الأخبار

الاختطاف.. وسيلة الإخوان الجديدة لتأديب المعارضين

download (4)

 

الاختطاف بدأ بعد وصول مرسى للرئاسة بشهـــــــــــــــــر..و255 تم اختطافهم فى يومين

 

عادت ممارسات الدولة البوليسية من اختطاف وتعذيب وسحل حتى الموت، منذ أن تولى محمد مرسى وجماعته وعشيرته الحكم، وتحديدا، بدءا من شهر رمضان الماضى، حيث عاد زوار الفجر وخطفوا مسعفا ميدانيا يدعى أنس العسال من منزله وقاموا بضربه وسحله واحتجازه لمدة أربعة أيام، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد إصابته بشكل خطير، ثم وقعت حادثة اختطاف الناشطة درية محمود من ميدان التحرير من قبل مجهولين كانوا يستقلون سيارة ملاكى، حيث قاموا باحتجازها بزنزانة وتعذيبها فى محاولة منهم لإرهاب الثوار والنشطاء السياسيين، فضلا عن استهداف زوار الفجر أصدقاء الشهيد «جيكا» الذى سقط فى ذكرى أحداث محمد محمود منذ الليلة الأولى لاحتجازه بالمستشفى.

 

مسلسل الاختطاف تفاقم فى الذكرى الثانية لثورة يناير، ابتداء من ليلة 24 يناير حتى 2 فبراير، حيث بدأت قوات الأمن حملة اعتقالات عشوائية وخطف للمواطنين من محيط ميدان التحرير، ردا على التحركات الاحتجاجية فى الميدان والشوارع المحيطة به، حتى وصلت حصيلة المختطفين والمعتقلين خلال أسبوعين فقط إلى 255 معتقلا بينهم 70 طفلا و30 مفقودا تم اختطافهم من ميادين المحافظات يومى 29 و30 يناير.

 

فى فجر 3 فبراير، بدأ المفقودون يظهرون مجددا، حيث عاد خمسة من المختطفين لمنازلهم دون عرضهم على النيابة، وتبين أنه تم اختطافهم من أمام محطة المترو واحتجازهم دون وجه حق لمدة أربعة أيام، ثلاثة من النشطاء تم احتجازهم بمعسكر طرة، والرابع بمعسكر الأمن المركزى بالجبل الأحمر، والأخير لا يعلم مكان احتجازه، ثم ظهر 8 مختطفون آخرون من قبل الداخلية مساء نفس اليوم بنيابة قصر النيل بمحكمة عابدين بعد اختفائهم لمدة 5 أيام دون وجه حق ودون تقديمهم إلى جهات التحقيق، حيث تم احتجازهم بمعسكر طرة للأمن المركزى ثم نقلوا إلى سجن طرة المزرعة، قبل أن تقرر النيابة الإفراج عنهم بعد ثبوت بطلان إجراءات احتجازهم برقم المحضر 913 جنح قصر النيل.

 

الناشطة الحقوقية نازلى حسين، قالت لـ«الدستور الأصلي» إن هناك اثنين من ضمن المختطفين منذ 29 يناير الماضى عرضوا على النيابة بمحكمة عابدين مساء يوم 2 فبراير، وسجل فى المحضر أنه تم القبض عليهما يوم 1 فبراير، أى بعد مرور 3 أيام من اختطافهما فعليا، وتم تحرير محضر ضدهما حمل رقم 850 جنح قصر النيل، قبل أن يعثر النشطاء على أسماء 8 مفقودين ضمن مجموعة الـ19 المختفية فى قسم قصر النيل، حيث انتقلت النيابة للتحقيق معهم فى معسكر السلام وأمرت بحسبهم 4 أيام ثم جددت لهم الحبس 15 يوما، دون أن يتم إعلان ذويهم.

 

أحد المختطفين: مررت من جانب القصر الجمهورى.. فتم اختطافى وتعذيبى وسحلى.. وعينى راحت

 

الموت سحلا أو برصاصة فى الصدر، هو المصير الذى قد يلقاه كل من يسير فى الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية هذه الأيام، حسبما أكد مصطفى محمد كامل البالغ من العمر 15 عاما، والمصاب بخرطوش بالعين وشرخ تحت قاع العين وورم بالعين وكسر بالأنف، نتيجة التعذيب والسحل على أيدى شرطة مرسى.

 

مصطفى يروى قصته لـ«الدستور الأصلي» فيقول «أنا أسكن بالقرب من شارع الميرغنى، وكنت أسير بمفردى فى تمام الساعة التاسعة مساء بعد ليلة واحدة من سحل (حمادة)، ففوجئت بخمسة عساكر يطلقون الخرطوش علىّ فى عينى، فسقطت على الأرض قبل أن يهجموا علىّ ومعهم آخرون بملابس مدنية بينهم ضباط وقاموا جميعا بضربى بالعصيان والبيادات وسحلونى».

 

مصطفى يضيف حزينا «كنت فى عداد الأموات وأنا أردد الشهادتين بعدما تذكرت الشهداء الذين فارقوا الحياة بسبب طلق الخرطوش، كان الدم ينزف من كل مكان بجسدى والعساكر يرفضون التوقف عن ضربى وسحلى، بخلاف الشتائم التى انهالت علىّ بكل الألفاظ البذيئة»، متابعا أن العساكر أوقفوا سحله وجرجروه حتى سيارة الترحيلات إلى أن نقلوه إلى أحد أقسام الشرطة، وهناك قابله ضابط شرطة فوجده غارقا فى دمائه، فقال للجنود «سيبوه يمشى قدامكو وأطلقوا عليه النار، إحنا مش محتاجين منه حاجة بعدما اتفرم ضرب».

 

ضحية مرسى، قال إن الجنود ساعدوه داخل القسم على غسل وجهه ورأسه من الدماء، قبل أن يطلب منه الضابط الإمضاء على ورقة لم يستطع مصطفى قراءتها أو حتى التوقيع عليها نظرا إلى الخرطوش الذى أصاب عينه فأفقده البصر جزئيا، فقام الجنود بوضع حبر على أصابعه ودفعوه للبصم على الورقة، ثم أخذوه إلى سيارة الترحيلات التى وجد مصطفى بداخلها اثنين آخرين من زملاء العذاب ممن تم إلقاء القبض عليهم عشوائيا أيضا، قبل أن يتراجع الضابط عندما وجد أن النزيف فى رأس مصطفى لم يتوقف، ويقرر نقله إلى مستشفى الدمرداش فى سيارة إسعاف.

 

مستشفى الدمرداش استقبل مصطفى فى تمام الساعة الثالثة فجرا من سيارة الإسعاف التى أكدت أنه أصيب خلال الأحداث ولم تذكر أى شىء عن نقله من أمام قسم الشرطة بأمر من أحد الضباط، وفى المستشفى، تعاطفت إحدى الطبيبات مع مصطفى بعدما رأت آثار التعذيب الشديد على جسده، فقامت بإسعافه وتضميد جراحه تمهيدا لإجراء عملية له فى العين لاستخراج بلى الخرطوش، بينما رفض المستشفى إجراء أى عمليات لمصطفى قبل التوصل إلى أهله كونه لا يحمل أى إثبات شخصية بعدما قام جنود الأمن المركزى بسرقة كل متعلقاته.

 

الداخلية تداهم منازل أصدقاء جيكا بعد إصابته القاتلة

 

اختطاف محمد علاء بسبب هتاف «يسقط حكم المرشد» داخل المستشفى

 

«قالوا على جيكا بلطجى.. وهو بطل ثورجى»، «يسقط يسقط حكم المرشد»، ترددت هذه الهتافات بقوة أمام غرفة العناية المركزة بمستشفى قصر العينى منذ ثلاثة أشهر، حينما كان جابر صلاح الشهير بـ«جيكا» يرقد داخلها وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعدما تم اغتياله فى ذكرى أحداث محمد محمود، حيث وقف أصدقاء جيكا أمام العناية المركزة بعدما علموا بفقدان الأمل فى إفاقة صديقهم من الغيبوبة بعد إصابته برصاص الغدر فى رأسه وبطنه، مرددين هذه الهتافات، التى كانت سببا فى اختطافهم من داخل منازلهم، حيث قام زوار الفجر باقتحام منازل كل من محمد علاء وحاتم أحمد وأحمد جمال وأحمد السيد وخالد صبحى، إلا أنهم لم يعثروا على أى من هؤلاء النشطاء كونهم مرابطين أمام غرفة العناية المركزة للاطمئنان على جيكا.

 

محمد علاء، أحد أصدقاء الشهيد، قرر الرجوع إلى منزله قبل الفجر بساعات قليلة فى أول ليلة وصل فيها جيكا إلى المستشفى، ليفاجأ بإلقاء القبض عليه من قبل مدنيين، حيث أضاف لـ«الدستور الأصلي» قائلا «ليلة إصابة جيكا فوجئت بكمين تحت منزلى من قبل رجال بزى مدنى وتم القبض علىّ واحتجازى داخل زنزانة وضربى وتعذيبى والتحقيق معى أكثر من مرة»، مؤكدا أن الأسئلة التى وجهت إليه كانت كالآتى: «تعرف مين من قيادات الأولتراس؟ مين اللى بينزلك؟ إيه اللى تعرفه عن جيكا؟»، مشيرا إلى أنه بعد مرور يومين من التعذيب لدفعه للإجابة عن هذه الأسئلة، تم الإفراج عنه، وبعد مرور يومين على خروج محمد علاء، استشهد جيكا.

 

وحتى الناشط الحقوقى نديم أمين نديم، فوجئ يوم استشهاد جيكا بافتعال مشاجرات بميدان التحرير وإدخاله طرفا فيها وملاحقته واختطافه وضربه، حسبما أكد نديم، الذى أضاف لـ«الدستور الأصلي» قائلا «تم اختطافى منذ بدء افتعال مشاجرة فى الميدان ما بين أمن الميدان والبائعين.. حيث مشيت تجاه المتحف ووقفت فى شارع جانبى.. الطوب كان طاير فى كل حتة والمولوتوف، إلى أن وصلت إلى سور المتحف وبدأت سماع صوت طلقات النار، فانفجر الموقف حينما حاول رجل استفزازى وإلقاء اللوم على كل المتظاهرين بالميدان ووصفهم بالبلطجية، وقلت له: إيه اللى مفجر الخناقة مخبرين من الداخلية! وفوجئت بمشاجرة معى، وبعد 5 دقائق كان الموضوع اتصعد وسألنى أحدهم: إنت مصرى؟ شكلك مش مصرى؟ ورينا بطاقتك! ومسكوا فى هدومى من رقبتى.. واحد شال طوبة وجه جرى عليا لولا أن شبابا منعوه.. حاولت الابتعاد عنهم لشارع جانبى وركبت أول تاكسى لقيته.. سألت السواق رايح فين قالى الجيزة.. كنا على الكوبرى ساعتها.. أنا عينى فى المراية الجانبية.. كل 3 دقايق بحفظ شكل كل العربيات اللى ورايا.. وبعد 3 دقايق أرجع أعيد وأشوف إيه من العربيات مكمل.. من عند مديرية أمن الجيزة خدت بالى من العربية «الكيا» السوداء.. فضلت مستمرة معانا.. نزلنى التاكسى عند سور جامعة القاهرة.. فوجئت بسيارة جيب كحلى بتقف وواحد بيزقنى والتانى بيستقبلنى من جوه.. اتسحبت لأرضية العربية واترميت وأصبت بجرح فى شفتى ورأسى.. حاولت المقاومة بشدة بس كانوا متفوقين جسمانيا.. اتكممت واتربطت إيدى ورجلى ورا ظهرى بكوفيات وعينيا اتغمت.. وشغلوا موسيقى عالية عشان تغطى على أى صوت عالى بالداخل».

الدستور الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى