حوادث

«ريا وسكينة تظهر في العجوزة»

 

مشهد سينمائي مر أمام عينيها حينما هددت ابنة زوجها، الطفلة الصغير، بأنها ستخبر والدها بمكالمتها التليفونية مع رجل غريب، وكأنها كانت تستعيد مشهدًا بنظام «الفلاش باك»؛ لأنها شاهدت نفس السيناريو فى الحقيقة من قبل؛ عندما قام زوجها الحالى بتطليق زوجته الأولى؛ بسبب حديثها في الهاتف مع أحد الرجال، فخافت أن تلقى نفس المصير بعد تهديد طفلة زوجها لها بأخبار أبيها عن مكالماتها الهاتفية مع أغراب، فأوعز لها الشيطان بضرورة إسكات صوت الطفلة إلي الأبد على طريقة «ريا وسيكنة» باستخدام “فوطة صفراء”، وبالتالي كانت نهاية الطفلة “شهد” مأساوية.
المتهمة “ضحى . م”، 22 سنة، الملقبة بـ”ريا وسكينة” العجوزة سردت التفاصيل الكاملة لجريمتها أمام نيابة العجوزة، برئاسة المستشار هادي عزب، رئيس النيابة قائلة: “أيوة قتلت شهد كتمت نفسها لحد ما خلصت في أيدي.. البنت كانت فتانة وعلطول تسببلي مشاكل مع باباها”.. 10 أشهر مضت علي زواج المتهمة من “محمد . ص”، سائق، بعد انفصاله عن زوجته الأولى أم طفليه “شهد”، 6 سنوات، وطفل آخر 3 سنوات، واللذين أقاما برفقة جدهما وجدتهما من الأب بمنطقة ميت عقبة ليقيم الأب برفقة عروسه الجديدة بمفردهما في شقة بالعجوزة إلا أن الزيارات بين الأب وطفليه كانت تتكرر مرارا فتارة يتوجه لمنزل الجد لرؤيتهما وتارة يقيم الطفلان برفقته لأيام قليلة.. طوال تلك الأشهر لم تنقطع خلافات الطفلة “شهد” وزوجة أبيها والتي كانت بسبب “الغيرة”.
وأقرت المتهمة أمام النيابة بلا خجل قائلة: “أيوة كنت بغير منها وهي كانت بتغير مني وكنا في مشاكل كتير انا مبخلفش وابوها كان بيحبها وبيلاعبها وده كان بيجنني”.
التحريات والتحقيقات أثبتت تعدي المتهمة بالضرب علي الطفلة عدة مرات إلى أن سمعت الطفلة زوجة أبيها تتحدث في الهاتف إلى أحد الأشخاص فتشاجرت معها وهددتها بإخبار أبيها، وفي هذه اللحظة تذكرت الزوجة ما أخبره به زوجها عن سبب طلاقه لزوجته الأولى، والذي كان أيضا بسبب تحدثها لأحد الأشخاص في الهاتف فتخيلت وصولها إلى ذات المصير.
وواصلت اعترافاتها قائلة: “حاولت مرارا إثناء الطفلة عن تهديدها لأنني اعتدت منها إخبار والدها بكل شيء إلا أنها ومع إصرار الطفلة عزمت زوجة الأب علي وضع حد لهذه التهديدات”.
وفى يوم الجريمة اصطحب الأب زوجته إلى منزل الجد لرؤية طفليه وهناك تجدد الشجار بين الطفلة وزوجة أبيها التي اصطحبتها إلى غرفتها ومع تعالي صوت الطفلة كانت الفوطة الصفراء الأقرب إلي فمها لتكتم صوتها إلي الأبد..
وقامت المتهمة بتعديل وضعية الطفلة وتركتها علي سريرها بعد أن أخبرت من بالمنزل أنها نامت ومع أول خيوط نهار اليوم التالي توجه الجد كعادته لإيقاظ الطفلة ففوجئ بها جثة هامدة، وادّعت زوجة الأب حزنها على وفاة الطفلة.
إلا أن إرادة الله كان لها رأى آخر وكان من المهم فضح زوجة الأب، حيث أثبتت مناظرة النيابة وجود شبهة جنائية؛ مما دفع فريق مباحث العجوزة برئاسة العميد إيهاب شلبي، مفتش مباحث قطاع وسط الجيزة، والمقدم فوزي عامر، رئيس مباحث العجوزة، إلي البحث عن الجاني في حدود الأسرة ومع أول مناقشات زوجة الأب اعترفت بجريمتها، وأكدت التحريات التي أجريت برئاسة اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث التاريخ السيئ بين المتهمة والقتيلة.
وأحال اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة المتهمة إلي النيابة العامة التي أمرت بحبسها بتهمة القتل العمد بعد تسجيل كافة اعترافاتها.
صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى