الأخبار

التعليم وإلغاء الشهادة الابتدائية.. “لف وارجع تاني”

أثارت تصريحات قيادات وزارة التربية والتعليم عن إلغاء شهادة الصف السادس الابتدائي، ردود فعل متباينه بين أوساط المعلمين، وأولياء الأمور، لاسيما وأن هناك قطاعا كبيرا من خبراء التعليم ذهبوا إلى أن إلغائها سيعود بالسلب على العملية التعليمية، بينما يرى آخرون أنه قرار إيجابي يؤدي إلى تقليل النفقات التي تنتج عن امتحانات تلك الشهادة.

“لف وارجع تاني”

الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، أصدر بيانا رسميا يؤكد فيه أنه لا نية مطلقا لإلغاء شهادة الصف السادس، وأن ما يدور فقط هو تكليف رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسي بتشكيل لجنة لدراسة إمكانية عقد امتحانات الصف السادس الابتدائي على مستوى الإدارة التعليمية وليس المديرية.

لم تمر بعدها سوى أيام قليلة ليخرج علينا رئيس القطاع بتصريح جديد يؤكد خلاله أنه لا فائدة من اعتبار الصف السادس الابتدائي شهادة، وأنه سيتم العمل باعتبارها عام نقل عادي، يتم من خلاله نقل الطلاب من الحلقة الأولى إلى الثانية من مرحلة التعليم الأساسي، ولا حاجه لعقد امتحانات له على مستوى المديريات.

الإرهابية

بحسب تصريحات الدكتور رضا حجازي، فإن الوزارة عادت إلى تطبيق قرار الدكتور إبراهيم غنيم، وزير تعليم الإخوان، والذي أصدره بتحويل الصف السادس الابتدائي إلى سنة نقل عادية، وإلغاء مسمى الشهادة؛ لتوفير نفقات كنترولات الشهادة الابتدائية، وهي الإجراءات التي كانت تسعى جماعة الإخوان إلى تطبيقها، إلا أن ثورة 30 يونيو حالت دون تطبيق أي قرارات لحكومة الخوان، وتم الإبقاء على الشهادة الابتدائية كما هي.

إعادة تدوير

طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، أكد أن قرار الوزاة فيما يتعلق بإلغاء الشهادة الابتدائية – من وجهة نظره- واحدا من مشوار إعادة تدوير القرارات السابقة والتي ينتهجها الدكتور طارق شوقي، في فتح ملفات الوزراء السابقين والعمل من خلالها، مشيرا إلى أنه يرى إيجابية إلغاء الصف السادس الابتدائي، كشهادة، واعتبارها عام نقل عادي.

وقال معاون الوزير، إن “غنيم” وضع هذا القرار لأربعة أسباب أولها العودة لصحيح قانون التعليم المصري 139 لسنة 1981 والذي ينص في المادة 18 منه على شهادة التعليم الأساسي ولا يوجد فيه ما يسمى بالشهادة الابتدائية، والثاني أن هذا التغيير يؤدي الى محاصرة الدروس الخصوصية التي تفشت في الصف السادس بوهم أنه شهادة منتهية، ما يؤدي إلى ترشيد الإنفاق بالنسبة للأسرة المصرية.

كما يرشد القرار الإنفاق بالنسبة للوزارة، حيث تتكلف إجراءات هذا الصف “الكنترول، التصحيح، بدل الانتقال” أي أن ملايين الجنيهات ستوجه لموضوع أهم وأولى، وأن القرار يسهم في عودة الطالب إلى المدرسة ومعاجلة نسب الغياب المرتفعة، كما يؤدي الى منع التسرب.

تأهيل نفسي

وعلى الجانب الآخر أعتبر أيمن لطفي رئيس لجنة إعداد قانون التعليم السابق، والخبير التربوي، أن الصف السادس الابتدائي كشهادة يعتبر مرحلة هامة للتأهيل النفسي للطالب، وتدريبه على الشهادة الإعدادية والتي تنقله إلى مرحلة الثانوية العامة هي الأهم في مسيرته العلمية والتي تحدد ملامح مستقبله، لافتا إلى أنه لإلغاء الصف السادس الابتدائي جانب آخر إيجابي، يتمثل في ترشيد وتقليل نفقات الامتحانات والكنترولات، كما أنه يرفع العبء عن الملاحظين بالامتحانات، ومشكلات انتقالهم إلى مدارس وإدارات أخرى غير التي يعملون بها، منوها إلى أنه في حالة تطبيق القرار سيتم طباعة وإجراء الامتحان وتصحيحه داخليا في كل مدرسة، الأمر الذي يوفر ملايين الجنيهات.

وعلق على ما يتردد بأن القرار يساهم في الحد من الدروس الخصوصية بأنه كلام عار من الصحة، حيث إن التلاميذ بداية من الصف الأول الابتدائي، وحتى الثانوية العامة يعتمدون على الدروس الخصوصية، ولن يمتنع الطالب في الصف السادس عن الحصول على درس خصوصي فهو “كلام غير منطقي”.

كارثة تعليمية
ويرى عدد من نشطاء التعليم أن قرار تحويل الصف السادس الى سنة نقل عادي يجعل الأمور كلها في يد المدرس، حيث إنه هو نفسه الذي سيضع الامتحان ولذلك ففرصة الاستغلال متاحة وبشدة خصوصا في القرى والمناطق الت تزداد فيها نسبة الأمية.

 

دوت مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى