الأخبار

السيسى يلتقى رؤوساء التحرير

150

اِستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم وفداً من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية فى عدد من الدول الإفريقية، وذلك بحضور رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وأمين عام الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بالصحفيين الأفارقة معرباً عن التقدير والمودة اللذين تكنهما مصر لكافة شعوب دول القارة. وأوضح الرئيس أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية فى خطاب التنصيب على تأكيد توجه مصر بالانفتاح نحو إفريقيا وتحقيق نهوض شامل فى كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة، وعودتها إلى مستويات أفضل مما كانت عليه، كما أكد على ضرورة العمل معاً من أجل تحقيق طموحات وآمال الشعوب الإفريقية ولكى تتبوأ إفريقيا مكانتها المستحقة على الساحة العالمية. وأشار الرئيس إلى أن زيارة رؤساء التحرير الأفارقة إلى مصر تتزامن مع حدث تاريخى ليس لمصر فقط ولكن للقارة الافريقية بأكملها، وهو افتتاح قناة السويس الجديدة التى أكدت الثقة فى قدرات الشعب المصرى وكذا قدرة القارة الإفريقية على التنمية، كما أكد الرئيس أن القناة الجديدة تتكامل مع الجهود الإفريقية المبذولة لتعزيز حركة النقل فى القارة ومنها مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط عبر نهر النيل. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس استعرض كذلك مختلف أوجه التعاون بين مصر وأشقائها الأفارقة، مشيراً إلى أن هذا التعاون لا يقتصر على مجالات الدعم التقليدى فقط، بل يتعداها إلى شراكات جديدة منها قيام مستشفى سرطان الأطفال بتدريب 600 طبيب وفنى وممرض من دول حوض النيل على مدار ثلاث سنوات على نفقة المستشفى، بالإضافة إلى علاج عدد من أطفال تلك الدول بالمجان، علاوةً على جهود إنشاء آلية معلوماتية للتعامل مع وباء الإيبولا لسد الفجوة المعلوماتية فى هذا الصدد. وأشار الرئيس إلى أهمية تفعيل وتعظيم الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة بين الدول الإفريقية، وفى مقدمتها الاتفاقية التى تم توقيعها مؤخراً فى شرم الشيخ لإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين دول التكتلات الاقتصادية الثلاث (الكوميسا – السادك – تجمع شرق إفريقيا)، بما يعود بالنفع على الدول والشعوب الإفريقية. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد على أهمية تكاتف الجهود الدولية والافريقية من أجل مكافحة الإرهاب والحيلولة دون تمدده إلى مختلف المناطق، منوهاً إلى أهمية أن تأتى مكافحة الإرهاب شاملة ولا تقتصر على الجوانب الأمنية ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادى والاجتماعى، فضلاً عن الأبعاد الثقافية والفكرية، وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من أفكار مغلوطة تجافى صحيح الدين. وفى ضوء تولى الرئيس رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المعنية بتغير المناخ، فقد أكد على أهمية التنسيق الجيد بين الدول الافريقية فى مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ الذى سيعقد بباريس فى ديسمبر المقبل، بما يساهم فى نجاح المؤتمر من جهة، وفى تحقيق أهداف الدول الافريقية الخاصة بالطاقة المتجددة ومكافحة التصحر من جهة أخرى. وبالحديث عن حرية الإعلام، أكد الرئيس أن الدولة المصرية تحترم وتُقدر دور الإعلام وتتيح له العمل بدون أى قيود، مشيداً بالإعلام المصرى وما أبداه من مصداقية ووطنية ودور إيجابى خلال تغطية العديد من الموضوعات. وأوضح الرئيس أنه لا يوجد صحفى محبوس فى قضايا تتعلق بالنشر أو حرية الرأى، وأنه لم يكن يرغب فى أن يُحال أى صحفى إلى القضاء ويمكن أن يُكتفى بترحيله إلى خارج البلاد، إلا أن هذه القضايا كانت منظورة بالفعل أمام المحاكم المصرية قبل توليه للسلطة، ومن ثم لم يكن ممكناً أن يتم التدخل فى عمل القضاء، الذى تحرص مصر على احترام استقلاليته المكفولة بموجب الدستور، ولفت الرئيس إلى أنه تمت معالجة بعض هذه القضايا بموجب الصلاحيات التى يكفلها الدستور لرئيس الجمهورية وفى حدود ما يسمح به القانون. ورداً على استفسارات بعض الصحفيين، أوضح الرئيس أن قناة السويس الجديدة ستساهم فى إثراء حركة الملاحة الدولية وتيسيرها، لاسيما مع التطور فى صناعة السفن والناقلات البحرية العملاقة التى تتطلب أعماقاً كبيرة للمجارى الملاحية، فضلاً عما ستوفره من وقت انتظار عبور السفن والذى كان ينعكس فى ارتفاع تكلفة النقل ومن ثم البضائع. وأضاف الرئيس أن منطقة القناة ستشهد مشروعاً وطنياً للتنمية سيشمل مناطق صناعية وخدمات لوجستية، وقد تم بالفعل اتخاذ أولى خطواته من خلال تدشين مشروع تنمية منطقة شرق بورسعيد. وعلى الصعيد الحقوقى، أكد الرئيس أن مصر تحترم حقوق الانسان جنباً إلى جنب مع حماية حقوق المواطنين من أية محاولات للاعتداء عليهم أو المساس بأمنهم واستقرارهم، أخذاً فى الاعتبار أن مصر دولة يناهز تعداد سكانها تسعين مليوناً لديهم حقوق اقتصادية واجتماعية فى مجالات حيوية مثل التعليم والصحة وغيرها ينبغى توفير المناخ المناسب لإقرارها، ومن ثم فإن الدولة تسعى جاهدة لتحقيق التوازن بين إقرار الحقوق والحريات وبين إرساء دعائم الأمن والاستقرار. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد على أهمية دور الأزهر الشريف وبعثاته فى الدول الافريقية، منوهاً إلى حرص مصر على تلبية احتياجات أشقائها الأفارقة من الأئمة والوعاظ والمعلمين، وذلك لنشر القيم الإسلامية الصحيحة السمحة. وفى ختام اللقاء، طلب الرئيس من رؤساء التحرير الأفارقة نقل تحياته إلى أبناء شعوبهم، مؤكداً حرص مصر على تعزيز أواصر التعاون معهم فى كافة المجالات والترحيب بهم فى بلدهم الثانى مصر.
اليوم السابع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى