أخبار مصر

“سامح شكري” من نقرة لحفرة..

 

 

 

“لا يلدغ دبلوماسي من جحر مرتين” مقولة لم تجد صدي لدي وزير الخارجية الحالي سامح شكري، والذي لا يلبث أن يخرج من نقرة حتي يقع في دحديرة، سواء عن طريق تصريحاته أو أفعاله، المثيرة للجدل والتساؤل في آن واحد، خصوصًا فيما يتعلق بدولة الكيان الصهيوني إسرائيل.

تمثلت أولي سقطات “شكري” الدبلوماسية ما حدث خلال زيارته إلي إسرائيل في أعقاب دعوة السلام الدافىء، التي أطلقها الرئيس السيسي خلال افتتاحه لبعض المشروعات بمحافظة أسيوط.

الزيارة التي جاءت تحت عنوان الجهود المصرية لتنشيط عملية السلام، آثارت قدرًا عاليًا من الجدل، خاصة وأنها جاءت بعد أيام قلائل من زيارة لنتياهو لعدد من دول حوض النيل وعلي رأسها أثيوبيا، معلنًا عزم دولته زيادة استثمارتها هناك.

لكن أكثر ما فتح نيران الهجوم علي ” شكري”، تمثلت في المشاهد الحميمية، التي جمعت بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنايمين نتياهو، بعدما أظهرت الصور الاثنين وهما يشاهدان أحد مبارايات بطولة أوروبا بطريقة الرفقاء لا الفرقاء.

وقد قوبلت الصورة باستهجان شديد دفعت بعض المراقبين للتعليق بالقول بأن جواز سامح شكري من نتياهو باطل.

وقد توالت سقطات وزير الدبلوماسية بشكل يوحي بأنه لم يستوعب الدرس، بعدما عاد من جديد لإثارة حالة من الصخب، حدثت خلال إستقباله لأوائل طلبة الثانوية العامة، ففي تعقيبه علي سؤال أحد الطلاب بخصوص الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، رأي سامح شكري أن ما يحدث ليس إرهابًا، في ظل عدم وجود توافق دولي علي تعريف مصطلح الإرهاب.

وقد أحدثت إجابة “شكري” السابقة صدي مدوي، بعدما اعتبر كثيرين، أنها بمثابة سبة في تاريخ شكري، وكونها إجابة فريدة من نوعها، لم تحدث حتي إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي كان يُوصف بكونه أعظم كنز استراتيجي لإسرائيل.

شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي قضي نحبه، تاركًا خلفه بحر من الدماء العربية يلعنه في قبره، تعامل معه شكري بمنطق “الصديق الوفي”، بعدما بادر بالذهاب لحضور جنازته رغم وجود حالة من السخط الشعبي المتصاعد الرافض للزيارة.

“شكري” الذي بدي عليه التأثر جليًا برحيل “بيريز”، بعدما أظهرت العدسات وجه وهو مسودًا كظيما يتواري من سوء ما بُشر به، وكانه فقد عزيز عليه، وليس مجرم حرب بكل ما تحمله الكلمة من معني.

فلا يمكن اعتبار إسرائيل هي الإخفاق الوحيد في سيرته الذاتية، فقضية سد النهضة واحدة من القضايا التي تترنح تحت أيدي معالي الوزير، بعد تصريحاته بخصوص بناء السد، والذي أكد فيها أن بناء السد أصبح أمر واقع وعلي مصر التعامل من تلك النقطة، مؤكدًا أن حصة مصر لن تتأثر بعد بناء السد، وهو ما صنف بكونه بمثابة السقوط الذريع في بئر الفشل، ورسالة إذعان تعطي ضوء أخضر لأديس أبابا لإستكمال بناء السد.

 

 

 

 

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى