الأخبار

6 ملكات حكمن مصر وأغفلهن التاريخ

 

123

 

عندما نسمع جملة “ملكة فرعونية”، فإن الملكة “كليوباترا” هى أول من يخطر فى أذهاننا، كونها من أشهر من حكموا مصر القديمة، فضلا عن أن قصة حبها لـ”مارك أنطونيو” من أشهر قصص الحب فى التاريخ؛ لكن “كليوباترا” لم تكن سوى نموذجا بسيطا لملكات حكمن مصر القديمة لثلاثة آلاف عاما، وربما فاقوها ذكاءا وشهدت مصر خلال فترة حكمهم تقدما وازدهارا فى شتى المجالات.

والجدير بالذكر أن الفراعنة كانوا يقدرون دور المرأة فى المجتمع إلى حد كبير، والدليل على ذلك أن أغلب النقوش الأثرية تصور “الرجل” و”المرأة” يعملان جنبا إلى جنب فى شتى مجالات الحياة؛ ولذلك السبب قال المؤرخ اليونانى الشهير “هيرودوت” خلال زيارته لمصر عام 450 قبل الميلاد، إن المصريين عكسوا الممارسات العادية للجنس البشرى؛ فكان المصريون القدماء يؤمنون بالمساواة بين الرجل والمرأة ومشاركة المرأة فى كافة المجالات.

وبالرغم من أن اللقب الشائع للمرأة منذ ثلاثة آلاف عام كان “سيدة المنزل”، إلا إن كانت المرأة تعمل أيضا طبيبة ونائبة للملك وقاضية ووزيرة وغيرها من الوظائف؛ وكذلك وصلت العديد من النساء إلى حكم مصر، فكان بعضهن يحكم البلاد بالنيابة عن أبنائهن الذين لم يبلغوا سن الرشد، أو كان حكم مصر هو حقهن الشرعى الذى توارثوه عن أبائهن.

وبالرغم من أن أغلب الأدلة التاريخية تشير إلى أن عدد الملكات أو الفراعنة اللاتى حكمن مصر القديمة يصل إلى نحو 7 على الأقل، أشهرهم “حتشبسوت” و”نفرتيتى” و”كليوباترا”، إلا إن التاريخ غالبا ما يتجاهل الكثير من الملكات اللاتى حكمن مصر، ولا يأتى على ذكرهن إلا قليلا ويقلل من شأنهن، فضلا عن أن تواريخ ميلاد ووفاة الكثير منهن غير محددة.

وسنتناول فى التقرير التالى الذى نشره موقع History Extra أشهر السيدات اللاتى حكمن مصر القديمة وغالبا ما يغفل التاريخ ذكرهن.

1. الملكة “مريت نيت”:
هى أول امرأة تصل إلى حكم مصر، ويعود حكمها إلى عام 2970 قبل الميلاد، وتنتمي إلى الأسرة الفرعونية الأولى؛ وتم اكتشاف مقبرتها عام 1900 ميلاديا فى “أبيدوس”، ويعتبرها علماء الآثار مفتاحا للكثير من الأسرار عن حكم الفراعنة فى عصر الأسرات.

2. الملكة “خنت كاوس” الأولى:
لقبت بعدة ألقاب من أبرزها “أم ملوك مصر العليا والسفلى” و”ملكة مصر العليا والسفلى”.

وهى ابنة الملك “منقرع”، وزوجة الملك “شبسس كاف”، الذى حكم مصر بين عامى 2510 إلى 2502 قبل الميلاد؛ كما أنجبت إثنين من ملوك الفراعنة؛ وتشير بعض الأدلة التاريخية إلى أنها حكمت مصر بمفردها فى نهاية الأسرة الرابعة.

والجدير بالذكر أن مقبرتها، التى تقع بالقرب من أهرامات الجيزة، تحمل بداخلها الكثير من الأسرار عن مصر الفرعونية، ويعتبرها علماء الآثار “الهرم الرابع”، وكانت “خنت كاوس الأولى” من أوائل الملكات اللاتى قمن بتشييد مقبرة عظيمة بقيت لألفى عام.

3. الملكة “سبك نفرو”:
بالرغم من وجود العديد من الأدلة التاريخية التى تشير إلى وصول عدد من النساء فى مصر القديمة إلى الحكم خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد، إلا أن “سبك نفرو” هى أول فرعونة يعترف بها عالميا.

وهى ابنة الملك “امنمحات الثالث”، وتولت حكم مصر بعد وفاته عام 1789 قبل الميلاد، واستمر حكمها نحو أربع سنوات؛ وهى أول حاكمة يتم تسميتها تيمنا بالإله “سوبك”، رمز القوة لحاكم مصر، والذى كان يأخذ شكل إنسان برأس تمساح، أو تمساح كامل، وكان المصريون القدماء ينظرون إليه على أنه رمز للبعث والخصوبة وأنه الإله الذى خلق النيل.

وقامت “سبك نفرو” بإنشاء العديد من المعابد فى مدينة “هيراكونوبوليس” و”تل الضبعة”، كما قامت باستكمال بناء هرم والدها فى منطقة “هوارة”، وقامت بإنشاء هرم خاص بها بالقرب من “دهشور”، وغالبا ما يتم ذكرها فى التاريخ الحديث على أنها آخر ملوك الأسرة الثانية عشر.

4. الملكة “حتشبسوت”:
حكمت مصر ما بين عامى 1479 إلى 1458 قبل الميلاد، وكانت دائما تلبس ملابس الرجال، وربما السبب فى ذلك يرجع إلى أن الملكات اللاتى سبقناها كن دائما يتعرضن للتجاهل وكان يتم التقليل من دورهن.

5. الملكة “تاوسرت”:
حكمت مصر فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد، وهى أخر فراعنة الأسرة التاسعة عشر؛ وآخر امرأة تحكم مصر لألف عام. وكان من بين الألقاب التى حصلت عليها “ابنة رع”.

6. الملكة “أرسينوي الثانية”:
حملت لقب “ملكة مقدونيا” وأيضا “ملكة مصر العليا والسفلى”. ولدت عام 316 قبل الميلاد، وتوفيت عام 268 قبل الميلاد.

وتزوجت اثنين من ملوك “مقدونيا”، ثم عادت إلى موطنها الأصلى مصر، وعاشت فى بلاط أخيها الملك “بطليموس الثانى”، ثم تزوجته لتصبح ملكة للمرة الثالثة،، وكانت “أرسينوى الثانية” شريكة زوجها فى الحكم، فكانت أول امرأة مقدونية تحكم مصر.

وتشير دراسة حديثة إلى أنها حكمت مصر بمفردها خلال فترة من الزمان؛ وسارت على نهج ملكات الفراعنة مثل “حتشبسوت” و”نفرتيتى”، فحملت نفس الألقاب التى كن يحملهن مثل “ابنة رع” و”ملكة مصر العليا والسفلى”، كما حرصت على ارتداء نفس الملابس التى قمن بارتدائها.

وكانت “أرسينوى الثانية” و”بطليموس الثانى” أول من يقيم علاقات رسمية مع الإمبراطورية الرومانية من خلفاء “الأسكندر الأكبر”، وكان ذلك عام 273 قبل الميلاد.

وحققت “أرسينوى الثانية” العديد من الإنجازات فى السياسة والحرب والعلم والثقافة، وكانت تلك الإنجازات مصدرا لإلهام الكثير من الملكات اللاتى حكمن بعدها، وكانت أخرهن وأشهرهن الملكة “كليوباترا”.

 

الملكة كليوباترا

مقبرة خنت كاوس

الملكة نفرتيتى

أرسينوى الثانية
صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى