الأخبار

4 أسباب وراء أكاذيب إسرائيل بتوطين الفلسطينيين في سيناء

يقود الإعلام الإسرائيلي خلال الوقت الحالي حملة شعواء، للتأكيد على اقتراح مصر بتوطين الفلسطينيين بسيناء، مستخدمة فيها كافة الوسائل، والتي حسبما يرى محللون محاولة «فاشلة ويائسة»، للابتعاد عن حل الدولتين، والابتعاد عن أي حل يشمل الدولة الفلسطينية.

المزاعم لا تأتي هكذا دون أسباب، الشائعات ممنهجة، والمكاسب الحقيقية حين يصدق شريحة من الشعب تلك الشائعات، هذا ما أرادته إسرائيل وهي تزعم من خلال صحفها ووزرائها أن هناك خطة لتوطين الفلسطينيين في سيناء وقد وافق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

بداية تلك الأكاذيب كانت منذ عام 2014، عندما زعمت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي وجود عرض من الرئيس عبد الفتاح السيسي، خطة لتوسيع مساحة غزة بخمسة أضعاف بتقديم 1600 كلم مربع من سيناء بغية إقامة دولة فلسطينية، وحاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية الترويّج للأمر وقتها على نطاق واسع.

أيوب القرا

وخلال الأيام القليلة الماضية، كانت التغريدة المثيرة للجدل، عن طريق أيوب القرا، الوزير بدون حقيبة في الحكومة الإسرائيلية، والتي قال فيها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يؤيدان خطة التوطين التي نسبها إلى الرئيس.

مصر تنفي

وحسمت مؤسسة الرئاسة المصرية الأمر من خلال بيان أكدت فيه أن كل ما نشر عن ذلك مجرد أكاذيب، وأن الفكرة غير مطروحة للنقاش أو الموافقة لتثير أسئلة من المستفيد وراء تلك الإشاعات وما هو الغرض منها.

تسويق الأكاذيب

الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشئون الإسرائيلية، يوضح أن الإعلام الإسرائيلي يقود خلال الفترة الماضية حملة لتسويق الأكاذيب المضللة ضد مصر، والتي يتعلق بعضها بأحداث أو مواقف وتوجهات تخص مصر والأردن ودول أخرى.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الأمر ليس مجرد شائعة يتم ترويجها، وإنما رؤية مضللة وملوّنة للإعلام الإسرائيلي تجاه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا، عن طريق الزج باسمه في مشروع وهمي لا أساس له من الصحة على لسان وزير بدون حقيبة في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو أيوب القرة.

وأشار إلى أن الحملة تستهدف الترويج لمشروع وهمي في سيناء، والتأكيد على وجود مشروعات للتوطين، بينما الحكومة الإسرائيلية نفت الأمر رسميًا، لافتًا إلى أن تلك الحملة تستهدف إحراج مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، وإظهارها على أنها تجري اتصالات سرية وغير معلنة، تجاه قضية الصراع العربي الإسرائيلي.

وأوضح أنه لا توجد مشكلة في السرية، لأن الرئيس طرح فكرة المبادرة في القمة الماضية، وبعدها عقدت القمة التي أعلنتها إسرائيل، إذًا فليس لدى مصر ما تخبئه في الموضوع.

نشاط الحملة

على جانب آخر، يوضح الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، أن المخطط الذي يهدف من أجل توطين الفلسطينيين في إسرائيل موجود منذ حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، واستمر حتى جاء الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أنها نشطت خلال الفترة القليلة الماضية عن طريق إطلاق الشائعات، واستغلال وسائل الإعلام في الترويج لها.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إلى أن إسرائيل وجدت الطرق مغلقة أمام ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن أو لبنان أو العراق، ولم تجد بحكم الجغرافيا مدينة أقرب إليها سوى سيناء، موضحًا أن المقترح بتشكيل حلف ناتو، جاء للتخديم على تلك المؤامرة.

وتابع:«أن الترويج لتلك الإشاعات يستهدف ضرب استقرار مصر، عن طريق إيحاء الشعب بوجود مخطط يجري من وراء ظهره، وهي خطة يائسة وفاشلة، موضحًا أن الرئيس جاء من مؤسسة الوطنية، ولا يمكن تصور أن ذلك المخطط تبادر إلى ذهنه.

إثارة الفتنة

على جانب آخر، يرى اللواء طلعت موسى، الخبير العسكري والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن الحملة التي أطلقتها إسرائيل عن طريق تصريح الوزير بدون حقيبة أيوب القرة، تستهدف إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار ومنع أي حل مع الدولة الفلسطينية.

وأضاف الخبير العسكري، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن مصر قدمت الكثير للدولة الفلسطينية عن طريق حرب 1948 وحرب الاستنزاف، وراح من أبنائها 100 ألف شهيد، ولا يمكن لأحد المزايدة على موقفها من القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن إسرائيل تسعى حاليًا إلى خلق حالة من البلبلة، عن طريق التصريحات التي تم تداولها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى