فى الكاتدرائية.

عندما شعر «قنديل» بأن المواطنين لا يدركون حجم إنجازاته، تفتق ذهنه عن فكرة، مبادرة «اسأل رئيس الوزراء» ليتلقى استفسارات البسطاء على «يوتيوب» ويجيب عنها بالمثل، لم يدرك أن مواطنيه لم يرتقوا إلى مستواه العلمى الرفيع.

فى إحدى المرات فلتت تغريدة من رئيس الوزراء على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» تفيد بأن «قنديل» نجح فى اجتياز إحدى مصاعب لعبة «السنافر» احتفى به النشطاء وبنجاحه وأطلقوا عليه «رئيس وزراء السنافر».

ومن كينيا صرح «قنديل» بتكليفه عدداً من الفقهاء الدستوريين لوضع صيغة تعديلات لبعض نصوص الدستور «المغضوب عليه»، ومنذ ثلاثة أيام حمل «قنديل» حقيبته متوجهاً إلى قطر «معتذراً» عن أوبريت «قطرى الأعظم» الذى قدمه الإعلامى الساخر باسم يوسف فى برنامجه «البرنامج»، ليعود مكللاً بانتصار قدره 3 مليارات دولار قيمة شراء سندات حكومية.

وبينما ينشغل رئيس الوزراء برحلات خارج البلاد هنا وهناك، تخرج فجأة أنباء عن تشكيل جديد للحكومة، وعن مشاورات مع الدكتور كمال الجنزورى، أحد أهم رجال مبارك، ليتولى تشكيلها، فيما تترد أنباء أخرى عن تعديل وزارى محدود، لكن كلمة مرسى التى ألقاها أمس بمناسبة عيد العلم، وحضرها «الجنزورى» و«قنديل» تترك الباب مفتوحاً للتكهن بمصير «قنديل».

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى