الأخبار

ماسح أحذية يغنى ويمثل ويقلد الفنانين

ضحكاته العالية -بسبب وبدون- يسمعها كل من حوله، يضحك رشاد موسى، ماسح الأحذية ويلقى النكات على المارة ويقلد الفنانين ليهون عليهم، مهمته إسعاد من حوله وكأنه مونولوجيست يقدم فقرة فنية على خشبة المسرح. على كرسى صغير بجانب الرصيف، يجلس «رشاد» وحوله زملاؤه من محبى مواهبه، يطلبون منه أن يغنى مقطعاً من أغنية لأم كلثوم، فيستجيب على الفور، ويغنيها بإتقان كأنه تدرب على أدائها، وما إن ينتهى منها حتى يصفقوا له، فيشعر بسعادة وكأنه حقق إنجازاً.

يغنى ويمثل ويلقى النكات ويقلد الفنانين، مواهب متعددة اختزلها الزمن حسب قوله فى صندوق ورنيش يجلس أمامه بالساعات، ولذا يهون على نفسه بممارسة هواياته ويهون على الآخرين بإسعادهم ومساعدتهم على نسيان همومهم: «أهو أى حاجة ننسى بيها الفقر اللى عايشين فيه».

منذ مجيئه سنة 1990، من أسيوط إلى القاهرة، لم يجد «رشاد» ما يزيح عنه هم الغربة والبعد عن أولاده الأربعة، سوى الغناء والضحك: «اللى ما يضحكش يبقى كئيب، وما بيحمدش ربنا، الدنيا يوم فيه ويوم مفيش ومحدش ضامن عمره، يبقى نكشر ليه ونشيل الهم ليه». لا يضايق «رشاد» ضيق الرزق ولا يتعجله: «أنا مبسوط كده والحمد لله، عايش على قدى وفرحان، ولما بتضيق ربنا بيفرجها»، مضيفاً أنه يهون على زملائه الذين يندبون ليل نهار بسبب ضيق المعيشة وارتفاع الأسعار: «مفيش ح قعد جنبى وقام مكشر لازم أضحكه، ولما أفرح حد بحس إن الهم انزاح، والناس عرفتنى كده بالغنا والضحك والمحبة»، لا يتمنى شيئاً سوى أن ينصلح حال أبنائه الأربعة ويقدر على تربيتهم.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى